الأحد، 30 أغسطس 2015

صدرت الفتوى ... فصار السلب والنهب بغطاء شرعيّ

احمد الملا


بعد أن صدرت فتوى " الجهاد الكفائي " من مرجعية النجف بدأنا نسمع بأسماء وعناوين لمجاميع مسلحة ومليشيات لم يكن لها وجود مطلقاً, بالإضافة إلى المليشيات المسلحة الموجودة سابقاً والتي أخذت تمارس جرائمها وأفعالها القبيحة بشكل معلن وبحرية تامة بمباركة تلك الفتوى الطائفية التي راح ضحيتها الآلاف من أبناء العراق الأبرياء, سواء كانوا في صفوف المقاتلين ممن غرر وزج بهم في معارك خاسرة تصب في مصلحة الجارة إيران التي لطالما عمقت جراح العراق والعراقيين  أو من المدنيين الأبرياء ممن لا ناقة لهم ولا جمل في تلك الحرب الضروس.
ومن بين تلك المليشيات التي لم نسمع عنها سابقاً هي مليشيا " أسد الله الغالب " والتي يتزعمها المدعو " سهيل الأعرجي " حيث كشفت صحيفة لوموند الفرنسية في  تقرير صحفي أعدته عن تلك المليشيا, إن هذه المجموعة المسلحة تشكلت بأمر السيستاني و تحظى باهتمام ورعاية خاصة بمعزل عن بقية المليشيات, كما عرفت بخرقها للقانون وتعديها على قوات الجيش العراقي وفرض أوامرها عليه بالقوة, وبينت الصحيفة إن زعيم تلك المليشيا يتقاضى راتباً قدره 38 ألف يورو, ويتقاضى أفراد هذه المليشيا البالغ عدد أفرادها 1000ألف مقاتل 560 يورو لكل عنصر كراتب شهري, هذا بالنسبة للتمويل الذي تحصل عليه من قبل مؤسسة النجف يضاف له ما تحصل عليه من عمليات السرقة والنهب للمنازل التي تركها أهلها خوفا من المعارك, والملفت للنظر إن زعيم هذه المليشيا لا يحب العمل السياسي لكنه سيغادر العراق ويدخل عالم الأعمال بعد انتهاء المعارك حسب ما صرح به للصحيفة ؟؟!!!.
فمن خلال هذه المعلومات نلاحظ وبكل وضوح إن مرجعية السيستاني وما صدر منها من فتوى جهاد أصبحت باباً من أبواب الفساد المالي والأخلاقي, إذ أنها أطلقت العنان للقتلة والمرتزقة لتكوين مليشيات يحصلون من خلالها على أموال طائلة وبالعملة الصعبة, كما يمارسون عمليات السلب والنهب المشرعن ليكونوا الأرصدة في الخارج, وهذا ما يدفع بزعيم تلك المليشيا بان يبدي رغبته بمغادرة العراق ودخول عالم الأعمال, فكيف يدخل هذا العالم إن لم يكن يملك المليارات, وإذا كان يملك الأموال فلماذا لا يدخل عالم الأعمال؟!.
 فمن الواضح أنه ينتظر تكوين رأس المال الجيد من عمليات السرقة والنهب والسلب وكذلك اخذ الأموال من الدولة تحت مسمى الراتب لأشخاص وهميين " فضائيين " درجت أسمائهم كعناصر في تلك المليشيا, وبعد ذلك يغادر العراق ليمارس ما يرغب فيه, وهذا مثال بسيط عن مليشيا بسيطة صغيرة الحجم من حيث العدد, فما بالك بالمليشيات ذات السطوة والسلطة والأعداد الهائلة؟! وبالمختصر المفيد أجد إن كلام المرجع الصرخي خلال لقائه مع قناة التغيير والذي علق فيه على فتوى الجهاد هو المناسب للتعليق على هذا المليشيا وغيرها ممن أخذ يسرق وينهب بسبب فتوى السيستاني ... حيث قال ...
{{...صدرت الفتوى، فإذا بالمفاجأة في أوَّل أيامها فَتخرجُ تظاهراتٌ تطالب بالرواتب والدعم المالي للحشد إلى أن وصلت الأمور أن تردف المرجعية فتواها بفتوى ودعوى التمويل الذاتي للمليشيات والحشد من أموال وممتلكات الناس التي تركت بيوتها في مناطق القتال، فصار السلب والنهب بغطاء شرعيٍّ وفتوى غررت بشبابنا أبنائنا أعزائنا، وصدرت الفتوى وفتحت أبواب الفساد على مصارعيها وبأضعاف ما كانت عليه، فالجميع مستغرِبٌ من تسابقِ السياسيين وقادةِ المليشيات الفاسدين لتأييد الفتوى وسنِّ وتقنينِ فَتْحِ الميزانية لها، لكن تبيّن لكم إن الفتوى فتحت أكبر باب من الفساد والسرقات التي لا يمكن لأحد أن يشير إليها فضلاً عن أن يكشفَها ويفضحَها ويمنعَها، فصارت ميزانية الدولة مفتوحة لفساد الحشد وسرّاقه، وكل فاسد أسس مليشيا ولو بالاسم فقط، تضم عشرات الأشخاص، لكنه يستلم رواتبَ وأموال تسليحٍ وتجهيزات لآلاف الأشخاص، فيُجَهَّز العشرات بفُتات ويُنزَّلُ باقي المليارات في الجيب وفي الأرصدة وشراء الأملاك والأبراج في دول الشرق والغرب خارج العراق ...}}.




 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق