احمد الملا
إن الموقع الجغرافي الذي يمتاز به العراق والذي
جعله يكون الحد الفاصل بين محور الشرق ومحور الغرب بالإضافة إلى ما يتمتع به العراق
من خيرات وثروات جعله أكثر البلدان عرضة للأطماع الغربية والشرقية, فهذا المحور
يريد السيطرة عليه وذلك المحور أيضا, لان من يستحوذ على العراق سوف يحصل على
امتيازات متعددة منها وضح حد لتمدد المحور المناوئ له والأمر الأخر هو الحصول على
ثروات لا تنضب وخصوصا الثروة النفطية.
ولأجل ذلك تعمل القوى الشرقية والغربية وبكل الإمكانيات
المتاحة لديها أن تبسط نفوذها على العراق والسيطرة عليه سواء بطريقة مباشرة
كالاحتلال العسكري أو بطريقة غير مباشرة من خلال العملاء والأعوان والتابعين والأذناب
ممن يتسترون بالزي العراقي, هذا من جهة ومن جهة أخرى العمل وبكل الطاقات المتاحة -
من قبل هذا المحور أو ذاك – على القضاء والتهميش والتغييب وإقصاء وإبعاد كل صوت
وطني يدعو إلى تحرر العراق وشعبه من التبعية لأي طرف من الأطراف ويعمل على
استقلالية وسيادة العراق أرضا وشعبا وثروات وفكريا وحضاريا واقتصاديا وسياسيا
ودينيا وعقائديا لان مثل هكذا أصوات تعمل على إحباط كل المخططات والمشاريع الشرقية
أو الغربية في العراق أو على أقل تقدير تعمل على عرقلة تنفيذ تلك المشاريع.
لذلك أصبح العراق بقياداته الوطنية العراقية الأصيلة
التي تحمل حب العراق والولاء له عرضة لهجمات وافتراس تلك الوحوش الكاسرة, ولعل إيران
التي تمثل المحور الشرقي وأمريكا التي تمثل المحور الغربي هما الوحشين الكاسرين
الذين ينهشان بالعراق وشعبه وثرواته وأرضه, لان كل منهما يريد بسط نفوذه وسيطرته
على هذا البلد لما يمتاز به من موقع جغرافي وثروات وطاقات بشرية, مستخدمة في ذلك
أما التدخل المباشر أو من خلال العملاء والأذناب .
يقول المرجع الديني العراقي العربي السيد
الصرخي الحسني في اللقاء الصحفي الذي أجرته معه وكالة أخبار العرب بتاريخ 13 / 1 /
2015 م وأثناء معرض جوابه سماحته على سؤال
الوكالة الذي كان ...
ما هي الأسباب
الحقيقية للموقف العدواني الذي تبنته حكومة المالكي من خطه المرجعي ومن أتباعه ؟ إذا
كان هناك أشياء لم تكشف بعد يريد المرجع أن يذكرها عبر وكالة أخبار العرب بخصوص الموقف
الحكومي منه ومن خطه المرجعي ؟ ومن هي الأطراف التي كان لها المصلحة في ذلك ، المراجع
الشيعية، إيران ، أطراف في حكومة بغداد وفي كربلاء والنجف، أمريكا نفسها؟
فكان جواب سماحته هو ....
{ ... بسمه تعالى
:: لا يخفى على العقلاء إن في العراق لاعبَيْن رئيسين أميركا
وإيران، أما الآخرون فكلُّهم أدوات بيَدِ هذين اللاعبَينِ يحرِّكاهُم كيفما شاءا ومتى
شاءا، وإذا حصل أيُّ صراع بين هذه الأدوات فهو مشروط بان لا يخرج عن حلبَةِ السيدين
الكبيرين، أميركا وإيران، ومن هنا يظهر لكم إن كل ما يقع على ارض العراق هو بسبب هذين
الوحشين الكاسرين المُتَغطرِسَينِ، فَمَن كان وجودُه أو مشروعُه مخالفاً لأميركا فإنها
تحرّك عملاءَها وأدواتِها لِضَرْبِهِ ، ومن كان مخالفا لإيران فإنها تحرّك عملاءَها
وأدواتِها لضَرْبِهِ ، ومن كان وجودُه ومشروعُه مخالفاً للاثنين ومُعَرقِلاً لمشاريع
الاثنين فبالتأكيد هنا المصيبة العظمى حيث ستتكالَب كل القوى العميلة والمرتزقة والفاسدة
ضدّه ، وهذا ما وقع علينا قبل الاحتلال وبعده والى مجزرةِ كربلاء وما تَلاها....} .
ولمن يريد أن يطلع على المزيد من التفاصيل
الخاصة بهذا اللقاء ما عليه سوى زيارة الصفحة التالية الخاصة بوكالة أخبار العرب
...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق