السبت، 17 أكتوبر 2015

أيها المتظاهرون أنتم تصنعون التاريخ للعراق...هكذا قالها الناشط المدني الصرخي


احمد الملا


هناك قول مأثور وهو " الناس على دين ملوكها " فإن كان الملك صالحاً كان الناس صالحون, وإن كان الملك فاسداً والعياذ بالله, كان الناس كذلك, وواضح المعنى إن الملك يراد منه هو الرئيس والحاكم والسلطان والحكومة التي تحكم هذا الشعب أو ذاك, لكن بعض الشعوب أثبتت عدم تمامية وصحة هذه المقولة, فكم من ملوك وحكام فاسدون وظلمة ثارت عليهم شعوبهم وغيرت هؤلاء الحكام والملوك.
فالناس ليس على دين ملوكهم في حال استطاعوا أن يكسروا قيود التبعية والانقياد الأعمى,  ولجاءوا إلى العقل, فالملوك لم يستطيعوا أن يسيطروا على الشعوب إلا بتسخير وعاظ السلاطين والريزخونية وتجار الدين, أولئك الذين يكذبون على الناس بإسم الدين ويجعلون منه أداة لتحقيق مكاسب شخصية ضيقة ترتبط مع مصلحة الحاكم الفاسد, وهذا ما جعل الحكام وعلى طول التأريخ دائماً ما يقربون لهم العمائم الزائفة لسهولة إستغلال الناس من خلال تلك العمائم, فكل مجتمع متدين بديانة ما, كان ولا زال حاكمه يقرب إليه ذلك الرمز الديني الزائف الباحث عن المصلحة والمنفعة الشخصية, فالحاكم يستغل رجل الدين لمصلحته, ورجل الدين يستغل الشعب لمصلحته ومصلحة الحاكم, وبالتالي يكون المجتمع منقاداً وتابعاً ومنفذاً لكل ما يصدر من رجل الدين والحكام, وبالتالي يصبح هذا المجتمع في حالٍ يرثى لها.
لكن هذه القاعدة كسرتها شعوباً كثيرة, وفي كل الأمم العربية والإسلامية والأوربية, حيث كسرت قيد التبعية للمعبد والكنيسة وتحررت من تبعيتها وبالتالي تحررت من قيود الإذعان لسلطة الحاكم الفاسد الذي كانت تتستر عليه وعلى فساده العمائم الزائفة وكهنة المعبد والكنيسة, ومن أمثلة ذلك الثورة الفرنسية والألمانية في القرون الوسطى وما بعدها من فترات زمنية, فبعد أن تحررت تلك الشعوب من قيود التبعية للسلطة الدينية الفاسدة, تحررت بالوقت ذاته من سلطة الحاكم الفاسد, فخطت بذلك تاريخها فأصبح يشار لتلك الشعوب بالبنان وصارت قبلة لأغلب شعب العالم.
وهاهو اليوم يبتسم القدر بوجوه العراقيين, بعد أن كسروا قيود التبعية للسلطة الدينية خصوصاً في السنوات الثلاثة عشرة الأخيرة, حيث من خلال هذه السلطة الزائفة واللادينية أصبح حكام العراق من الفاسدين والسراق والقتلة, لأنهم قربوا منهم مايسمى بمرجعية النجف – مرجعية السيستاني الإيراني – التي خدمتهم وأوصلتهم لما يبتغون من مناصب تمكنهم من خدمة أجندات دول توسعية كإيران جارة السوء, وكذلك يستطيعون من خلالها تكوين ثروات هائلة على حساب الشعب العراقي, واستغلوا مرجعية النجف في تخدير الشعب العراقي بفتاويها الظلامية حتى وصل بها الأمر أن تحرم على الشعب التظاهر ضد المفسدين خصوصاً سنة 2011 وشرعنت لرئيس الحكومة السابقة الفاسد نوري المالكي كل سرقاته وفساده وطغيانه.
فإنتفض الشعب العراقي لنفسه وكسر قيود تلك التبعية للمؤسسة الدينية في النجف, وثار بوجه حكام الظلم والفساد ممن دعمتهم وغضت النظر عن فسادهم مرجعية السيستاني فسادهم, وهم إذا ما استمروا في تظاهراتهم المطالبة بالإطاحة بكل رؤوس الفساد فإنهم سيصنعون تاريخاً جديداً للعراق, وسيخلدهم التأريخ بأنهم رفضوا الفساد والمفسدين كما هي دول العالم المتقدمة التي تحررت من عبودية السلطة الدينية, فبإصرار المتظاهرين العراقيين وثباتهم على موقفهم سيطيحون بكل من أراد بالعراق الدمار والهلاك, خصوصاً وإن تلك التظاهرات كسرت حواجز الطائفية وهت عروش المفسدين ومن تستر عليهم, وهذا ما قاله المتظاهر والناشط الصرخي في بيان " من الحكم الديني ( اللاديني  ) ... إلى ... الحكم المدني " حيث قال ...
{{ ... 8ـ اِنَّ اِفشالَ المخطَّط التخريبي في تحويل البلاد إلى شريعة الغابِ الأكثر توحُّشا وفَتْكاً بالعباد والبلاد هو انجازٌ عظيمٌ ورائعٌ لكن لا يصح التوقف عنده بل لابد من إدامة الزخم والمثابرة في العمل، فانتم تصنعون التأريخ للعراق وانتم تحقّقون المعجزة لو أصررتم وثبتّم...}}.






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق