الأربعاء، 14 أكتوبر 2015

هل ستنهار روسيا داخلياً ... وما السبب ؟!

احمد الملا


نلاحظ الآن وبعد دخول روسيا دوامة الصراع الحال في منطقة الشرق الأوسط خصوصاً في سوريا والعراق, نلاحظ إن الإعلام السوري والعراقي وحتى الإعلام الغربي أخذ يروج لفكرة إن روسيا دخلت مع إيران وحكومة الأسد والعبادي في تحالف " شيعي " غايته  ضرب المسلمين السنة وإبادتهم في سوريا والعراق ضمن مخطط فارسي لتوسعة الإمبراطورية الفارسية في منطقة الشرق الأوسط, وأخذ الإعلام يروج لما تناقله الشيعة " أتباع إيران " عن أصل بوتين الرئيس الروسي " أبو التين " المهاجر من العراق لروسيا, وان أصله يعود إلى وهب النصراني الذي قاتل مع الحسين عليه السلام, وإنه المسيح الموعود, وإنه سينصر الشيعة في أخر الزمان وما إلى ذلك من خرافات وقصص خيالية يراد منها الضحك على السذج من أتباع دولة فارس.
وهذا بطبيعة الحال سيؤثر على المسلمين السنة في روسيا, والذين يشكلون نسبة كبيرة من سكان روسيا, إذ يقدر عدد المسلمين في روسيا بثمانية وعشرين مليون مسلماً، يشكلون حوالي 20 % من سكان روسيا البالغ تعدادهم ١٤٣٫٥ ملايين حسب إحصائية سنة 2013, وبطبيعة الحال إن اغلب المسلمين الروس هم من أهل السنة, وهذا الأمر له مردود سلبي جدا على روسيا في خضم دخولها الحرب ضد المسلمين السنة في سوريا والعراق.
 والترويج الإعلامي الحاصل الآن الذي أعطى صورة دخول روسيا في الحرب على إنه حلف شيعي ضد أهل السنة, وهذا من المتوقع جداً بأن يساعد على خلق أجواء وظروف موضوعية لقيام ثورات وانتفاضات ضد النظام في روسيا, بل على أقل تقدير ستكون هناك مظاهرات ينظمها المسلمون السنة الروس ينددون فيها بحرب دولتهم ضد إخوتهم في الإسلام والمذهب في كل من العراق وسوريا, وهذا ما سيفتح الباب أمام قوى روسية أخرى معارضة للتدخل الروسي في منطقة الشرق الأوسط الذي أرهق الاقتصاد الروسي أكثر مما هو مرهقاً الآن.
ومن يعرف النظام الروسي جيدا فأنه لن يختلف معي عندما أقول إن هذا النظام سيقوم بقمع هذه التظاهرات الأمر الذي يؤدي إلى نشوب حراك مسلح, وهذا ما سيفتح المجال أمام الشيشانيين والاوكارنيين المعارضين للتواجد الروسي في بلادهم كي يدخلوا في حلبة الصراع في داخل روسيا .. وهذا ما سيؤدي إلى نشوب حرب أهلية في داخل روسيا تمزقها من الداخل, كما لا ننسى إن العم سام – أمريكا – ومعها الإتحاد الأوربي وعلى رأسها تركيا سيعملان على افتعال هكذا أمر بصورة مباشرة أو غير مباشرة ولعله فتح المجال أمام روسيا للدخول إلى سوريا من اجل تمزيقها من الداخل.
فإن حدث هذا الأمر والذي يمكن أن يحدث مع وجود جهات كثيرة وقوية وتملك وسائل إعلام هائلة حتى في داخل روسيا كما بينا مثل أمريكا وأوربا وكذلك الإعلام العربي السني, مع وجود تنظيم القاعدة القريب من روسيا, وكذلك جمهورية الباكستان الإسلامية, هذه من الأمور التي من المتوقع أن تؤدي إلى انهيار داخلي في روسيا, بالإضافة رهان روسيا  - وهو من أبرز الأسباب - على إيران والتقوي بها, والإنجرار خلفها, إيران الحصان الخاسر الذي ارتبط مصير روسيا بمصيرها, كون روسيا الآن قد راهنت عليها ودخلت معها في حلف ضد القوى العالمية الكبرى, وهذا ما أوضحه المرجع العراقي الصرخي في إحدى محاضراته التاريخية العقائدية حيث قال ...
{{... يا أيها السياسيون افصلوا بين الشعب الإيراني وبين الحكومة، التي ستنهار، في أي مواجهة، أسرع من سوريا والموصل فالرهان على إيران خاسر وستشهد الأيام ... لنكن واضحين الخاسر الأول والأكبر هي إيران فلا يغرنّكم هذا الاستكبار وهذا العناد وهذه العزة الفارغة، كانت تملك كل الشام وكانت تملك كل العراق، ماذا بقي لها؟ فقدت أكثر من ثلثي لبنان وأكثر من ثلثي سوريا وأكثر من ثلثي العراق وهذه الخسارة الكبرى، إيران دخلت بحروب استنزافية سريعة التأثير إيران منهارة اقتصادياً، الشعب الإيراني مغلوب على أمره ...}}.
وهذا ما يؤكده واقع الحال, فإيران بعد أن خسرت كل شيء في العراق وسوريا واليمن, وأصبحت قريبة من الانهيار لجأت لإدخال روسيا معها في هذا الحلف الذي صوره الإعلام على إنه حلف شيعي ضد المسلمين السنة, وبهذا سيكون المردود على روسيا لأنها راهنت على إيران واستقوت بها, فمن المتوقع جداً أن يكون مصير روسيا هو الانهيار الداخلي ونشوب حرب داخلية أو حدوث أزمات أمنية داخلية تعجل بإنهيار روسيا داخليا مع وجود اقتصاد ضعيف شبه منهار.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق