الأحد، 16 أغسطس 2015

إيران تُكشر عن أنيابها ... من أجل حماية أذنابها !!

احمد الملا


منذ سنوات طوال وإيران تسرح وتمرح في أرض العراق دون أي رادع, وذلك بحجة الدفاع عن المذهب والمقدسات مستخدمة عنوان التشيع كغطاء لها في الحصول على تأييد وتضامن غالبية الشعب العراقي, فزرعت الطائفية وروجت للتقسيم, وارتكبت المجازر وعمليات القتل والإبادة الجماعية بحق أبناء العراق, مع تأييد وغطاء ظلامي شرعنته مرجعية النجف التي أمضت تلك الجرائم بسكوتها من جهة ومن جهة أخرى قدمت وعلى طبق من ذهب الغطاء الديني " اللاديني " والإعلامي لتدخلات إيران في العراق, وذلك من خلال فتوى الجهاد الكفائي, ويرافق ذلك حصولها على الدعم من قبل ساسة الحكومة والبرلمان الموالين لها ممن عمل على تنفيذ أجنداتها في العراق و التي هيئت من خلالها الأجواء الملائمة لتدخلاتها.

وكان نوري المالكي أبرز أولئك الساسة, والذي ثبت وبحسب تقرير لجنة التحقيق في سقوط الموصل أنه من أبرز المتسببين في سقوط الموصل وما ترتب على ذلك السقوط من نتائج, مع جملة من الساسة والقادة العسكريين, فالمالكي قدم خدماته لإيران بشكل جعلها تتمادى في العراق وتتحكم بمصيره وثرواته وخيراته وتستعبد أبناء شعبه وتجعلهم حطباً لنار مشروعها التوسعي, وبعدما تم تجريد المالكي من كل عنوان ومنصب حكومي بسبب المطالبة الشعبية الجماهرية من أبناء العراق, والتي تجلت في مطالب المتظاهرين العراقيين في محاكمة ومحاسبة المفسدين, انتفضت إيران لهؤلاء المفسدين لتدافع عنهم.

فبعد أن حاولت وبشتى الوسائل أن تحول مجرى تلك التظاهرات لصالحها من خلال السعي لتوجيه مطالب المتظاهرين نحو حكم رئاسي يراد منه تنصيب أشخاص يخدمون مشروعها التوسعي في العراق, لكن وعي الشارع العراقي حال دون ذلك, وقلب الطاولة عليها فإذا به يطالب بمحاسبة وملاحقة كل من ارتبط معها, الأمر الذي دفع بجارة السوء إيران أن تكفر العراقيين الشرفاء ممن رفضها ورفض مشروعها من المتظاهرين, وهذا ما صرح به رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية " فيروز آبادي " قائلاً : أن التظاهرات في العراق هي أعمال تخريب وتحركها أيادي غير إسلامية !!.

ويأتي اليوم علي خامنئي ليهدد العراق وأمنه وحكومته وشعبه, وبذلك من خلال تحويل المجهود العسكري لمليشياتها العاملة في العراق ضد الحكومة العراقية, وتحويل المحافظات الوسطى والجنوبية إلى ساحة حرب, في حال تم تقديم المالكي للمحاسبة على فساده وجرائمه بحق الشعب العراقي, وهذا التهديد جاء نتيجة لتخوف إيران من محاكمة المالكي, فمن الطبيعي سيكون تحت التحقيق والذي يجعله يفصح عن معلومات من شأنها تفضح إيران, كحصوله على الضوء الأخضر منها بخصوص فتح المجال أمام تنظيم داعش لاحتلال الموصل, وكذلك التعليمات التي تلقاها من إيران التي تقتضي بقتل العراقيين السنة والشيعة وارتكاب المجازر بحقهم, كمجزرة مسجد سارية وجامع مصعب بن عمير ومجزرة كربلاء بحق مقلدي المرجع الصرخي, ومجزرة سبايكر والصقلاوية وبقية المجازر الأخرى.

بالإضافة إلى إن هذه التهديدات جاءت من اجل أن تضمن ديمومة بقاء أذنابها وخصوصا المالكي في منصب وعنوان يسمح له بتقديم الخدمات لها, خصوصا وأن خامنئي طلب وخلال اتصال له مع مقتدى الصدر وعمار الحكيم واحمد الجلبي وحيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي بان يمنحوا المالكي منصب رئيس التحالف الوطني الشيعي!! حتى يكون في منأى عن أي محاكمة أو محاسبة قانونية على كل جرائمه وفساده.

فهذه الممارسات الإيرانية إن دلت على شيء فإنها تدل على إن إيران لم تكن في يوم من الأيام حريصة على الشعب العراقي أو على المذهب الشيعي أو المقدسات حسبما تدعي, وإنما هي حريصة على مصلحتها فقط وفقط, وما هذه التصريحات إلا دليل واضح على ما ذهبنا إليه من قول, وستنكشف الكثير من الأمور في ما لو استمرت التظاهرات العراقية للمطالبة بمحاكمة المالكي وغيره من المفسدين, وهذا يجعلنا كعراقيين أن نكون على إصرار وعزيمة وهمة في الاستمرار بالتظاهرات والمطالبة بحقوقنا المسلوبة والتأكيد على ضرورة تقديم المالكي وأعوانه والمفسدين الآخرين للقضاء, وهذا ما سيقلب الطاولة بصورة أكبر على إيران وكذلك يحرر العراق وشعبه من قبضتها التي جرت الويلات والأزمات على هذا البلد, وهنا أذكر العراقيين المنتفضين في ساحات التظاهر بكلام المتظاهر والناشط المرجع الصرخي في بيان " من الحكم الديني ( اللاديني ) ... إلى ... الحكم المدني ) والذي جاء فيه ...

{{...5ـ بعد أن انقلب السحر على إيران الساحر بفضل وعيكم وشجاعتكم وإصراركم فادعوكم ونفسي إلى الصمود في الشارع وإدامة زَخْمِ التظاهرات والحفاظ على سلميّتها وتوجّهها الإصلاحي الجذري حتى كنسِ وإزاحة كلِّ الفسادِ والفاسدين وتخليصِ العراق من كل التكفيريين والتحرر الكلي من قبضة عمائم السوء والجهل والفساد حتى تحقيق الحكم المدني العادل المنصف الذي يحفظ فيه كرامة العراقي وإنسانيته وتمتُّعِه بخيراته بسلامٍ واَمْنٍ وأمان...}}.






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق