الاثنين، 24 أغسطس 2015

التظاهرات العراقية بين الاعتداءات الإيرانية وصمت المرجعية !!

احمد الملا


لا يخفى على الجميع إن التظاهرات العراقية أخذت منحى آخر وهو منحى الاعتصام ونصب الخيام في الساحات والمناطق العامة, وكما نعرف جميعاً سبب ذلك هو القصور والتقصير الواضح لدى الحكومة في تنفيذ مطالب المتظاهرين العراقيين, من خلال التسويف والمماطلة والتخدير الممنهج والإجراءات الترقيعية التي لم تقدم شيء مطلقاً يتلائم و مطالب المتظاهرين.
وبما إن التظاهرات قد تحولت إلى إعتصامات, فالأمر لم يرق للساسة الفاسدين ومن يقف خلفهم من دول وأجندات خارجية, وبالتحديد لم ينل الأمر استحسان جارة السوء إيران, لان أغلب الساسة المتهمين بالفساد هم من الكتل والأحزاب التابعة لإيران, وعلى رأسهم المجرم الفاسد نوري المالكي, لذا آخذت إيران على عاتقها التعامل مع تلك التظاهرات والاعتصامات وذلك من خلال تشويه صورة تلك التظاهرات وإطلاق التصريحات غير المسؤولة على المتظاهرين واتهامهم بالعمالة والتكفير والانحراف, ولعل التصريح الأخير لقاسم سليماني والذي وضح فيه انزعاج خامنئي من التظاهرات العراقية التي تستهدف الأحزاب الإسلامية " اللاإسلامية "  ماهو إلا خير شاهد على ما ذهبنا إليه من قول.  
وكذلك عملت على تحريك المليشيات التابعة لها لضرب التظاهرات السلمية وتحوليها إلى ساحة تصفية حسابات, وهذا ما شهدته تظاهرات ساحة التحرير في العاصمة بغداد قبل أسبوع, حيث تم الاعتداء على المتظاهرين بالسكاكين والحراب وآلات حادة, لكن وعي وثقافة الشباب العراقي حال دون إن تتحول تلك التظاهرات إلى ساحات دماء وقتال, وكذلك إصرارهم على المطالبة بتنفيذ مطالبهم دفع بهم بتحويل تلك التظاهرات إلى اعتصامات, وهذا ما دفع بالأجهزة الأمنية المرتبطة بقيادات موالية لإيران مصحوبة بالمليشيات الموالية لها بالاعتداء على المتظاهرين في تلك الساحات بالهروات وخراطيم الماء الحار والرصاص الحي والغاز المسيل للدموع, الأمر الذي أدى إلى سقوط العديد من القتلى والجرحى بين صفوف المعتصمين, وهذا ما شهدته محافظة بابل والبصرة وبغداد وواسط وذي قار.
وهذه الاعتداءات والقتل الذي وقع على المتظاهرين والمعتصمين, أخذ الإمضاء من مرجعية النجف " مرجعية السيستاني " لأنها لم تحرك ساكن وسكتت على كل تلك الاعتداءات ولم تنطق ببنت شفه !! كأن ما يحصل من اعتداء ليس على العراقيين وإنما على أُناس في دولة أو عالم أو كوكب أخر !! فما سبب هذا السكوت إن لم يكن إمضاء لتلك الاعتداءات ؟! أم أن مرجعية السيستاني تنتظر ليوم الجمعة وتبدي رأيها ؟! وهذه طامة كبرى فهل يعقل ذلك ؟ العراقيين الأبرياء يقتلون ويعتدى عليهم والسيستاني ومؤسسته الدينية اتخذت جانب الصمت وأي صمت ؟ إنه صمت القبور !!.
ويبدوا إن الأمر قد تم الاتفاق عليه, أي إن إيران والحكومة والسيستاني اتفقوا على فض الاعتصامات بالطرق الوحشية البربرية كي لا تضرب مصالح إيران ولا تنفذ المطالب الجماهيرية المشروعة, وهنا لا بد من الإشارة  لما قاله المرجع العراقي الصرخي بخصوص التدخلات الإيرانية في الشأن العراقي في حواره مع صحيفة " بوابة العاصمة " والذي أشار فيه إلى أن " إيران منذ عشرات السنين تماطل وتستخف وتضحك على المجتمع الدولي، مؤكدا أن أميركا والمجتمع الدولي في تقلبات مستمرة حتى أنهم صاروا مستعدين أو متفقين على أن يعيدوا لإيران دور الشرطي في المنطقة فإذا لم تخرج إيران من اللعبة فلا حل لمعضلة العراق والأمور ستسير من سيء إلى أسوأ " .
فبخروج إيران من اللعبة في العراق وطرد كل أذنابها من أي عنوان أو منصب في الدولة العراقية سيجعل من العراق بلد مستقراً أو على الأقل يساهم بشكل أو بأخر في استقرار العراق هذا من جهة ومن جهة أخرى إن خروج إيران من العراق سيساهم وبشكل كبير في إنجاح الاعتصامات وتلبية كل مطالب المتظاهرين والمعتصمين العراقيين.






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق