الجمعة، 5 يوليو 2013

الصرخي الحسني يعطي تأثيرات الصوم على الجانب الاجتماعي



{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } البقرة183 ....
إن الله سبحانه وتعالى عندما وضع الأحكام الشرعية وجعلها واجبة على الإنسان المكلف وأصبح الإنسان بدوره ملزما بالامتثال لأوامر الله جلت قدرته  وتطبيق كل الأحكام من أوامر ونواهي وهذه الأحكام هي جاءت لتنظم حياة الفرد بالامتثال لها تكون حياته أكثر تنظيما , وبطبيعة الحال  تكون لهذه الأحكام الشرعية تأثيرات روحية وأخلاقية وصحية واجتماعية على الفرد والمجتمع , ومن بين تلك الأحكام  حكم أو وجوب الصوم وأنا هنا لا أعطي العلة من سبب وجوب الصوم لان هذا الأمر لا يعرفه إلا الله سبحانه وتعالى ولكن  أريد أن أتناول  جانبا توصل إليه الإنسان من خلال تطبيقه والتزامه بحكم الصيام , وهذا الجانب هو الجانب الاجتماعي وما للصيام من دور فاعل في تقويم وتقوية الروابط الاجتماعية داخل المجتمع وبين أفراده , فالشعور بالجوع يجعل الإنسان  الذي انعم الله عليه بالخيرات والأموال يحس بمعاناة الإنسان الفقير , في رمضان يتذكَّر الناسُ بعضَهم بعضاً، فتزداد الزياراتُ الاجتماعية، ويحرصون على نسيان الخصومات، ويطلبون صفاءَ النفوس مع صفاء القلوب. كيف لا!، وهم يرون أنَّهم لم يستفيدوا شيئاً من خصومات شغلتهم طوالَ عام مضى، توتَّرت أعصابهم!، وأرقوا في نومهم!، ولم يكسبوا من الحسنات مزيداً .كما يعطف الناسُ في رمضان بشكل أكبر على الفقراء والمساكين، عسى الله يعطف عليهم، ويمنحهم من رحماته وعفوه. كما إنَ لهذا التحسُّن في العلاقات الاجتماعية أثراً كبيراً في صحَّة المرء ونفسيته . وقد ظهرت مدارسُ جديدةٌ في علم النفس تؤكِّد أنَّ الصحَّةَ النفسية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بنوعية العلاقات الاجتماعية التي يقيمها الإنسان. وقد لقيت هذه المدرسةُ قبولاً في الوسط الطبِّي، نظراً لقوَّة نتائج الدراسات والبحوث الداعمة لها . وأروع ما وجدته من بيان وتوضيح  مدى انعكاس وتأثير الصيام على المستوى الاجتماعي هو في كتاب ( الصوم ) لسماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد الصرخي الحسني _ دام ظله _  الذي يتناول في مقدمته بحث أخلاقي  يعطي فيه الكثير من الجوانب التي يقومها ويؤثر فيها الصيام ومن بينها الجانب الاجتماعي http://www.al-hasany.net/Library/L.alhasany/m.almenhaj/al%20sawm.rar (رابط تحميل الكتاب )... يقول سماحته _ دام ظله _  في هذا الكتاب
 {....الثاني :المستوى الاجتماعي / ..... فالصيام هو احد العبادات يوفر الأرضية المناسبة  لعلاج الشخصية الإسلامية من جانب العبادي والصحي الحيوي والنفسي والسلوكي . إضافة لذلك أو من نتائج ذلك ما يحصل عليه الصائم من تنمية غريزة الرقابة الذاتية حيث يلتزم بالصيام والإمساك عن المفطرات دون أن يراقبه أي إنسان فهو يستطيع أن يتناول المفطرات  دون أن يراه احد من الناس لكنه مع ذلك لا يتناوله خوفا من الله تعالى وهذا بدوره يؤدي بالإنسان إلى الشعور الداخلي بالمسؤولية لأنه تمرن وتعود بعبادته على تقديم ما يشعر به من فعل مجهد ومتعب دون أي مردود مادي أو معنوي دنيوي من الناس , نعم هو امتثال وطاعة لأمر المعبود المطلق وهنا يدفعه لإطاعة أوامر المعبود العبادية والتوجيهات الأخلاقية والاجتماعية والتي تهدف إلى صيانة المجتمع وتكامله , فمثلا قد نهى الشارع الإسلامي الصائم عن الغيبة والنميمة والظلم والكذب , وحذر الشارع المقدس الصائم من التعامل اللاأخلاقي مع الناس , وفي نفس الوقت حثه على عمل الخيرات من مواصلة الفقير والمسكين والضعيف بعد أن عاش الصائم وذاق مرارة الجوع والحرمان فحثته على الصدقة للفقراء وعلى زكاة الفطرة , ولصيانة الوطن وحمايته من الأعداء الخارجيين والثبات أمامهم في سوح القتال حيث الماء والطعام القليل والابتعاد عن الأهل والشهوات , أمر الشارع بالصيام لتمرن ويتدرب الصائم على تحمل تلك المشاق , وحثه الشارع على صلاة الليل وإحياء ليالي رمضاء بأدعية السحر فيكون على استعداد لحراسة حدود وطنه ليلا ونهارا . وكتطبيق عملي ونظري للتكافل والتكامل الاجتماعي حث الشارع المقدس على إعداد الولائم لإفطار الصائمين لتحقيق المواصلة بين الناس , وفي الأدعية الرمضانية النهارية والليلية نجد فيه إضافة للجانب الروحي والعبادي, الجانب الاجتماعي  حيث يبدأ الإنسان بالدعاء إلى الآخرين ثم يدعو لنفسه أو الدعاء للجميع من الوالدين والأهل والإخوان والمؤمنين والمسلمين والمسلمات والفقراء والمساكين والمظلومين ...} .
فهذه النظرة التحليلية الرائعة التي قدمها سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد الصرخي الحسني _ دام ظله _  لأهمية الصيام خصوصا وشهر رمضان المبارك عموما والتأثير في حياة الفرد والمجتمع , تعتبر نظرة نوعية وتشخيص دقيق  لمدى الفائدة التي يحققها الصيام وما يترتب عليه من أعمال عبادية وروحية  , يمكن أن يقدمها للفرد والمجتمع المسلم .....

الكاتب : احمد الملا   

هناك 13 تعليقًا:

  1. اللهم أحفظ المرجع الديني السيد الصرخي الحسني مناراً للامه وطريقاً الى التكامل الفكري لكل من يسعى وراء الحق

    ردحذف
  2. ماشاء الله كتب وبحوث سماحة السيد الاستاذ الصرخي الحسني في غاية الروعه تنمي الفكر وتفتح أفق مختلفه من النور والايمان والهدايه الصالحه الصحيحه

    ردحذف
  3. هكذا هو المرجع الرباني يغور في اعماق الشريعة ويعطي جوهرها

    ردحذف
  4. من أبرز المسائل الهامة التي أولى المرجع العراقي اهتمامه بها مسألة مخالطة شعبه والاهتمام بهمومهم والاحتكاك المباشر بهم ليسمعوا كلامه المباشر وليعبر لهم عن أفكاره ورؤاه في إنهاض الأمة وتصحيح مسارها

    ردحذف
  5. لو اتبع الشعب العراقي السيد الحسني لاكلوا من فوقهم ومن تحتهم وعن يمينهم وعن شمالهم

    ردحذف
  6. انه مصداق حقيقي اصيل الى الى رسالة الاسلام المحمدي الاصيل في العباده عملا وقولا وفعلا وتطبيقا ونحن بامس الحاجه اليوم والساعه الى هذا المصداق الاسلامي

    ردحذف
  7. بارك الله بالسيد الصرخي الحسني وهذا هو حال العالم الذي ارتبط بالله وبالرسول والمعصومين

    ردحذف
  8. عندما غاب شخص المعصوم (ع)وبقيت بركاته ونوره نحسه احساسا بقلوبنا ومشاعرنا دون ابصارنا وطيلة هذه الازمنة المتعاقبة كان للرحمة الالهية النصيب الاكبر من الحفاظ على الروح المعنوية للمكلف في عصر الغيبة فتوالت الروايات المعصومة في الحث على اتباع المرجع الاعلم الجامع للشرائط والتفاف حوله لانه المنقذ والموصل للامام (ع)ومن هنا تصدى سماحة السيد الحسني للامر فكانت هذة المواقف العظيمة لسماحته..

    ردحذف
  9. مرجعية بناء وترميم ما هدمته ألأفكار الخبيثة لزعزعة الثقة بعراقيتنا وإضعاف وتغييب الحس الوطنني وحبنا لقومنا وكأن العراقي لا حس له ولا قدرات ولا كفاءات ,مرجعية ضد منهجة تهميش وقتل الثقة والتاريخ يشهد أن العراق شمس الإنسانية بلد الحضارات أرض الأنبياء وشعب ألاوصياء منها تعلم العالم سن القوانين وأول ما خط قلم على أرضنا الحبيبة بعقول عراقية عربية ,مرجعية ترفض أن نكون أذناب لغيرنا أو نكون جزءا لغيرنا وغيرنا هو من تعلم منا ؟؟!! مرجعية علم وأخلاق وأدب ورياضة وتقبل الراي الآخر بروح الحوار العلمي الاخلاقي ,فحري بنا أن نفخر ونفتخر بكل صرخة عراقي بالحق وللحق وفي سبيل الحق ومرجعية الحق

    ردحذف
  10. الصرخي الحسني من العلماء الذين يظهرون علمهم أقتداءا بالأئمة الأطهار عند أستشكال الامور وشياع الجهل والفتن حيث أصبح الافطار المتعمد في رمضان من الفتن الواجب التصدي لها.اللهم سدد خطى الصرخي الحسني لنصرة الاسلام .

    ردحذف
  11. كلام في قمة الروعة نسأل الله تعالى ان يوفقنا ويوفقكم لاداء هذه الفريضة المباركة

    ردحذف
  12. سماحة السيد الصرخي الحسني اعطى مساحة واسعة من مؤلفاته للجانب الاخلاقي الذي له الاثر الكبير في التكاملات الانسانية,فهو يدعو الى الاخلاق التي اندثرت والسنن التي اندرست.

    ردحذف