الجمعة، 26 يونيو 2015

من بين ركام الفتوى والفشل .. ينبثق مشروع الأمل


احمد الملا


بعد سقوط الموصل بيد الزمر الإرهابية " داعش "  أخذ كل من حمل عنوان المسؤولية السياسية والدينية يتخبط  في اتخاذ الإجراءات أو وضع الحلول التي تعيد للحكومة العراقية هيبتها التي سقطت مع سقوط ثاني أكبر محافظة في العراق, ما الحل وماذا عساهم فاعلين ؟! فالحكومة أصابها العجز والشلل التام ونتيجة لذلك توالت الانكسارات والهزائم فسقطت محافظة صلاح الدين ومن بعدها ديالى ومن ثم الانبار بيد هذا التنظيم الإرهابي, ويلقى اللوم على الجنود المساكين ويحملونهم سبب تلك الهزائم والانكسارات!! بينما السياسيين والمسؤولين يبرؤون ساحتهم منها, وهم في حقيقة الأمر السبب الحقيقي في كل ما حصل ويحصل, والجنود ما هم إلا منفذين للأوامر والتوجيهات التي تصلهم من قبل هؤلاء المسؤولين.
ومع ذلك صدرت فتوى " الجهاد الكفائي " من مؤسسة النجف لتزيد الطين بله, ونحن ليس في صدد تبيان أسباب صدروها ولكن في محل توضيح ما أنتجته تلك الفتوى, فبعد صدور هذه الفتوى التي يتصورها بعضهم إنها حفظت للعراق هيبته,  فهي لم تحقق أي نجاح على أرض الواقع, بل ما حققته هو الإمعان في سفك الدماء العراقية البريئة, وزادت من الشرخ بين أبناء المكونات العراقية, وعمقت الطائفية, وعززت مشروع التقسيم الذي يراد منه تمزيق ارض العراق إلى أوصال وأشلاء, كما أصبحت هذه الفتوى غطاءا شرعياَ لبعض عصابات السلب والنهب والإجرام, وأعطت مبرراَ لتدخل بعض الدول في الشأن العراقي, حتى صارت أرضه مسرحاَ لتصفية الحسابات وانتزاع الثارات.
كما كان لهذه الفتوى الدور الكبير في زيادة معاناة العراقيين, فبحجة الجهاد هجرت العوائل, حتى وصل عدد النازحين والمهجرين الآن في العراق إلى أكثر من ثلاثة ملايين نازح, ويتعامل معهم بشكل طائفي بحت بسبب هذه الفتوى, وقتل أبناء البلد ممن لاذنب لهم سوى أنهم وجدوا في مناطق انتهكت من قبل " داعش " , بالإضافة إلى سَوق أبناء الوسط والجنوب إلى حفر الهلاك والموت وبالآلاف, ومع ذلك إلى الآن ومنذ أكثر من سنة ولم تحقق أي مكسب سوى التبويق الإعلامي الزائف, فلم تحرر محافظة ولم تحرر منطقة من قبضة تنظيم داعش الإرهابي, وان حررت منطقة فبعد فترة وجيزة تسقط مرة أخرى وهكذا الأمر, فلم تقدم هذه الفتوى سوى الموت لأبناء العراق, ولم تنقذ العراق أو تخلصه من هذا الشر.
بالإضافة إلى عجز السياسيين – بقصد أو غير قصد –  عن تقديم أية حلول يمكنها من تخليص العراق وشعبه من هذا الواقع المضني, الأمر الذي دفع بهم إلى التوجه للمرجع العراقي الصرخي الحسني يطلبون منه وضع آلية أو مشروع ينقذهم مما هم فيه, علماَ أن المرجع الصرخي لم يتوانى ولو للحظة عن طرح الحلول وإبداء الآراء والأفكار والمشاريع التي كان يمكن لها أن تخرج العراق من كل الأزمات التي عصفت به, لكن وبسبب التعتيم الإعلامي والعداء الذي يكنه له أعداء العراق وتجار الدم ودعاة الطائفية من سياسيين ورموز دين, وبسبب الحرب التي شنت عليه لم ترى تلك الأفكار والآراء والمشاريع نور التطبيق.
وبعد أن طلب العراقيون من المرجع الصرخي أن يعطيهم مشروعاَ يخلصهم مما هم فيه, قدم لهم مشروعاَ لو طبق وأخذ به, وعمل به, سيكون من شأنه أن يعيد للعراق هيبته التي مرّغها ساسة ورموز الفساد, فطرح المرجع الصرخي " مشروع خلاص " والذي احتوى على جملة من الخطوات الجوهرية والتي تهم العراقيين جميعا وتخرجهم من معاناتهم ومأساتهم, وهذه الخطوات :
1ـ قبل كل شيء يجب أن تتبنّى الجمعية العامة للأمم المتحدة رسمياً شؤون العراق وأن تكون المقترحات والقرارات المشار اليها ملزمة التنفيذ والتطبيق .
2ـ إقامة مخيّمات عاجلة للنازحين قرب محافظاتهم وتكون تحت حماية الأمم المتحدة بعيدةً عن خطر الميليشيات وقوى التكفير الأخرى .
3 ـ حلّ الحكومة والبرلمان وتشكيل حكومة خلاص مؤقتة تدير شؤون البلاد الى أن تصل بالبلاد الى التحرير التام وبرّ الأمان .
4ـ يشترط أن لا تضم الحكومة أيّاً من المتسلطين السابقين من أعضاء تنفيذييّن أو برلمانييّن فإنّهم إن كانوا منتفعين فاسدين فلا يصحّ تكليفهم وتسليم مصير العباد والبلاد بأيديهم وإن كانوا جهّالاً قاصرين فنشكرهم على جهودهم ومساعيهم ولا يصحّ تكليفهم لجهلهم وقصورهم ، هذا لسدّ كل أبواب الحسد والصراع والنزاع والتدخّلات الخارجية والحرب والإقتتال .
5- يشترط في جميع أعضاء حكومة الخلاص المهنية المطلقة بعيداً عن الولاءات الخارجية ، وخالية من التحزّب والطائفية ، وغير مرتبطة ولا متعاونة ولا متعاطفة مع قوى تكفير وميليشيات وإرهاب .
6- لا يشترط أي عنوان طائفي أو قومي في أي عضو من أعضاء الحكومة من رئيسها الى وزرائها .
7- ما ذكرناه قبل قليل يشمل وزيرَيْ الداخلية والدفاع ويجب تشكيل منظومة عسكرية جديدة تمتاز بالمهنية والوطنية والولاء للعراق وشعب العراق ولا يوجد أي تحفّظ على المنتسبين لها سواء كانوا من ضباط نظام سابق أو نظام لاحق ماداموا مهنيين وطنيين شرفاء .
8- في حال قبول ما ذكرناه أعلاه فأنا على إستعداد لبذل أقصى الجهود لإنجاح المشروع من خلال حث الأبناء والأخوة الأعزّاء من رجال دين وعشائر وشيوخ كرام وعسكريين وخبراء وأكاديميين ومثقفين وكل العراقيين الباحثين عن الخلاص ، نحثّهم للإلتحاق بالمشروع واحتضانه وتقديم كل ما يمكن لإنجاحه .
9- لإنجاح المشروع لابدّ من الإستعانة بدول وخاصة من دول المنطقة والجوار ولقطع تجاذبات وتقاطعات محتملة فنقترح أن تكون الإستفادة والإستعانة من دول كالأردن ومصر والجزائر ونحوها .
10- إصدار قرار صريح وواضح وشديد اللهجة يطالب إيران بالخروج نهائيا من اللّعبة في العراق حيث أنّ إيران المحتل والمتدخّل الأكبر والأشرس والأقسى والأجرم والأفحش والأقبح .
11- في حال رفضت إيران الإنصياع للقرار فيجب على الأمم المتحدة والدول الداعمة لمشروع الخلاص أن تُجنِّب العراقيين الصراع فتؤمِّن مناطق آمنة محميّة دولياً يعيش فيها العراقيون تحت حماية ورعاية الأمم المتحدة ، ونترك جبهة قتال مفتوحة ومباشرة بين إيران والدولة الإسلامية (داعش) يتناطحان ويتقاتلان فيها ولتكن (مثلاً) محافظة ديالى وليستنزف أحدهما الآخر وننتظر نتائج القتال وفي حينها سيكون لنا قرار وفعل مع من يبقى منهما ، فنحن غير مستعدّين أن نجازف بحياة أبنائنا وأعزائنا بحثّهم على دخول حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل بل كل الخسارة والهلاك علينا فلا نرضى أن نكون حطباً لنيران صراعات قوى محتلّة غاصبة طامعة في خطف العراق واستعباد شعب العراق .





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق