توجه سماحة المرجع الديني العراقي العربي
السيد الصرخي الحسني اليوم السبت 31 / 1 /
2015م بخطاب موجها إلى شيخ الأزهر احمد الطيب كردا على المبادرة التي أطلقها
الأخير التي حملت عنوان حقن دماء المسلمين, وذلك من خلال جواب سماحة المرجع الصرخي
على استفتاء رفع له من قبل الدكتور محمد هدام الزاملي والذي سأل فيه عن رأي المرجع
الصرخي عن مبادرة الشيخ الطيب.
فقد أجاب سماحة المرجع الصرخي على استفتاء
رفع له بخصوص هذه المبادرة والتي أثنى عليها المرجع الصرخي واصفا إياها بالخطوة
الشجاعة و الصحيحة والتي{...اِنْ كانَ فِعلاً قد صدَرَ
هذا الكلام عن فضيلة الشيخ فانا احيّيه ابتداءا على شجاعتِه وصراحتِه ووضعِ يدِه على
الجرْحِ وتشخيصِه للخطوةِ الأولى الصحيحة التي تؤدي إلى الخطوات اللاحقة المؤسِّسة
للحل الناجع والخلاص الحقيقي ...}.
كما بين المرجع الصرخي الحسني إن هذه
المبادرة التي أطلقها الشيخ الطيب هي سالبة بانتفاء موضوعها إذا كانت موجهة إلى
مراجع الشيعة العرب العراقيين, وذلك بقوله { ... أقصد في كلامي
السابق بالخصوص قوله [المراجع الشيعية العربية] ومن هذه الحيثية ومادام فضيلته سيذهب
بزيارة رسمية الى العراق فابشّره خيرا بأنَّ الله تعالى قد خفّفَ عنه ، حيثُ اَنه في
العراق لا الحكومة ولا مؤسسات الدولة ولا القانون ولا الدستور يعترف بمرجعية شيعية
عربية فلا وجود لــ [المراجع الشيعية العربية] في العراق ، فالقضية من السالبة باِنتفاء
موضوعِها !!!..}.
كما بين
المرجع الصرخي للشيخ الطيب خلال ذلك الاستفتاء ما هي الخطوات المهمة والرئيسية
التي يجب اتخاذها عند طرح مثل هكذا مبادرات من قبيل الإطلاع على الوساطات
واللقاءات والمواثيق التي طرحت في السابق والتي كان لها الدور في الوضع المأساوي
الذي يمر به العراق اليوم, حيث قال المرجع الصرخي { ... كل من يريد التوسط والإصلاح
في العراق عليه ان يطّلعَ على عشرات الوساطات واللقاءات ومواثيق الشرف في داخل العراق
وخارجه التي حصلت بين المتصدّين للمشهد العراقي، ويدرسَها جيدا ،وأن يقرأ الواقعَ بموضوعيةٍ
وصدقٍ وإخلاصٍ وشجاعةٍ فيعترف ويقرّ ان الذي حصل أدى بنا الى الوضع المأساوي القبيح
الفاسد الذي يسود العراق والذي تداعى ويتداعى وانتشر وينتشر الى دول أخرى...}.
كما توجه
المرجع الصرخي بنصيحة شيخ الأزهر بعدم جعل هذه المبادرة أن تكون سببا في زرع
التفرقة والشقاق والطائفية كما حدث سابقا من مبادرات طرحت من جهات كان هدفها هو
التأسيس للطائفية والتقسيم, إذ قال سماحته {... فعليه أن لا يجعلَ وساطته ولقاءاتِه
تدخل في خانة التأسيس للتشقيق والتفرقة والطائفية وشرعنتها؟؟! ...}.
كما شدد
المرجع الصرخي على ضرورة التشخيص السليم للداء الذي أصاب الأمة الإسلامية وخصوصا
في العراق, كما نوه سماحته إلى إن العلاج لا يمكن لو كان المسبب للمرض هو نفسه
المعالج, وذلك بقوله { ... كل وسيط ومصلح عليه ان يضع في بالِه اَنَّ سلامةَ المجتمع
والدين وأمْنِهِ واستقراره خاصة في العراق يماثل الجسد وما يصيبه من أمراضٍ وآفاتٍ
خبيثةٍ ، فان علاجَهُ وصحّتَهُ وسلامَتَه تعتمد وتتوقف على تشخيص الداء وأسبابه ثم
تشخيص العلاج فلا يعقل ان يكون المسبِّبُ للمرض والآفة والفساد معالجا وعلاجا وداخلا
في العلاج ،فلابد من التشخيص الموضوعي الواقعي الصادق الشجاع وإلا فلا إصلاح ولا صلاح
في الجسد و العقل والقلب والنَفْسِ والروح ولا في المجتمع والأوطان...}.
وعلى الصعيد
ذاته علق المرجع الصرخي على ما يسمى بحوار الأديان أو المذاهب ومواثيق الشرف واصفا
إياها بأنها لا يوجد فيها شرف مع غياب صوت الاعتدال فيها حسب قوله, إذ قال سماحته { ... أجد من المناسب أيضا ان اذكر لكم مما ذكرته في مقام
أخر عن الحوار بين الأديان أو بين المذاهب وشروط نجاحه، حيث قلت: منذ سنوات طوال نسمع
بالحوار بين الأديان والحوار بين المذاهب وتُصرَف الأموال وتنعقِد المؤتَمَرات واللقاءات
(والحوارات مجازا) ووقّعوا ميثاق شرف وميثاق شرف ومواثيق شرف لكن مع شديد الأسف لم
نجد الشرف ولا مواثيق الشرف ، فلم نجنِ أيَّ ثمرةٍ طيبةٍ عن ذلك بل وجدنا النتائج العكسية
، فقد سادَت وانتشَرَت قوى التَكفير الديني وقوى التكفير الطائفي في المجتمع وانخفض
وانمحى صوت الاعتدال...} مشيرا سماحته إلى عدة أمور كانت هي محصلة ونتيجة للقراءة
التي تم التوصل اليها من اللقاءات والمؤتمرات الخاصة بما يسمى بحوار الاديان أو
المذاهب والتي لخصها بعدة نقاط وهي :
{ ... أ ـ يكشف
عن الأسس الفاسدة غير الموضوعية التي تعتمدُها المؤتمرات واللقاءات ومواثيق الشرف،
ب ـ ويكشف عن اَن
المُتحاورين لا يتصفون بالصدق والإخلاص ، ولا يملكون العلم والفكر والروح والمنهج الحواري
التقاربي الإصلاحي ، ولا يتّصِفون ولا يملِكون الأسلوب والسلوك والسيرة العملية والأخلاق
الرسالية الإصلاحية ،
جـ ـ ويكشف عن
تبعية المؤتمرات والحوارات والمتحاورين لإرادات سياسية تبغي المكاسب السياسية الإعلامية
والمصالح الفئوية الضيقة دون النظر إلى مصلحة المجتمع وتعددية المذاهب والأديان.
د ـ فمثل هذه المؤتمرات
واللقاءات والمجاملات محكومة بالفشل قطعا وتكون نتائجها عكسيةً عادةً...}.
وختم سماحة
المرجع الديني العراقي العربي السيد الصرخي الحسني كلامه بالدعاء لكل المصلحين
ومباركة جهودهم الطيبة من أجل خدمة الإسلام والمسلمين والمجتمع الإنساني { ... وأخيرا
اسأل الله تعالى ان يسدّدَ عملَ المصلحين ويوفّقهم لخدمة الإسلام والمسلمين وكل المجتمع
الإنساني التوّاق للسلام والأمان ومكارم الأخلاق.}.
ومن الجدير بالذكر إن شيخ الأزهر الشريف
الشيخ احمد الطيب صرح بأنه على استعداد لزيارة النجف ولقاء المراجع العراقية
العربية من أجل حقن دماء المسلمين خصوصا في العراق وذلك في معرض لقاءه برئيس
الوزراء العراقي حيدر العبادي في القاهرة يوم 12 / 1/ 2015م.
للإطلاع على
الاستفتاء يرجى زيارة رابط الصفحة التالية ...
شيخ الأزهر ومبادرة
الإصلاح "وإيقاف سفك دماء المسلمين"- استفتاء جديد لسماحة المرجع الديني
الأعلى السيد الصرخي الحسني 10 ربيع الأخر 143 هـــ ....