احمد الملا
إن ما يحدث الآن في العراق من انفلات وتدهور
في الوضع الأمني يرجع جزء كبير منه إلى ملف مهم من ملفات القضية العراقية الشائكة
وهو ملف المعتقلين والسجناء العراقيين, فمن أجل المعتقلين والمطالبة بإطلاق سراحهم
وجدت تظاهرات أهل السنة في ساحات الاعتصام في الفلوجة والانبار والموصل وصلاح
الدين وكركوك وديالى وبغداد وبسبب تغطرس وعنجهية السلطة الحاكمة في وقتها ( المالكي
السفاح ) تحول الأمر من قضية سلمية إلى قضية سلاح وقتال حتى وصل الأمر إلى صراع
طائفي واليوم نجني ثمار دكتاتورية ذلك الإمعة السفاح المالكي.
فكما قلنا قضية المعتقلين هي القضية الأساسية
لانبثاق الاعتصامات لان أغلبية المعتقلين هم من الناس الفقراء والمساكين ممن لم
تتلطخ أيديهم بأي جرم أو جنحة وإنما اعتقالهم جاء أما عن طريق الشبهة أو عن طريق
المخبر السري – بسبب عداءات شخصية أو مكاسب ومنافع – أو لمجرد الظهور الإعلامي وإجبارهم
على التوقيع على اعترافات بالإكراه وبالقوة وبأبشع الطرق هذا مما أدى إلى تغييب
مئات الآلاف من الناس الأبرياء في غياهب السجون, هذا مما دفع ذويهم إلى اللجوء إلى
الاعتصامات والتظاهرات لان السلطة فاسدة والقضاء فاسد ومسيس وغير نزيه, بالإضافة
هذا الأمر دفع بعضهم إلى أن يكون حاضن للمسلحين لأنه لم يجد من يسنده ويقف بجانبه
بل وجد الظلم والتشريد والتطريد مما دفعه لحمل السلاح بوجه تلك الحكومة النازية
الفاشية القاتلة الطائفية.
لكن هذا الملف رغم تغير الحكومة وتغير
السياسة في العراق مازال عالقا ولم توضع له قراءة واضحة أو مساعي لإنهائه في
العراق, علما أن إنهاء ملف المعتقلين سوف يساعد على حلحلة الأزمة الحالية ويخلق
افق ومناخ وبيئة جيدة للحوار وتهدئة الوضع, وهنا تكمن خطورة وحساسية ملف المعتقلين
العراقيين ومن هذا المنطلق توجه سماحة المرجع الديني العراقي العربي السيد الصرخي
الحسني بطرح إستراتيجية وقراءة وخطوات يمكنها أن تساعد الحكومة الحالية في حل هذه الأزمة
وما على الحكومة وعلى رأسها رئيس الوزراء الدكتور العبادي إلا التبطيق لكي يساهم
في خلق جو صحي لإنهاء القتال مع المسلحين وتوحيد الصفوف بوجه التنظيمات الإرهابية
التي دخلت العراق,
فقد توجه المرجع الديني العراقي العربي السيد
الصرخي الحسني وخلال محاضرته التاريخية العقائدية الثانية والثلاثون التي ألقاها
يوم الأحد 4/ 1 / 2015 م توجه بالخطاب إلى الحكومة العراقية الجديدة ووضع لها الآلية
الصحيحة التي من الممكن أن تقود العراق إلى الخير والصلاح ... إذ قال سماحته ...
{... نحن نقول للمسؤول لا يوجد عذر كما طرحه من
سبقك وسرق كل الخزينة, لا يوجد عذر هذا العذر غير مقبول, تستطيع أن تجازف تستطيع
أن تعمل تستطيع أن تسجل شيئا للتاريخ لك لعائلتك لعشيرتك لمنطقتك لمذهبك لدينك لإسلامك
لعروبتك, سجل, جازف في هذه الدنيا مجازفة مشروعة, مجازفة فيها آخرة, إن وصلت وحققت
الهدف فبها وخير أنت في الدنيا والآخرة لك الخير, وإن لم تكمل الخط وخرجت من هذه الدنيا
فأنت على خير تكون في جوار ربك تكسب الشهادة وتعطى على نيتك, أما تسكت والمظلوميات
تستمر إلى متى ؟ والعذر ما هو ؟ لأن النتنة السابق سرق كل شيء, لأن الأجهزة الأمنية
مازالت في قبضة النتنة السابقة, إلى متى نبقى على هذا الحال ؟! هذا ليس بعذر الآن
اقطع هذا, الآن أنت تقول وواقع الحال الأمريكان معك, استغل هذه القضية واستغل مادام
الأمريكان معك استغل وجود الأمريكان استغل الآن الأمريكان في أزمة الدول الأوربية الآن
في أزمة الآن كل منهم يريد أن يتمسك بقشة بسبب ما حصل من فساد وبطلان وانهيار
لمشروعهم في العراق وفي الشرق الأوسط, الآن كل منهم من المجتمع الغربي والمجتمع الأمريكي, اقصد المسؤولين, يريد أن
يتمسك بقشة, لتكن أنت القشة, جازف اتخذ المواقف الشجاعة, اتخذ القرارات وأصدر
القرارات الشجاعة , الآن صار عند الجميع هذا اليقين انه الكل هو فاسد الكل هو سارق
الكل هو قاتل الكل هو ميليشياوي تكفيري, الآن يوجد آلاف عشرات الآلاف مئات الآلاف في السجون خرجوا
هؤلاء ليخرج معهم ألف من المجرمين ما هو
البأس أين المشكلة ؟ ألف من المجرمين يضافون إلى المئة ألف من المجرمين في الساحة
في الشارع يصولون ويجولون لكنك ستنقذ تسعة وتسعين ألفا من الأبرياء تنتظرهم العوائل,
تقلل وتقلص وتنفي القاعدة التي تحتضن المجرمين, خرج هؤلاء يوجد قضايا مصيرية قضايا
حدية يوجد قضايا أساسية ومحورية في تحقيق النصر في تحقيق الخير في تخليص وخلاص
العراق, افعل شيئا لا تنتظر من المقابل لا تنتظر من الطرف الأخر لا تنتظر من
الانتهازيين, اتخذ قرارات جريئة شجاعة توكل على الله وانطلق ...}.
المرجع الصرخي
موجها خطابه للعبادي : جازف واتخذ قرارات شجاعة واستغل الدعم الذي تحظى به
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق