احمد الملا
يعتبر المنبر الحسيني من الوسائل الإعلامية
المؤثرة في المجتمع المسلم خصوصاً الشيعي, لإرتباطه الوثيق بالثورة الإصلاحية التي
قادها الإمام الحسين " عليه السلام " هذا من جهة ومن جهة أخرى, لما له من
تأثير عاطفي على عوام الشيعة, لذلك نجد إن هذا المنبر قد تم استغلاله وتوظيفه بما يتناسب
مع مصالح السلطة الدينية الإنتهازية راعية الفساد في العراق, حيث جعلت منه وسيلة للترويج
لأي مشروع فيه مصلحة شخصية فئوية ضيقة خاصة غير عامة.
فمن خلال هذا المنبر تم الترويج لإنتخاب
القوائم الشيعية الكبيرة التي حكمت العراق على مدى أكثر من ثلاثة عشرة سنة, ومن خلاله
تم الترويج لفتوى مرجعية النجف التي أوجبت على الناس انتخاب هؤلاء المفسدين, حيث اخذ
وعاظ السلاطين من ريزخونية من الترويج للفكر الفاسد بضرورة انتخاب المفسدين وإن كان
فسادهم ثابت عند الجميع وإلا فأن المذهب في خطر, والمنبر الحسيني في خطر, وزيارة الأربعين
في خطر, انتخب السياسي الفاسد من أجل أن تكون الحكومة شيعية ؟!! هكذا روج هؤلاء المتسترين
بالدين والمذهب, واخذوا فتوى مرجعية النجف كصك للغفران ومن يخالفها فإنه ساهم في قتل
الحسين عليه السلام, وتكررت هذه الحالة في كل الدورات الانتخابية البرلمانية ومجالس
المحافظات, حتى وصل بنا الحال على ما نحن عليه اليوم.
وبما إن شهر محرم هذا العام قد تزامن مع
الثورة العراقية البيضاء التي رفعت فيها مطالب التغيير وإصلاح حال البلد وإزاحة المفسدين
ممن جاءوا بفتوى مرجعية النجف, سنجد الآن المنابر الحسينية ستضج بالخطابات والشعارات
التي تحاول أن تتستر على فتاوى مرجعية النجف السابقة, وتحاول أن تجعل من هذه المرجعية
الأعجمية التي تسترت على الفساد طيلة السنوات الثلاثة عشر المنصرمة بأنها هي المحاربة
للفساد وهي الداعية لثورة الإصلاح, وسيزجون بإسمها كعنوان للتظاهرات وقيادتها, بينما
واقع الحال يؤكد إن مرجعية السيستاني لم تنطق ببنت شفة إلا بعدما وصل المتظاهرين إلى
أبوابها مطالبينها بإبداء الرأي والموقف إزاء تظاهراتهم ومطالبهم, فخرجت وصرحت بكلمات
خجولة لا تكاد أن ترتقي للمستوى الذي يلبي طموح الجماهير العراقية, بل إن كل ما صدر
منها هو نسخة من رأي الشارع فلم يكن لها رأي أو موقف واضح وصريح مع ممارسة التخدير
والالتفاف على المتظاهرين وتسويف مطالبهم.
وهذا ما سيدفع بهذا المرجعية الأعجمية أن
تحاول جاهدة وبكل طريقة أن تستغل المنبر الحسيني خصوصاً في شهر محرم, من أجل أن تجعل
من نفسها هي القائدة وهي الموجهة والمحاربة للفساد في محاولة منها لمصادرة الجهود والتضحيات
التي قدمها المتظاهرين العراقيين, وهنا نحذر هذه المرجعية الفارسية من هكذا محاولات,
ونذكر بما قاله المتظاهر والناشط المدني الصرخي في بيان " من الحكم الديني ( اللاديني
) ... إلى ... الحكم المدني " والذي قال فيه ...
{{... 6ـ لابدّ أن نُحذّر المؤسسةَ الدينية
ومن ورائها إيران بان أيَّ محاولةٍ للانتهازية واستغلال جهود وتضحيات المتظاهرين وإرجاع
الأمور إلى المربع الأول بتسليط نفس المؤسسة الدينية الكهنوتية وافرازاتها الفاسدة
المُفسِدة ، نحذرهم بأننا سنغيّر توجّهات وأولويات التظاهر فسنطالبُ أولاً وقَبْل كلِّ
شيء بل سنؤسس حشدا مدنيا لتطهير المؤسسة الدينية من قُبْحِها الفاحش وفسادِها المُستَشري
بأضعاف أضعاف قبحِ وفسادِ السياسيين ورجال السلطة ، فنحذِّرُهم من ركوبِ الموجِ ومحاولةِ
الخداع والتغرير من جديد فنقول لهم عليكم تطهير أنفسِكم ومؤسساتِكم قَبْل أن تنتهزوا
وتَركَبوا مَوْجَ التغيير والإصلاح والقضاء على الفساد ، فلأكثر من ثلاثة عشر عاما
الأمور بأيديكم من سيئ الى أسوأ والكوارث والمآسي في ازدياد مطّرِد ...}}.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق