الأحد، 21 يونيو 2015

قتل الطفولة في مجزرة كربلاء .... وسائل متعددة وغايات فاسدة



احمد الملا

يتصور بعضهم إن الغاية تبرر الوسيلة, فمن أجل إنجاح مشروع معين, أو من أجل تحقيق هدف ما, يستخدم وسيلة أو مجموعة وسائل وإن كانت تنافي العقل والأخلاق وحتى الشرع, لكن لم يأتِ في تصوري أنه في يوم من الأيام أن يصل الأمر إلى قتل البراءة, قتل الطفولة, كوسيلة تبرر غاية أقبح من الوسيلة, يقتل الطفل البريء الذي لا ذنب له في حملة شرسة بربرية تعكس انعدام الدين والأخلاق والشرف عند من نفذها وقام بها, يقتل الطفل البريء في حملة همجية تريد إسكات الأصوات الوطنية التي رفضت الطائفية والتقسيم, قتلت البراءة من أجل إخماد الصوت الإسلامي الوحدوي الذي رفض سب أمهات المؤمنين زوجات النبي الخاتم محمد " صلى الله عليه وآله وسلم " وصحابته, قتلت الطفولة من أجل إسكات صوت العلم والاعلمية من أجل أن تخلو الساحة لجهال العصر.
الطفل الشهيد مجتبى " أو كما يحب أن يسمي نفسه محمد تقي " شاهدا على قباحة الجرم الذي ارتكبه قرامطة العصر, طلائع يأجوج ومأجوج ....
حيث أعدمته أيدي الطغيان والكفر, وغيبت براءته مؤامرات الطائفيين, وقطفت وردة عمره من بستان الحياة أحقاد الحاقدين على العراق وشعبه, لأنه كان متواجدا في براني سماحة السيد الصرخي الحسني في يوم 1/ 7/ 2014 م ليؤدي مع أبويه وإخوته بعض العبادات الخاصة بليالي شهر رمضان المبارك.
فما ان شنت قوات المالكي ومدعومة بمليشيات عدو المهدي الكربلائي وكيل السيستاني في كربلاء ولسانه المتحدث عنه, والمنحرف الطريحي خائن كربلاء, على براني المرجع العراقي العربي السيد الصرخي الحسني وقامت بحملات القتل والإعدام والاعتقال لمقلدي سماحته ومن قبل ذلك القصف بالمدفعية والهاوانات والطائرات على البراني بمن كان متواجدا فيه من نساء واطفال ورجال وشيوخ عزل لا يحملون سوى المصاحف الشريفة وكتب الأدعية... تشتت شمل عائلة شهدينا الطفل " محمد تقي" فسارع بالدخول إلى إحدى المنازل القريبة من ساحة البراني لكي يقي نفسه رصاص الغادرين الطائفيين التابعين لصناع الموت في العراق.
فشنت تلك القوات البربرية حملة دهم وتفتيش للمنازل المجاورة للبراني, وبينما هم في حملتهم البغيضة وجدوا شهيدنا البطل الطفل محمد تقي جالسا في غرفةٍ تابعةٍ لإحدى المنازل وهو لم يصب بأي جرح أو خدش, فسألوه عن مكان أبيه فكان رده هو عدم معرفة مكانه بسبب تشتت العائلة, ومن أجل أن يقبضوا على والده, قرروا أن يقتلوا الطفل حتى يضطر والده إلى القدوم لاستلام جثته وبعد ذلك يلقون القبض عليه؟؟!!!! هكذا قادهم تفكيرهم المريض من اجل إلقاء القبض على شخص!!!, يعدمون طفل بريء لا ناقة له ولا جمل في كل ما حصل.
فأطلقوا عليه تسعَ إطلاقات ناريه دفعة واحدة - صلية - فسقط محمد تقي مضرجا بدمه, فظنوا انه قد فارق الحياة لكنه بقى على قيد الحياة, فبقي الطفل الشهيد يعاني النزف يومين وهو متروك في ذلك المنزل ليعاني ألم الجراح وحرارة الرصاص, وبالصدفة دخل احد الضباط فوجده على قيد الحياة فحمله ونقله للمستشفى وتلقى العلاج هناك.
قاوم الشهيد البطل الطفل محمد تقي جراحه وتعدى مرحلة الخطر وطمئن الأطباء والدة الشهيد بأنه تجاوز خطر الموت وان إصابته لم تكن خطيرة لأنها لم تصيب أي عضوا من أعضائه, وقد وضع تحت الحجز هو ووالدته في ذلك المشفى ؟! فكانت العصابات الحكومية والمليشيات تتردد عليه في المشفى يتأملون قدوم والده لكي يلقون القبض عليه وهم لا يعلمون أن والده في المعتقل؟! فلم يأتي والده لذا قرروا أن يجهزوا على محمد تقي ويحقنوه بحقنة سامة جعلته يفارق الحياة لكي يشفي غليل حقدهم الطائفي على كل صوت وطني عراقي يرفض مشروعهم الدموي التقسيمي.
فكانت هذه الجريمة شاهد حي على قباحة وسائل الطائفيين من اجل أهداف أقبح وأشنع منها, طفل يعدم مرتين ؟؟!! مرة بتسع أطلاقات نارية والأخرى بحقنة سامة أثار سمها القاتل واضحة على وجهه البريء الطاهر؟؟!! فأين الإعلام عن هذه الجريمة البشعة المؤلمة ؟! أين مؤسسات ومنظمات حقوق الإنسان عن هذه الجريمة بحق أطفال العراق ؟ أين منظمة الطفل العالمية ؟! أين الخيرين في العالم أين الوطنيين ؟ تصوروا إن محمد تقي هو ابن أحدكم هل تسكتون عما حل به ؟!.
هذه هي حكومة العراق تقتل أطفالها بدم بارد, وهذه هي المؤسسات الدينية في العراق تفتي بقتل أطفال العراق دون أي مسوغ قانوني أو شرعي أو أخلاقي, هذا طفل العراق تُعدم طفولته البريئة بحقد حكومي مشرعن دينيا , يقتل الأطفال بدم بارد, ومن يقتلهم يدعي الإسلام والدين وبغطاء حكومي ديني!!! يوميا تقتل الأنفس البريئة بسبب صراعات ساسة العراق التي تحدث فيما بينهم ويؤيدهم في ذلك زعماء القوم من الرموز الدينية بل حتى إن بعض تلك الرموز هو شريك في هذه المجازر التي أصبح مشهدها مألوفا, ولكن لم نجد أي صوت إعلامي يغطي هذه الجرائم ويكشفها للعالم, والسبب واضح جدا إن الإعلام هو الأخر صار وسيلة لتحقيق مآرب الظالمين فالوسائل كثيرة والغاية واحدة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق