الخميس، 15 يناير 2015

الحب والولاء للوطن ضريبته القتل والابتلاء ... مرجعية السيد الصرخي أنموذجا



احمد الملا

إن التضحية من أجل الوطن التي تنبع من أساس الإيمان – حب الوطن من الإيمان – هي من ارفع وأقدس وأرقى التضحيات, لان الوطن هو من أهم المقدسات التي تخص الإنسان بغض النظر عن الدين أو المعتقد لان الوطن هو أساس استقرار الإنسان وسر من أسرار وجوده وكينونته وهو الرباط المهم بين الإنسان والمجتمع الذي يعيش فيه, فالإنسان بلا وطن يكون بلا قيمة ولا كرامة ولا عزة ولا مقومات إنسانية, وكلها أمور شرعا وعقلا مطلوبة فكيف يتجرد منها الإنسان ؟! وهو الذي خلق بأحسن تقويم فكيف يفقد مقومات إنسانيته, لذلك أصبح حب الوطن والولاء له والتضحية في سبيله هي من الأمور الواجبة والضرورية.
فالتضحية في سبيل الوطن هي التخلي عن كل شيء وتقديم الروح من اجل الحفاظ على الوطن, وهي كذلك فداء وتقديم الغالي والنفيس من اجل تحقيق الأمن والأمان والحفاظ على استقرار البلد, فالتضحية ليست فقط كلمة تقال بل هي فعل حقيقي يقوم بفعله كل شخص وطني محب لوطنه, والإنسان المضحي من أجل وطنه هو ذلك الإنسان الذي يصل لمرحلة من الصفاء الروحي ومن الإدراك التام لما هو مُقبل عليه، لا يرى فيه إلا قيم الشيء المُضحى من أجله وتجاهلا تاما لأبعاد تضحيته التي لا يبصر منها إلا أنها فعل لابد منه وضرورة ملحة لاستبقاء شرف أو حماية وطن، أو صون عرض، أو إثباتا لا يقبل التشكيك في عقيدة تنافس الجبال في رسوخها.
وفي نظرة عاجلة على أي بلد في العالم أو أي أمة مهما كانت معتقداتها، لن يخلو هذا البلد من تمثال لزعيم أو قائد أو بطل ضحى أو قدم الكثير من أجل وطنه وأبناء وطنه، لن تخلوا ذاكرة أمة من أبطال سطروا ماضيها فكان حاضرها مشعا باسما يتلوا الصلوات علي أرواح وصلت حدود القداسة، وهل هناك جملة في الكون أقدس من جملة " ضحى من أجل وطنه" هذا كله ليس في العراق لان في هذا البلد من يحب وطنه ويضحي من أجله ويدافع عنه يصبح منبوذا مبعدا مشردا ومطردا يتهم بالإرهاب وتهدم داره ويعتقل أتباعه ويقتلون وتسحل جثثهم في الشوارع وتكال ضده التهم وتثار عليه الشبهات ويحارب إعلاميا, هكذا يكرم ويكافئ من هو " مضحي ومحب وموالي لوطنه وشعبه " فالقتل وصب البلاء هي ضريبة تفرض على من يحب ويوالي وطنه وشعبه في العراق وليس مثل باقي بلدان العالم التي تكرم هؤلاء المضحين على أقل تقدير بتمثال يزين عاصمة ذلك البلد.
هذا ما جرى مع مرجعية السيد الصرخي الحسني ذلك المرجع العراقي العربي الذي قدم التضحيات تلو التضحيات منذ اللحظة الأولى لتصديه لعنوان المرجعية فقد تعرض لظلم وبطش النظام البعثي السابق ومن بعده الاعتداءات المتكررة من قوات الاحتلال الكافرة ومن ثم حكومات الظلم والجور والطغيان وعلى رأسها حكومة المجرم السفاح المالكي وبالتعاون مع المؤسسة الدينية التي كان لها الدور في كل مرحلة من مراحل التهميش للمرجع العراقي العربي السيد الصرخي الحسني ومحاربته والاعتداء عليه, فتوالت الاعتداءات وتوالى دفع ضريبة الحب والولاء للوطن على هذا المرجع وأتباعه يوما بعد يوم حتى صارت تثقل الكاهل وأصبحت ضريبة ثقيلة جدا لكن ذلك كله لم ولن يثني تلك المرجعية الرسالية العراقية الوطنية من إراداتها ومشروعها الوطني ولا يخدش بشيء من حبها وتمسكها بحبها للعراق وشعبه والدفاع عنه والتضحية, لان هذه المرجعية تعي وتعرف جيدا إن كلما ازداد تمسكها بهذا الحب والولاء كلما ازدادت المحن والابتلاءات فهي مستمرة في ذلك الحب والولاء وعلى قدر عالي من التضحية في سبيل ذلك.
هذا الكلام ليس من فراغ وإنما حقيقة نطق بها واقع الحال وأثبتها المرجع الديني العراقي العربي السيد الصرخي الحسني في خطابته وبياناته وأخرها خلال اللقاء الصحفي الذي أجرته معه وكالة أخبار العرب يوم الثلاثاء 13 / 1/ 2015م بعد أن أجاب على سؤال الوكالة حول الهجمة الشرسة التي تعرضت لها مرجعيته في كربلاء المقدسة بتاريخ 1/ 7/ 2014م التي شنتها حكومة المالكي المجرمة بالتعاون مع أشباه الرجال وأعداء العراق, فكان رد سماحته هو ...
{ ...  بسمه تعالى
1ـ بكل تأكيد أننا سَلَكْنا كلَّ الطرق السياسية والقانونية والشرعية والمجتمعية والأخلاقية لرفع الظلم عن أهلنا واعزائنا وأبناء شعبنا الحبيب في كل العراق ، لانَّ ما يقعُ عليهِم من ظلْمٍ فهو ظلمٌ علينا وأنَّ مظلوميتَهم مظلوميتُنا ومأساتَهم مأساتُنا وحزنَهم حزنُنا وفرحَهُم فرحُنا.
2ـ لو كنّا نمتلكُ المليشيات وسلَكْنا منهجَ التكفيرِ القاتلِ أو كنّا نُفكِّرُ ونعملُ ونتَّخِذُ المواقفَ على أساسِ المنافعِ الشخصيّة او الفِئوية اَو المناطِقيّة أو الطائفيّة ؛ لَما وَقَعَ عَلَيْنا ما وَقَع وَلَحَصَلْنا على الكثيرِ من المنافِعِ المادّيّة والمعنويّة ، لكنّنا اختَرْنا طريقَ الانصهارِ والذوبانِ في العراقِ وحبِّ العراقِ وشعبِه المظلوم فوقع علينا ما وقع من ظلم فاحش ، وليس عندنا وسيلة بعد الشكوى الى الله تعالى والاستعانة به والتوكل عليه الا سلوك الطرق القانونية الاجتماعية الشرعية الاخلاقية ، وسنبقى على ما نحن عليه بعون اللهِ وتسديدهِ وفضلِهِ ونِعَمِهِ وهو اَحكمُ الحاكمين.
3- بالرغم من قساوةِ الهجمةِ وهمجيَّتِها التي فاقَت بشاعةَ وإجرام البرابرةِ والقرامطة ، وبالرغم من الخسارة القاسية في فقدان الأعِزّاء وارتقائِهم إلى الرفيق الأعلى جلّت قدرتُه والذي نسأله ونتوسلُه أن يتقبّلَهم مع الشهداءِ وفي جوار الأئمة والأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والتسليم .
4- أقول بالرغم من كل ذلك فانَّ الله تعالى شاء ان يفضحَ المتآمرين المعتدين المجرمين ويُفشِلَ مخطّطِهِم في القضاءِ على أيِّ صوتٍ معادٍ أو مخالِفٍ لهُم ولمشروعِهم الاستعماري الاستكباري العنصري التقسيمي المدمّر ، فالإفلاتُ منهم والخلاصُ من قبضَتِهم ومن بطشِهم وفَتكِهم هو انتصارٌ كبيرٌ وعظيمٌ لمشروعٍ وطنيٍ إصلاحيٍ فكيف إذا كُلِلَ ذلك باَن يلتفِتَ ويعِيَ العالَمُ اَجمَع إلى مظلوميَّتِنا وقضيّتِنا ومشروعِنا الإصلاحي الانقاذيّ الحقيقي الصادق ، والتفَتَ الينا وصار ينتصر لنا أحباؤنا وأعزاؤنا إخواننا وأبناؤنا الشرفاء الكرماء الاُصلاء أصحاب الوطنية والأخلاق والغيرة والشهامة والآباء فسَكَنّا في قلوبِهم وتشرّفْنا وارتقينا بهم.
5ـ واما رَفْعُ الظُلْمِ والحَيْفِ والقَهْرِ فاِنَّنا لا نَفتُرُ ولا نَكسَلُ عنه بل نبقى نُحاولُ ونعملُ ونُجهِدُ انفسَنا من أجلِ تحقيقِه ، وليس الغرضُ منْهُ المصلحةَ الشخصية والفئوية بل من أجلِ كل العراقيين وكل المظلوميات وكل المظلومين ، فمظلوميتُنا واحدة وقضيتُنا واحدةٌ ووطنُنا واحدٌ، فاِنَّنا شعبٌ واحدٌ ، وسنبقى على العهد بعون الله تعالى وسنسعى إلى إرجاع كل الأمور إلى ما كانت عليه قَبْلَ اَنْ تَدْخُلَ بيننا ضباعُ الليلِ وخفافيشُ الظلامِ وشياطينُ الاِنسِ وقوى الشرِّ والتسلُّطِ والفَسادِ والعملاءِ والسرّاق ...}.
ولمن يريد أن يطلع على المزيد من التفاصيل الخاصة بهذا اللقاء ما عليه سوى زيارة الصفحة التالية  ...








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق