احمد الملا
لا يخفى على الجميع إن كل حركة إصلاحية في أي
مجتمع أو دولة تصبح هدفاً لحملات التصفية والاعتقالات والاعتداءات بشتى الوسائل من
قبل الذين يخشون الإصلاح الذي من شأنه أن يقضي على فسادهم وإفسادهم, فكلما حصلت
حركة إصلاحية تجد هناك مناهضين ومناوئين لها.
وما يحصل الآن في العراق وخصوصاً في اليومين الأخيرين
من عمليات اعتقالات للمتظاهرين في أغلب المدن العراقية, ويرافقها إعتداءات متكررة
على المعتصمين بالضرب المبرح بالهروات واستهدافهم بخراطيم الماء الحار وإطلاق
الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع, بالإضافة إلى حملات التشويه الإعلامي لصورة
التظاهرات والتي اتهمها المفسدون ومن يدعمهم بأنها تابعة لحركات منحرفة وتكفيرية
وأجندات ودول إقليمية, حتى وصل الأمر بتكفير المتظاهرين ونعتهم بنعوت لا تمت
للواقع بصلة, والسبب في ذلك هو الخوف من هذه الصحوة الفكرية الإصلاحية في الشارع
العراقي التي تطالب بمحاسبة المفسدين وطردهم من كل منصب من شأنه أن يوفر لهم ما
يسمى بالحصانة أو يفسح لهم المجال في ارتكاب السرقات والاختلاس.
وهذا الأمر ليس بجديد على تلك الجهات المفسدة
فهي قامت ومنذ سنوات بالاعتداءات المتكررة على مرجعية السيد الصرخي الحسني
العراقية التي ومنذ اللحظة الأولى لتصديها لعنوان المرجعية طالبت بالإصلاح, ورفضت
المحتل الأمريكي للعراق وما ترشح عنه من مجلس حكم ودستور وطبقة سياسية فاسدة تابعة
وأذناب جاءوا على الدبابة الأمريكية, كما رفضت كل مشاريع التقسيم والطائفية
والتبعية لإيران المحتل الأشرس, ورفضت استغفال الشعب باسم الدين والمذهب, فهدمت
الجوامع التابعة لهذه المرجعية وحرقت المكاتب الشرعية بعد سرقة ما فيها من
محتويات, مع حملات اعتقال وتصفية واختطاف للقواعد الجماهيرية التابعة لهذه
المرجعية, حتى تكللت هذه الاعتداءات مجزرة كربلاء في صيف 2014, ولم ينتهِ الأمر
عند هذا الحد بل تعداه لحملات تشويه إعلامية كبيرة, والسبب في ذلك هو الخوف من
الفكر والنهج الإصلاحي الذي تبنته تلك المرجعية, فالساسة المفسدين ومعهم كهنة
وفراعنة الدين جعلوا تلك المرجعية هدفاً لهم خوفا على مصالحهم ونفوذهم ومكانتهم.
وهذا ما بينه المرجع الصرخي في لقائه مع قناة
التغيير الفضائية, إذ بين المرجع الصرخي أسباب إستهدافه بصورة مستمرة
من عدة جهات سواء كانت دينية أم حكومية أو قوى خارجية تسيطر على العراق، فاستهدافه
كان رد فعل طبيعي لمواقفه التي لا تتماشى مع مشاريع كل هذه الجهات الفاسدة المتسلطة،
فمن هذه الأسباب أنه طرح الدليل العلمي الذي كشف جهل المقابل في المؤسسة الدينية وحطم
صنمية كهنة الحوزة وفراعنتها وعمالتها لإيران، ولأنه رفض المحتل الأمريكي وجرائمه ومنها
جرائم أبي غريب وإفرازاته من حاكم مدني ومجلس الحكم وقانون برايمر ودستور فاشل وانتخابات
فاسدة، ولأنه رفض المحتل الإيراني وإمبراطوريته التسلطية وجرائمه وميليشياته ودمجها
في الجيش والشرطة العراقيين، ولأنه رفض حل الجيش العراقي والقوات الأمنية، ولأنه رفض
التقسيم والأقاليم وفدراليات آبار النفط، ولأنه حرم انتخاب الفاسدين والقوائم الطائفية
وأوجب انتخاب الشرفاء مهما كان انتماؤهم الديني والعرقي والمذهبي، ولأنه طالب بالإفراج
الفوري عن المعتقلين الأبرياء، ولأنه رفض الاستخفاف بالعراق والعراقي والعرب والعروبة
ورفض فارسية المرجعية والحوزة ورجال الدين والتشيع الصفوي الفحّاش السبئي الذي يتعرض
للخلفاء وأمهات المؤمنين، فقال بالمرجعية العربية وبالصرخي العربي وبالحسني العربي
وبالتشيع الجعفري، أما المرجع المقابل، فسيكون مقبولاً وغير مستهدف لأنه يسير في ركب
الاحتلال الأمريكي والإيراني والفاسدين المتسلطين .
وبشكل مختصر
إن ما تعرضت له مرجعية السيد الصرخي الحسني سيتعرض له أبناء العراق الرافضين لكل
مشاريع إيران وأمريكا وكل من أرتبط مع تلك الدولتين من أحزاب وسياسيين ورجال دين,
من المفسدين الفاسدين, فالعراقيين الأباة الأخيار والمرجعية العراقية الآن هم عرضة
وهدفاً في مرمى المفسدين الفاسدين ممن يخشون على أنفسهم ومكانتهم ومصالحهم من تلك
الحركات الإصلاحية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق