السبت، 8 أغسطس 2015

الحذر يا جياع العراق من كهنة الدين عمائم النفاق


احمد الملا


قد نقرأ  في بعض آيات القرآن الكريم وكذلك في كتب التاريخ عن المعابد والصوامع وتأثيرها الكبير على المجتمعات الإنسانية, ففي كل تجمع إنساني في أي بقعة من بقاع الأرض نجد المعابد التي تديرها مجموعة من الكهنة  الذين اتخذوا من الدين سواء كان سماوياً أو وضعياً ستراً وغطاءاً لهم, ومن خلال هذا الغطاء خدعوا  تلك المجتمعات واستغفلوهم,  عندما كانوا يكنزون الأموال التي يقدمها العامة والبسطاء قرابين لتلك المعابد بقصد التبرك والحصول على رضا الآلهة, وبإسم الدين وضعوا أحكاماً وضوابط قيدت المجتمع واستعبدته بما يخدم مصالح هؤلاء الكهنة ورجال المعابد ويضمن بقائهم في عنوان الكهنوتية,ومن أمثلة تلك الضوابط,  هي إحتكارهم للسلطتين الدينية والزمنية في بعض الأحيان من خلال القداسة التي يلفون بها أنفسهم, وإنهم ظل الله في الأرض وحرمة النقاش معهم, وإعتبار أن كل ما يصدر منهم غير قابل للنقاش, والفتك بكل معارض يقف في وجه تطلعاتهم ونفوذهم وهيمنتهم .
ولدينا الكثير من الأمثلة على ذلك كفرعون وملأيه, وكهنة معبد آمون, والنمرود وملأيه, وقريش, والكنيسة ورهبانها, المعابد اليهودية وحاخاماتها, وفي زمننا الحاضر المؤسسات الدينية في النجف وأغلبية مراجعها, تلك المؤسسة التي عملت وبشكل كبير على ما يخدمها ويخدم مصلحتها الشخصية الضيقة بعيداً هموم ومطالب الشعب راجعنا فقط التاريخ القريب لتلك المؤسسة الدينية في النجف لوجدنا ما يؤيد كلامنا.
فهي عملت وبشكل كبير على إيصال المفسدين إلى دفة الحكم في العراق, وأصدرت الفتاوى التي أوجبت إنتخابهم وإنتخاب قوائمهم, الأمر الذي كرس من نوري المالكي رئيساً لحكومة العراق وعلى مدى ثمانِ سنوات, لم يجنِ منها الشعب العراقي سوى الويلات والمعاناة والأزمات الأمنية والخدمية, وقبل ذلك أصدرت فتوى توجب على العراقيين التصويت بــ " نعم " على الدستور الذي كان وما زال هو من أبرز وأهم الأسباب في معاناة الشعب, وذلك لوجود الكثير من الثغرات في فقراته التي استغلها المفسدون لصالحهم.
أما موقف مؤسسة النجف من الحراك الشعبي الرافض للفساد ومن قبله الاحتلال الأمريكي المفسد الأول في أرض الرافدين, فكان هو إصدار فتوى تحرم الجهاد ضد المحتل, وهذا ما أعطاه - أي المحتل - الحرية المطلقة بأن يعيث بأرض العراق الفساد الذي عاد على العراقيين بالمصائب والنوائب, وكذا الحال بالنسبة لإنتفاضة الشعب ضد فساد نوري المالكي وخصوصا في سنة 2011م , فقد وقفت هذه المؤسسة لجانب المفسدين لا لجانب الشعب وأصدرت فتوى تحرم التظاهر ضد المالكي وكل المفسدين,  بحجة منح فرصة ومهلة أمدها مئة يوم حددها المالكي وأقرتها تلك المرجعية وباركتها, الأمر الذي جعل المالكي يحصل على شرعية في كل ممارساته وصفقاته الفاسدة.
فكل ما صدر ويصدر من مؤسسة النجف ومن عمائمها كان يصب في مصلحتها الشخصية الضيقة, وليس لخدمة الشعب,  وما صدر منها بخصوص التظاهرات الحاصلة الآن وركوبها الموج وإدعائها بأنها تؤيدها وتقف إلى جانبها هو في الحقيقة لذر الرماد في العيون وحقنة تخدير للمتظاهرين الغاضبين  من جهة ومن جهة أخرى هي محاولة للتستر على دعمها السابق للمفسدين وكتلهم وأحزابهم, وأيضا محاولة لركوب موجة التظاهرات بشكل يخدم إستمرار بقاء تلك العمائم في موقع التحكم بالشعب كي لا يفلت زمام الأمور من يدها خصوصا بعدما أحست بأن الشعب قد خرج عن قبضتها وطاعتها و أوامرها فحاولت أن تحتويه شيئاً فشيئاً ولعل في المستقبل القريب سيصدر منها أمراً يحتوي ويوقف زخم هذه التظاهرات.
وهذا ما يوجب على انتفاضة الجياع العراقيين السلمية وعلى المنتفضين الحذر كل الحذر من تلك العمائم التي إتخذت من الدين ستراً لها, الحذر من هؤلاء الفراعنة والكهنة من أن يضربوا تلك التظاهرات أو يخدروا المتظاهرين, وهذا ما حذر منه المرجع الصرخي في بيانه " الكهرباء ... أو الأطفال والنساء والدماء " حيث قال ...
{{...9ـ قبل الخروج بتظاهرات وطلب الحقوق والتغيير إسألوا أنفسَكم مرّات ومرّات ومرّات أنَّكم هل ستتراجعون وتسكتون وتتجرَّعون المرَّ والفسادَ والفاسدين والقتلَ وفَقْدَ الأعزاءِ والخرابَ والدمارَ فيما لو صدرت فتوى تُلزِمُكم بالسكوت والخنوع والقبول بالظلمِ والضَّيمِ والفسادِ والمفسدين ، كما صدرت سابقاً منهم فتاوى مماثلة وأطعْتم وسكتّم فدمَّرْتُم وأهْلَكْتُم أنفسَكم وأهليكم وشعبَكم ووطنَكم ؟!!
وفي الختام يا أبنائي وأعزائي وأحبابي أنصحكم ونفسي : يجب أن تَعلَموا وتتيقَّنوا أنه مع الجُبْنِ والخنوعِ والتبعية وعبادةِ أحبار ورهبان وفراعنة الدين ومع عدم التغيير فإنَّ الأمورَ تسير من سيّءٍ الى أسوأ وأسوأ ، قال العلي القدير {{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ }} الرعد11 ...}}.

رابط بيان المرجع العراقي الصرخي " الكهرباء ... أو ... الأطفال والنساء والدماء ؟؟!! "





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق