احمد الملا
لا يخفى على كل ذي لب موقف مرجعية النجف –
مرجعية السيستاني – من الاحتلال الأمريكي للعراق سنة 2003, حيث كان لها دور كبير
في دعم هذا الاحتلال من خلال عدة مواقف, منها إصدار فتوى تحريم الجهاد ضده, وكذلك إعطائه
الصفة الشرعية بوصفه بــ" القوات الصديقة " كما أعطته المبرر في ضرب
المقاومة العراقية من خلال إصدار السيستاني فتوى وجوب تسليم السلاح لحكومة بول
برايمر, بالإضافة إلى التوجيهات التي كانت تقدمها هذه المرجعية للمحتل الأمريكي
على شكل رسائل بين السيستاني وبين برايمر, والتي كان لها الدور الكبير في نجاح عمل
الاحتلال في العراق, وهذا ما أكده بول برايمر -الحاكم المدني في العراق- في
مذكراته " عامي في العراق " وكذلك في مقابلة تلفزيونية مع إحدى القنوات الأمريكية.
واليوم نلاحظ وبعد مضي أكثر من ثلاثة عشرة
سنة, تكرر مرجعية السيستاني موقفها الداعم للإحتلال الأمريكي وغيره كالاحتلال
الإيراني ومعه الروسي المحتل الجديد الذي فرض نفسه على الحكومة العراقية, ففي خطبة
الجمعة ليوم 2 / 10 / 2015 صرح وكيل
السيستاني أحمد الصافي قائلاً " إن المعركة التي
يخوضها العراق اليوم ضد الإرهابيين ...(...)...هي معركة مفصلية ومصيرية لجميع العراقيين،
ولكنها ليست معركتهم وحدهم بل معركة العالم كله...(...)... ويجب أن تتظافر الجهود والمساعي
في مكافحة هذا الداء، وأن يتوسع نطاق التصدي له من كل الجهات " .
وهنا نلاحظ
كيف إن مرجعية السيستاني تعطي شرعية للتواجد الأمريكي والروسي والإيراني في
العراق, بحجة محاربة داعش, كما كان سابقاً بحجة إسقاط النظام السابق, تعطي المبرر
والشرعية لكل الاحتلالات في العراق كي يعيثوا في أرض الرافدين الفساد, وهذا الأمر
واضح وجلي في خطاب مرجعية السيستاني, حيث جعلت العالم شريكاً في هذه الحرب
المفتعلة, وحتى الجهات والدول المتهمة بصناعة داعش أعطتها هذه المرجعية الشرعية في
دخول العراق من جديد, كما إن خطابها هذا يحمل في طياته " فتوى تحريم "
مقاومة الإحتلال الجديد, فمادامت الدول الاستكبارية موجودة في العراق لمحارب داعش
إذن لا يجوز مقاومتها, كما كان الأمريكان سنة 2003 في العراق من أجل إسقاط النظام
السابق وحرم من أجل ذلك مقاومتهم.
ومن هنا يتضح لنا جلياً دور هذه المرجعية,
ألا وهو خدمة مصالح الدول الاستكبارية وتسهيل عملها في العراق, فهذه المرجعية وكما
وصفها المرجع العراقي الصرخي في لقائه مع قناة التغيير بأنها أسوأ مرجعية عرفها
الشيعة, حيث قال ...
{{... أنّ مرجعية السيستاني
هي الأسوأ والأسوأ على الشيعة على طول التاريخ الحاضر والماضي والمستقبل، وربما لا
يظهر أسوأ منها إلى يوم الدين، وسأبين موقفي من السيستاني من خلالها إصدار بحث تحت
عنوان (السيستاني ما قبل المهد إلى ما بعد اللحد)، وستقرأون وتسمعون العجبَ العُجاب
تحقيقاً وتدقيقاً وبالدليل والبرهان، ومن خلال تجربة الثلاثةَ عشر عاماً تيقَّنتم أنّ
إيران تلعبُ بالمرجعيات كما تلعبُ بآلات ورُقَع الشطرنج، والخارج عن فلَكِها ومشروعها
فليضع في باله أن يكون حاله كحالي، يعيش التطريد والتشريد، فليبحث عن قلوب الشرفاء
كي يسكن فيها، ويستمتع بصدقهم وإخلاصهم وحبّهم وإيمانهم وأخلاقِهم...}}.
وبالفعل هي
أسوأ مرجعية عرفها الشيعة على مر التاريخ, فهي تتقلب في مواقفها حسب مصلحتها,
وترتمي في أحضان الاحتلال الغربي تارة والشرقي تارة أخرى, بحسب ما تقتضيه مصلحتها
الشخصية النفعية الضيقة وبشكل يضمن بقائها في عنوان " المرجعية العليا "
الذي فتح عليها أبواب الكسب والاستئكال بإسم الدين وتحت عنوان الخمس والزكاة
والحقوق الشرعية وبيت مال المسلمين والتبرعات والهبات وواردات العتبات المقدسة
التي لم يرَ منها فقراء العراق شيئاً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق