بعدما آلت الخلافة للإمام علي عليه السلام قرر
أنه سيطبق مبادئ الإسلام ويرسخ العدل والمساواة بين الجميع
بلا تفضيل أو تمييز، كما صرح بأنه سيسترجع كل الأموال التي اخذت عنوة من بيت المال كما أمر بعزل الولاة وتعيين آخرين يثق بهم ، والمعروف عن الإمام علي عليه السلام صرامته وشدته في تطبيق حكم الله ولو على نفسه
فهو لم يجامل ولم يداهن في الحق أبدا , الأمر الذي أدى لكثرة أعدائه وخصوصا ممن
تضررت مصالحهم بسبب عدالته وقراراته التي تصب في صالح المسلمين , فخرج عليه
الناكثين البيعة له بالخلافة وأيضا المرتدين عن ولايته وبعدهم الخوارج وفي أثناء توالي الحروب ضدهم فتح معاوية بن أبي
سفيان جبهة أخرى ضده وأرسل بجيشه إلى العراق ليقف بوجه الإمام علي عليه السلام
ليطيح بخلافته ويستولي هو على منبر الحكم والخلافة , وقد كان يتميز معاوية بالخبث
والمكر والخداع والدهاء وهذا ما جعله يكون العدو الأكثر خطرا من غيره , إضافة إلى الحقد
الدفين والكره والعداء الشديد للإمام علي عليه السلام الأمر الذي جعل معاوية يستخدم
أبشع الأساليب في سبيل تشويه صورت الإمام سلام الله عليه في نظر الناس , فقد جعل
سب الإمام علي من على المنابر سنة استن بها أهل الشام طيلة عقود من الزمن ,
واستخدم أيضا أسلوب التشويه والتغييب والتضليل الإعلامي فقد أوهم الناس بان الإمام
علي لم يكن من المصلين والكثير الكثير من الأساليب التي لا تعد ولا تحصى في هذا
المقام والسبب يرجع في ذلك لحب معاوية للسلطة وطموحه للتفرد بالخلافة , وأيضا لرفض
الإمام علي عليه السلام لسياسة المكر والنفاق والخداع والكذب التي تميز وتفرد بها
معاوية أيام توليه الحكم والولاية على الشام .
وهنا ورد سؤال واستفهام مهم جدا وهو لماذا لم يُمضي
أو يقبل الإمام علي عليه السلام بمعاوية
واليا على الشام لفترة معينة من الزمن , خصوصا انه أي الإمام سلام الله عليه كان
منشغلا بالحرب ضد الخوارج , حتى لا يفتح على نفسه جبهة ثانية ترهقه وترهق جيشه
وبنفس الوقت يعطي لنفسه الفسحة التامة للتهيؤ لملاقاة معاوية وجيشه وإجباره على
التنحي عن حكم الشام ؟ .
ومن اجل الإجابة عن هذا التساؤل بحثت في
العديد من الكتب التاريخية لرجال الدين والباحثين والمؤرخين فلم أجد من تطرق لهذه
القضية باستثناء المرجع الديني آية الله العظمى السيد الصرخي الحسني_ دام ظله
_ حيث أجاب على هذه المسألة بعد إن وجه له
سؤال مشابه لما ورد عندي من تساؤل وكان الجواب في البحث التاريخي الذي يحمل عنوان
( علي وولاية الشام ) www.al-hasany.net/Library/L.alhasany/m.alakaed/ali%20w%20welaat%20alsham.rar رابط تحميل
الكتاب .... فقد تناول سماحته _ دام ظله _ هذه
القضية بكل موضوعية وأجاب عن التساؤل بشكل ملفت للنظر ومن أهم ما ذكره من أسباب
لعدم قبول وإمضاء الإمام علي عليه السلام بولاية معاوية على الشام هو {{ ... أن أمير المؤمنين
(عليه السلام) لو أبقى معاوية (لعنه الله) والياً على الشام لحصل أكثر من محذور : 1- أن عملية اغتيال
أمير المؤمنين (عليه السلام) تكون قد حصلت بوقت مبكر جداً اسبق من الوقت الفعلي الذي
حصلت فيه ، وذلك بسبب وضوح تصدي معاوية وتدبيره وتخطيطه لعملية الاغتيال أما بصورة
مباشرة أو بدعم وإسناد من خطط لذلك . ومثل هذا الأمر حصل ونفّذ في الوقت
الذي يعتبر فيه معاوية خارجاً عن القانون وخارجاً عن الدين ، فكيف سيكون الأمر لو كان
لمعاوية ولأصحابه المبرر الشرعي بعد إبقائه والياً من قبل الإمام علي (عليه السلام)
ففي هذه الحالة سيكون له الحرية والقدرة وكذلك لأصحابه بالتنقل في عاصمة الخلافة
الإسلامية وهي الكوفة والاتصال بحرية وسهولة مع أي شخص ممكن أن
يتآمر معهم ويتعاون ويشارك في عملية الاغتيال .....
٢- يترتب على المحذور الأول ، حصول معاوية على الإمضاء الشرعي لولايته
من قبل الإمام علي (عليه السلام) وبالتالي يؤدي إلى استحكام قضية معاوية
وولايته الممضاة حسب الفرض مما يؤدي إلى خداع الكثير من الناس بذلك أكثر من الأعداد
التي خدعت بالفعل بالرغم من كون معاوية خارجاً عن القانون وعن ولي الأمر فهو خارج عن
الدين ، لكنه بمكره وخداعه ووسائل إعلامه الداخلية والخارجية استطاع أن يكتب التاريخ
بصورة مخادعة وكاذبة بالاستعانة بالرواة والأقلام المأجورة مما أدى إلى خداع العديد
من الشرائح الاجتماعية ، فكيف لو كانت ولايته ممضاة من قبل الإمام (عليه السلام) ...}} .
فقد كان جواب سماحة آية الله العظمى السيد
الصرخي الحسني _ دام ظله _ جوابا شافيا وواقعيا أعطى فيه وبين من خلاله
الجوانب الحقيقية والواقعية لعدم قبول وإمضاء الإمام علي عليه السلام لولاية معاوية على الشام , كما أن سماحته _ دام
ظله _ قد بين من خلال هذه الإجابة أن أمير
المؤمنين عليه السلام لم يقبل أو يلجأ إلى
استخدام أسلوب المكر والخداع والحيلة والنفاق حتى مع أعدائه وانه سلام الله عليه
اعتمد على منهجه وهدفه الأخلاقي والشرعي الذي من خلاله يكشف منهج المنكر والخداع والكفر والباطل المتمثل في معاوية
، الذي مثله لنا في قوله عليه السلام (والله ما معاوية بأدهى مني ولكنه يغدر ويفجر
، ولولا كراهية الغدر لكنت من أدهى الناس ، ولكن كل غدره فجرة ، وكل فجرة كفرة ، ولكل
غادر لواء يعرف به يوم القيامة ، والله ما استغفل بالمكيدة ، ولا أستغمز بالشديدة
) ....
الكاتب :: احمد الملا
مرجعية عالمة باستطاعتها ان تجد التفسير الامثل لسيرة المعصوم
ردحذفأزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
ردحذفتحياتي لكم جميعا اخوكم طارق من السودان
ردحذفوهل يعقل إن نقول إن الإمام ليس على حق وإلا كيف تخلف الناس عنه وهل يعقل إن هؤلاء الناس بل جميع الناس إلا النادر والأندر هم على باطل والإمام( عليه السلام) فقط مع الأندر من الناس هم على حق ......؟وهل لعاقل إن يقول إن ما حصل للإمام( عليه السلام) استحقاق وعقاب من الله تعالى لان الإمام ناقض وناظر العالم س واثبت بطلان دعوى العالم ص وكشف جهل فلان وكذب وخداع فلان وان كل ما حصل للإمام هو انتصار لمظلومية هؤلاء العلماء وكما يقال أنها شارة العالم الفلاني شور فيه فلان ؟
وقلنا نفس الكلام ونفس الاستفهامات تأتي فيما حصل لأمير المؤمنين والزهراء والحسن والحسين (عليهم السلام )حتى الإمام القائم (عجل الله فرجه )الوحيد الفريد الشريد الطريد الغريب فهل يرضى احدنا إن يخرج عن المذهب والإسلام ويخرج عن العقل والانسانيه بادعاء تلك الدعاوي والتصديق بها إن هو الضلال والإضلال والجهل والظلام والشر والقبح والفساد؟ إذن علينا إن لا نستوحش طريق الحق لقلة سالكيه بل حتى لو سلكتاه بمفردنا فانه طريق الإمام (عليه السلام )وعلينا إن لا ننخدع ونغتر لكثرة الناس وان لا نجعل تفكيرنا منقادا وتابعا للكثرة بل نتبع أوامر وإرشادات القران أسلوب التفكير الصحيح.
السيد الصرخي الحسني