احمد الملا
يعتبر الفكر من الأمور غير المادية التي
لا يمكن التعامل معها بالحواس الخمس, وهو من مختصات العقل, بمعنى إن التعامل مع الفكر
يكون فقط تعامل عقلي بحت قائم على أساس الإدراك والفهم والاستيعاب, ولهذا تجد إن اغلب
الرسالات السماوية تعاملت مع المجتمعات البشرية بالأسلوب الفكري القائم على المحاكاة
العقلية, وان استخدمت بعض القضايا الحسية - المعجزات - لكن هذا الاستخدام جاء كمؤيد
وداعم لأصل الفكر الذي تبنته تلك الرسالات,
وهذا ما جعلت من تلك الرسالات تستمر ليومنا هذا.
فلم يستطع أعداء تلك الرسالات التي تجلت
بالرسالة الخاتمة, رسالة النبي محمد "صلى الله عليه وآله وسلم " أن ينالوا
منها لأنها رسالة فكرية غير مادية وإلا فإنها لكانت انتهت وأفل نجمها مع موت الشخص
الذي جاء بها, يقول الله تعالى في محكم كتابه العزيز في سورة آل عمران الآية 144 {وَمَا
مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ
قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن
يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ}, رغم كل المحاولات التي
سعى ويسعى لها أعداء الفكر الرسالي الإلهي من أجل إخماد هذا الفكر ل لكنهم باءوا بفشلٍ
ذريع, غير إن هؤلاء إستطاعوا إيجاد طريقة لضرب
هذا الفكر الرسالي وهي زرع الأفكار والاعتقادات الزائفة المنحرفة لضرب الإسلام خصوصا
والفكر الرسالي الإلهي عموما من الداخل.
ولعل من ابرز هؤلاء المعادين للفكر الإسلامي
هم الفرس الذي أطاح الفكر الإسلامي بإمبراطوريتهم, فقد عمدوا على ضرب الإسلام من الداخل
خصوصا في وقتنا الحاضر وذلك من خلال زرع الفتن الطائفية في العراق بشكل خاص, وأوجدوا
فيه مرجعيات السب الفاحش التي تتطاول على عرض النبي الخاتم وزوجاته وأصحابه الميامين,
الأمر الذي جعل المسلمين يقتتلون فيما بينهم بسبب ما تروج له تلك المرجعيات من فكر
مخالف لفكر الإسلام الحقيقي الأمر الذي ساعد على إيجاد فكر منحرف أخر يستبيح الدماء
والأعراض والأموال متخذا حجة الدفاع عن رموز الإسلام في أفعاله وهذا ما يجسده الآن
تنظيم داعش الإرهابي.
فكلا الطرفين " داعش ومرجعيات السب
الفاحش الفارسية " وان اختلف ظاهراً هدفها وتوجهها لكنها تشترك في حقيقة واحدة
وهي ضرب الإسلام وتشويه صورته, هذا ما دفع بحملة الفكر الرسالي الحقيقي أن يتصدوا لهذه
المرجعيات ويظهروا حقيقتها ويكشفوا من يقف خلفها من أجندات فارسية تريد أن تمزق الشعب
العراقي المسلم وتمرر مشروعها الفارسي في أرض العراق كي تصبح قوة كبيرة تهيمن على مقدرات
الشعوب وتستعبدها وتنهب ثرواتها.
فتصدى المرجع العراقي الصرخي لهذا المشروع
الفارسي التوسعي بكل قوة وحزم وبأسلوب حضاري فكري رصين هز عروش كسرى المتهالكة واقض
مضجع إمبراطورية فارس برمتها الأمر الذي دفع بالفرس أن يرتكبوا مجزرة كربلاء صيف
2014 م بحق أنصار المرجع الصرخي, كما دفع بهم للقيام بحملات اعتقالات وخطف واغتيالات
ممنهجة ضد مقلدي المرجع الصرخي, حتى وصل بهم قبل عدة أيام إلى القيام بعملية خبيثة
في محافظة ديالى ناحية أبي صيدا حيث قامت مليشيات إيرانية بسرقة وحرق المكتب الشرعي
للمرجع الصرخي في تلك الناحية, كما فعلوها سابقا عام 2011 عندما احرقوا المكتب الشرعي
لهذه المرجعية في محافظة ذي قار قضاء الرفاعي وبعدها هدم جامع السيد محمد باقر الصدر
في المحافظة ذاتها وعمليات أخرى مشابه في محافظة القادسية وبابل والبصرة, كل ذلك جاء
ضمن حملة فارسية لضرب الفكر الإسلامي الرسالي الذي حملته تلك المرجعية الوطنية.
لكن نحن نقول لهم وإن أحرقتم مكتباً وأن
هدمتم جامعاً, وإن اعتقلتم شخصاً وان غيبتم المرجع الصرخي نفسه "حفظه الله تعالى " ففلم ولن يؤثر ذلك
فينا ولن يفت في عضدنا, لأن المرجع الصرخي فكراً ومنهجاً إسلامياً عراقياً عربياً وليس
شخصاً, فكل إنسان وطني يحب وطنه أصبح صرخياً, كل عراقي مسلم أصبح صرخياً, كل إنسان
متحرر أصبح صرخياً, كل من يرفض الاحتلال الفارسي أصبح صرخياً, كل من يحارب الفساد ويرفض
المفسدين أصبح صرخياً, فلا حرق لمكتب شرعي أو سرقة أو هدم ينفعكم ... فالصرخي صار فكر ومنهج أمة بكاملها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق