احمد الملا
بعد أن خرج من
بيته وعلى دراجته الهوائية الشيخ اسعد أبو حبيب إمام جامع العميرية في قضاء أبي الخصيب
في محافظة البصرة يتلقى وابل من الرصاص على يد مجهولين ليسقط قتيلا مضرجا بدمه, ملتحقا
بقافلة كبيرة من رجال الدين الذين سقطوا بالطريقة ذاتها على يد مجهولين, حتى أصبحت
ظاهرة اغتيال أهل السنة وخصوصا الرموز الدينية من خطباء ومشايخ مشهد يكاد أن يكون يومي
في البصرة تلك المحافظة التي عرفت بالهدوء والاستقرار الأمني !!!.
وهذا ما يدفعنا
للتساؤل عن سبب تلك الظاهرة ولماذا انتشرت خصوصا وان السنة في البصرة ليس لديهم أي
أنشطة مسلحة وهم معروفون بسلميتهم وبساطتهم كباقي أبناء العراق؟! فلماذا يستهدفون بهكذا
شكل؟! وما هي الغاية من استهدافهم؟!.
إن المتتبع لمجريات
الأحداث في العراق يلاحظ وبكل وضوح إن هناك خطوات متبعة لتغير العراق وإعادة رسم خارطته
على أساس مذهبي طائفي فهناك مساعٍ إلى جعل المنطقة الغربية من العراق هي منطقة سنية,
والمنطقة الجنوبية والوسطى هي منطقة شيعية, وبما أن البصرة هي محافظة جنوبية فهي منطقة
شيعية ويجب أن يكون سكانها من الشيعة حصرا وغيرهم من باقي المذاهب " السنة
" عليهم ترك هذه المحافظة لان وجودهم يعرقل مشروع التقسيم المراد تنفيذه, هذا
جانب والجانب الأخر وهو المهم في الأمر هو وجد جهات ومؤسسات وأحزاب وكتل خاضعة لأجندات
خارجية تسعى إلى أقامة إقليم في البصرة, وكما هو معروف أن أهل السنة في البصرة يرفضون
هذه الفكرة بشكل قطعي وذلك من حبهم وحرصهم على العراق ووحدة أرضه وشعبه.
فهذا الرفض السني
البصري لمشروع الفيدرالية في تلك المحافظة أقض مضاجع مريدي هذا المشروع التقسيمي الأمر
الذي دفع بهم إلى العمل على عدة مستويات, منها : التغرير بالشارع البصري واستغفالهم
والترويج لفكرة الإقليم, وكذلك العمل على تصفية الأصوات الوطنية المعارضة لهذا المشروع,
وبما أن أهل السنة من تلك الجهات الوطنية الرافضة فأصبح العمل على التخلص منهم ضرورة
ملحة!!!.
فأن عملية التصفية
الجسدية والاغتيالات التي استهدفت وتستهدف أهل السنة في البصرة هي مقدمة وتهيئة وخطوات
استباقية لمخطط التقسيم في العراق عموما والبصرة خصوصا من أجل تطبيق هذا المشروع, وهذا
ما يكشف حقيقة العلاقة بين مسلسل الاغتيالات التي تطال أهل السنة ومشروع الفيدرالية,
فهي أصبحت سببا في انتهاك حرمة الإنسان وكرامته وعاملا أساسيا في سفك دماء الأبرياء,
وهنا استذكر كلام المرجع الديني العراقي العربي السيد الصرخي الحسني في بيان -64-
( فدرالية البصرة ... فدراليات آبار النفط .. فدراليات : تهريب النفط ...الآثار
...المخدرات... ) الذي أصدره من أجل إعلان رفضه لكل مشاريع التقسيم في العراق, إذ قال
سماحته: {... 8- فدرالية البصرة تعني الإرهاب والمليشيات والطائفية والتهجير وقتل الأبرياء
، وكما كان ثابتاً ومتحققاً قبل أن ينتفض الوطنيون الأبطال من الجيش والشرطة وأبناء
العشائر الأخيار ...} .
وهذا يؤيد ما ذهبت
إليه من أن الفيدرالية أصبحت سببا في سفك الدماء العراقية الطاهرة من أجل تحقيق منافع
ومكاسب شخصية وخدمة أجندات خارجية تريد تنفيذ وتمرير مشاريعها في العراق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق