السبت، 4 يوليو 2015

لماذا ارتكبت إيران جريمة كربلاء 2014 ؟!


احمد الملا

لا يخفى على الجميع أهمية مدينة كربلاء المقدسة عند المسلمين جميعا, فهي تحتضن جسد الإمام الحسين عليه السلام, سبط النبي الخاتم محمد " صلى الله عليه وآله وسلم " وله مكانته وشأنه عند المسلمين جميعا, وهو ثالث الأئمة الاثني عشر عند المسلمين الشيعة, وهذا ما جعلها من اكبر وأعظم المنابر في العالم الإسلامي بوجه خاص, ومن يستطيع أن يسيطر على هذه المدينة – من جهات ودول وأجندات – فانه سيسيطر على ذلك المنبر المهم جدا, من أجل تسخيره في خدمة مشاريعه وجعله من الوسائل الفعالة في تحقيق الأهداف التي يروم تحقيقها صاحب هذه الأجندة, أو تلك الدولة أو الجهة.
وهذا ما جعلها هدفا لمن يريد الإصلاح, وكذلك من يريد تمرير أفكار مريضة وأيضا هدفا لمن يريد أن يطمس هذا المنبر خوفا من يعتليه اصحاب المشروع الإصلاحي, كما هو حال تنظيم داعش الإرهابي الذي يهدد هذه المدينة خوفا منها أن تكون منبرا لكشف حقيقته الضحلة.
لذا كانت إيران الدولة الأولى التي سعت جاهدة للسيطرة على هذه المدينة خصوصا بعد عام 2003م  وذلك من خلال زرع العملاء أصحاب العمائم النتنة أمثال عبد المهدي الكربلائي الأمين العام للعتبات في كربلاء, وكذلك دعم مرجعيات السب الفاحش التي جعلت من سب أمهات المؤمنين وزوجات النبي الكريم وصحابته الإجلاء منهجا لها, بالإضافة إلى التأسيس والتجذير لبعض السياسيين الفاسدين ممن قبل بالعمالة لإيران كالمالكي السفاح وعقيل الطريحي محافظ كربلاء, وهذا من أجل الهيمنة على كل مفاصل هذه المدينة وتسخيرها لخدمة مشاريع إيران التوسعية في العراق, فهيمن على هذه المدينة كل أصحاب العقول المريضة, ودعاة الطائفية والتقسيم, تجار الدم وعرّابي الفساد, من أذناب إيران وعملائها سياسيين ورجال تستروا بزي الدين, فتحولت مدينة كربلاء إلى مدينة إيرانية لكن بظاهر عراقي.
وبعد توالي الأحداث في العراق, وسقوط مدينة الموصل والمحافظات الأخرى بيد تنظيم داعش الإرهابي, صدرت فتوى الجهاد الكفائي, وكانت انطلاقتها – إذاعتها من منبر كربلاء – لتعطي تلك الفتوى الغطاء والمبرر للتدخل الإيراني المباشر في العراق, والقيام بالممارسات اللاأخلاقية وغير الشرعية بحق العراقيين خصوصا من أهل السنة بحجة محاربة داعش, وكانت حكومة المالكي شريكة لإيران في تلك الممارسات القمعية, فقتلت وهجرت وروعت العوائل وارتكبت المجازر والمذابح على أساس طائفي ومنهج يسعى لتغيير العراق ديموغرافياً, بشكل يخدم طموحات إيران وأهدافها التوسعية.
لكن في الوقت ذاته, كان هناك صوت عراقي عروبي أصيل, رفض كل هذه الممارسات التي ترتكبها إيران وحكومة المالكي السابقة ومن ارتبط معها من مليشيات, بالإضافة إلى رفضه كل أشكال التبعية والولاء لإيران, ورفض جميع مشاريعها التقسيمية والطائفية, بالإضافة إلى انه فضح وكشف حقيقة مرجعيات السب الفاحش التي خدمت مشروع إيران, وكذلك رموز الفساد من سياسيين ورجال ارتدوا اللباس الديني وفضح تلك العمائم العفنة النتنة الشيطانية التي بين فينة وأخرى ترتمي بحضن محتل جديد واقصد بذلك عبد المهدي الكربلائي, وكشف زيفهم للعالم أجمع, هذا الصوت تمثل بالمرجع العراقي الأصيل السيد الصرخي الحسني.
لذلك اتفقت قوى الطغيان وبأوامر من إيران, ومشاركة مليشيا العتبة التي يشرف عليها عبد المهدي الكربلائي, وقيادة عمليات الفرات الأوسط بقيادة عثمان الغانمي, ومحافظ كربلاء عقيل الطريحي وبتوجيه من المالكي السفاح, اتفقت على إسكات هذا الصوت الوطني العراقي الذي هدد المشروع الإيراني وفضح مخططاته وكشف أذنابه, اتفقوا على إخماد هذا الصوت الذي أصبح منبرا لكل الأحرار في العراق, فإيران استولت على كربلاء من أجل تسخيرها لخدمة مشروعها التوسعي فكيف تسمح بان يكون في كربلاء منبرا مناوئاً ومعارضاً لها في هذه المدينة ؟!.
لذلك قررت هذه القوات البربرية الهمجية وبإشراف مباشر من قاسم سليماني ومعاونيه, قررت إخماد هذا الصوت العراقي, وذلك في يوم 1 / 7 / 2014م توجهت قوات مشتركة مصحوبة بمليشيات تابعة لإيران, ومجهزة بكل الأسلحة الحديثة الثقيل منها والمتوسط من مدرعات ومدفعية وطائرات عمودية ( هيليكوبتر)  إلى حي سيف سعد التي تبعد عن مرقد الإمام الحسين " عليه السلام " عدة كيلومترات, والتي يوجد فيها براني المرجع الصرخي الحسني, حيث فوجئ كل من كان موجود في تلك المنطقة بالطوق العسكري الذي حصل للمنطقة, مع إغلاق كل الطرق المؤدية لها, ومنع الخروج والدخول إليها, وبدون سابق إنذار, أخذت هذه القوات بإطلاق النار من كل تلك الأسلحة, على كل من كان متواجدا هناك, من أطفال ونساء وشيوخ وطلبة حوزة وكسبة ومارة " مستطرقين "!! فتحت النار على أناس كانوا عزل لا يحملون بأيدهم سوى المصاحف الشريفة وكتب الأدعية, ويؤدون الصلاة جماعة من أجل إحياء الليالي الرمضانية قرب براني المرجع الصرخي, بالإضافة إلى الاستماع للمحاضرات الأصولية والمحاضرات التاريخية العقائدية التي كان يلقيها السيد الصرخي.
فتحولت هذه المنطقة إلى ساحة للإبادة الجماعية, فهدمت الدور والمنازل والممتلكات العامة والخاصة بما في ذلك السيارات مع عمليات سلب ونهب, وحرق الأبنية المخصصة لممارسة الطقوس العبادية وإقامة الصلاة, وعمليات القتل والإعدام المباشر أما من تم إعتقاله فكان مصيره التعذيب بأبشع الوسائل حتى وصل الأمر بقطع الأطراف وصب الزيت الحار والتيزاب والصعق بالكهرباء الأمر الذي أدى إلى استشهاد العديد حتى من غير مقلدي المرجع الصرخي, فتحولت مدينة سيف سعد في ذلك اليوم إلى ساحة للتمثيل في الجثث بعد حرقها وسحلها في الشوارع, فكل من كان موجودا في هذه المنطقة عرضة للقتل والإبادة وان لم يكن " صرخياً " فالكل أصبح هدفا لإيران ومن تعاون معها.
فماوقع بلا أدنى شك ينافي كل الأعراف والقوانين السماوية والوضعية, وقد كشف عن حقيقة المعتدين وعن أهدافهم فهم لا يريدون شيعياً عربيً موالياً للعراق ويرفض الطائفية والتقسيم, فقتلوا الشيعة العراقيين العرب في كربلاء الحسين بحجج واهية وغير حقيقية وبأعذار وأكاذيب وتلفيق لا يمت للواقع بصلة, كما إن كل ماحصل ويحصل من مجازر في العراق يقف خلفها المشروع الإمبراطوري الفارسي التوسعي وهذا ما لا يقبل الشك ولذلك سخر هذا المحتل كل طاقاته من اجل إخماد الصوت الوطني العراقي العربي في العراق وخصوصا صوت المرجع الصرخي الحسني الذي أصبح من اكبر المعوقات لمشروع إيران التوسعي في العراق.
وما جرى في مجزرة كربلاء كاشف عن مدى زيف الديمقراطية وكذب من يبوق لها سواء كان سياسيين أو رموز دين, فأين حرية الرأي وأين حرية المعتقد؟! كما انه يعد انتهاكاً صارخاً للدستور الذي خطته أيادي المعتدين أنفسهم, فهم أول من خالف ما وضعوه من قوانين, وهذه رسالة واضحة لكل الشعب العراقي من قبل إيران ومن سار بركبها, مفادها نحن نصنع ما نشاء وكيفما نشاء دون رادع ولا يهمنا أي قانون أو دستور فمن يخالفنا الرأي ويعارض مشروعنا وان كان شيعيا فمصيره مصير مقلدي الصرخي .





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق