احمد الملا
أصبح واضحاً دور التحالف الأميركي الصهيوني
المتلاقي إستراتيجيا مع المشروع الفارسي التوسعي، في العدوان على العراق واحتلاله ومحاولة
تقسيمه وتذويب هويته العربية ونشر الفتن الطائفية في الوطن العربي من اجل شرذمتها والانطلاقة
بدأت من العراق، فقد برز النفوذ والتغلغل الإيراني الواسع النطاق في العراق تحت مظلة
الاحتلال الأميركي وبموافقته ودعمه وزرعت الفتن
الطائفية في اغلب البلدان العربية بواسطة إيران.
وقد كانت معلم هذه الموافقة واضحة من خلال
إمضاء وقبول الأمريكان بالحكومات العراقية الموالية لإيران التي تسلمت الحكم في العراق
منذ عام 2003 والى يومنا هذا, بالإضافة إلى سكوتها على التدخلات الإيرانية الواضحة
والصريحة في الشأن العراقي, خصوصا وان العراق تجمعه مع أمريكا اتفاقية أمنية وقعت في
عام 2011, تمنع تدخل أي دولة في العراق إلا أمريكا في حال تعرض أمنه القومي والوطني
لأي تهديد خارجي.
وبعد ان تعرض العراق للهجمة الإرهابية الشرسة
من قبل تنظيم داعش الإرهابي, وقد كانت هذه الهجمة بعلم كلتا الدولتين - إيران وأمريكا
- فإيران ومن خلال ابنها المدلل المالكي رئيس الحكومة العراقية السابقة كانت على علم
بمحاولة دخول داعش للموصل لكنها لم تحرك ساكن, أما الأمريكان ومن خلال تصريح رئيس جهاز
الاستخبارات أيضا على علم بمحاولة دخول داعش للموصل, فقد صرح قائلا " نحن نعلم
بنية دخول داعش للعراق لكن لم نكن نتوقع دخوله بهذه السرعة "!!, فالطرفين على
علم بهذا المر لكنهما لم يحركا ساكناً.
وسبب هذا السكوت واضحاً, إن الطرفين لديه
مصلحة من تواجد تنظيم داعش الإرهابي على ارض العراق, فهو سيعطي لكل طرفٍ العذر والحجة
والغطاء بالتدخل في الشأن العراقي بشكل واضح, كما عمل كل طرف على محاولة تصفية حسابه
مع الطرف الأخر من خلال التواجد على الأرض العراقية, فإيران استخدمت المليشيات ضد أي
تواجد أمريكي, والأمريكان استخدموا ذريعة الضربات الجوية على داعش لضرب المليشيات الموالية
لإيران, والأمر الأخر وهو جوهر القضية, إذ أن كل طرف استخدم قضية تواجد داعش كورقة
ضغط على الطرف الأخر بخصوص الاتفاقية النووية بين أمريكا وإيران, وبين هذا وذاك أصبح
امن العراق وشعبه وسيلة مساومة بين الاحتلالين.
فوقعت المجازر والمذابح بحق العراقيين,
واتسعت الفتنة الطائفية حتى عبرت الحدود العراقية لتصل إلى العديد من الدول العربية,
بسبب اللعبة الأمريكية الإيرانية التي أخذت شكل لعبة القط والفأر, فتارة هذا يطارد
ذاك وتارة أخرى ذاك يطارد هذا, وفي النهاية الطرفين صديقان ومتفقان, والشعوب العربية
وبالخصوص الشعب العراقي هو ضحية تلك اللعبة القذرة التي تمارسها أمريكا وإيران في المنطقة.
وهذا الأمر ليس بخافٍ على الوطنيين الشرفاء
من أبناء العراق, فقد شخصوا هذا الأمر وبينوه للعالم ولعل ما صرح به المرجع الصرخي
الحسني لوكالة أنباء العرب حول حقيقة الصراع بين أمريكا وإيران في المنطقة, وبين في
هذا التصريح إن العداء مهما كان فإن المصالح تجمع تلك الأطراف المتصارعة.... إذ يقول
المرجع الصرخي ...
{{...2ـ أميركا وإيران عدوان تقليديان متصارعان
متنافسان على استعمارِ الدول والشعوب وسَلْبِ إرادتها ، وقد ابتلى الله تعالى العديدَ
من دولِ المنطقةِ وخاصّةً لبنان فسوريا ثم العراق واليمن باَن تكونَ ساحةَ التنافسِ
والنزاعِ والصراع وتقاطعِ المصالحِ بين إيران وأميركا ، ولان العراقَ بلد البترول والطاقات
البشرية الفكرية الخلاقة فقد تصاعدَ وتضاعَفَ وتعمَّقَ واشتدَّ الصراعُ فيه بين القوتين
المتنافستين.
3- والمعروف والواضح عندكم أَنَّ خلافَ
وصراعَ المصالحِ لا يمنعُ اَن يجتمعَ الخصمان فتجمعُهما المصالحُ والمنافعُ فيحصلُ
الاتفاقُ بينهما على ذلك ، وكذلك ان ظَهَرَ خطرٌ يهدِّدُهما معاً فيمكن اَن يتَّفِقا
ويجتمِعا على محاربته معاً...}}.
فبهذا الكلام تتضح حقيقة ما يجري على ارض
العراق من صراع ظاهري شكلي بين الاحتلالين ومن خلال هذا الصراع تكون هناك اتفاقات وتقاربات,
وفي كلتا الحالتين المتضرر الوحيد هو الشعب العراقي وشعوب المنطقة ممن ابتلي بان تكون
ساحة لهذا الصراع الظاهري.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق