احمد الملا
لا يخفى على الجميع مدى الاستفادة التي
حصلت عليها أمريكا من تواجد التنظيم الإرهابي " داعش " في العراق على وجه
الخصوص, بغض النظر عما إذا كان هذا التنظيم هو صناعتها أو لا, فقد أعطا لها الذريعة
بإدخال الغريم التقليدي لها - إيران - بحرب استنزاف اقتصادية وعسكرية وبشرية وشملت
هذه الحرب الاستنزافية أيضا المليشيات التابعة لإيران.
فمن يلاحظ التصريحات الأمريكية بخصوص الحرب
ضد تنظيم داعش يجدها غير مستقرة على وتيرة واحدة, فتارة يصرحون بان الحرب على داعش
ستستمر لثلاث سنوات تارة أخرى يقولون خمسة سنوات, وأخرى يقولون سندحر داعش لكن ستكون
هناك انتكاسات وانكسارات, وهذا دليل واضح على مدى التلاعب بالوقت من قبل الأمريكان
في محاربة داعش, فهم لا يريدون القضاء على داعش بسرعة ليس لعجز منهم وإنما وجدوا فيه
الذريعة لاستنزاف إيران ومليشياتها.
وإيران ولكونها تمتاز بالتفكير الغبي دخلت
هذه الحرب بكل قوتها, ظنا منها أنها تستطيع أن تستحوذ على العراق ومقدراته وثوراته
وتبقى أمريكا تتفرج عليها!! أو تستطيع أن تفتح لها منافذ مباشرة مع السعودية والأردن
وسوريا وأمريكا تتخذ جانب الصمت والسكوت!!! فدخلت إيران في حرب لم تجني منها سوى الاستنزاف
من جهة ومن جهة أخرى فقدان كل العلاقات السياسية بينها وبين أغلبية الدول العربية,
وكذلك اتضحت الصورة الطائفية التي تتبعها إيران في العراق, فقدانها لثقة الشارع العراقي خصوصا الشيعي بعد تصريحاتها بان حربها في العراق
ليس من اجل العراق وإنما من اجل مصالحها ويضاف له التصريح " بغداد عاصمة الإمبراطورية
الفارسية" الأمر الذي جعلها تفقد الشارع العراقي السنة جميعهم وجزء كبير من الشيعة
العرب الوطنيين.
فهذه الأمور كلها صبت في صالح أمريكا وهي
تستفيد بشكل اكبر كلما كان التدخل الإيراني في العراق بشكل أوسع, أي كلما كان داعش
موجود كلما كانت إيران موجودة بحجة محاربته وهذا استنزاف لها وعلى كافة المستويات كما
ذكرنا, وهذا يجعل حرب التحالف الدولي والقضاء على داعش طويلة الأمد من اجل استنزاف
إيران بشكل أكثر واكبر, أما إذا ما انسحب إيران من العراق وأنهت كل أنواع وأشكال تدخلاتها,
فان الحرب على داعش ستكون قصيرة الأمد وينهيها التحالف بقيادة أمريكا يكون بشكل أسرع
لانتفاء الذريعة والحجة في إطالة تلك الحرب, أي لا يوجد عذر لاستنزاف إيران لعدم تدخلها
في العراق.
ولعلنا نجد الجواب على سؤالنا في عنوان
المقال في ما طرحه المرجع الصرخي الحسني في بيانه " #مشروع_خلاص " من ضرورة
المطالبة بانسحاب إيران من العراق لكونها المحتل الأشرس والأقبح في العراق, وفي حال
رفضت إيران الخروج من العراق فعلى الأمم المتحدة أن تؤسس منطقة صراع بين إيران وداعش
بعيدة عن العراقيين, لكي تحفظ حياة العراقيين بعيد عن هذه الحرب الاستنزافية التي يقتل
العراقيين وتسفك دماءهم بسببها...
إذ يقول المرجع الصرخي في بيانه ...
{{... 10- إصدار قرار صريح وواضح وشديد
اللهجة يطالب إيران بالخروج نهائيا من اللّعبة في العراق حيث أنّ إيران المحتل والمتدخّل
الأكبر والأشرس والأقسى والأجرم والأفحش والأقبح .
11- في حال رفضت إيران الانصياع للقرار
فيجب على الأمم المتحدة والدول الداعمة لمشروع الخلاص أن تُجنِّب العراقيين الصراع
فتؤمِّن مناطق آمنة محميّة دولياً يعيش فيها العراقيون تحت حماية ورعاية الأمم المتحدة
، ونترك جبهة قتال مفتوحة ومباشرة بين إيران والدولة الإسلامية (داعش) يتناطحان ويتقاتلان
فيها ولتكن (مثلاً) محافظة ديالى وليستنزف أحدهما الآخر وننتظر نتائج القتال وفي حينها
سيكون لنا قرار وفعل مع من يبقى منهما ، فنحن غير مستعدّين أن نجازف بحياة أبنائنا
وأعزائنا بحثّهم على دخول حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل بل كل الخسارة والهلاك علينا
فلا نرضى أن نكون حطباً لنيران صراعات قوى محتلّة غاصبة طامعة في خطف العراق واستعباد
شعب العراق ...}}.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق