تعتبر الكلمة الطيبة احدى مصاديق او تطبيقات البلسم , حيث قال تعالى في محكم كتابه
الكريم { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ
ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا
فِي السَّمَاء } إبراهيم 24 , وقال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم { الكلمة
الطيبة صدقة } وهنا وبهذا الوصف القرآني والنبوي نجد أن الكلمة الطيبة لها جانب
معنوي كبير في حياة الإنسان بحيث تعطيه دافعا وحافزا للعيش مثلها مثل ثمار الأشجار
ومثلها مثل الصدقة التي يحتاجها الإنسان الفقير والمسكين .
وكما نعلم أن أسباب الآلام والآهات والجروح التي يعاني منها الإنسان تكون
مختلفة فمنها اجتماعية ومنها اقتصادية ومنها الدينية وحتى سياسية والأخيرة تعد
الأخطر من بين الجميع لأنها تسبب التمزيق والتفرقة وفقدان الأمن والأمان
والقتل والإرهاب, بحيث تؤدي إلى أن تكون المعانات على شكل ومستوى عالي
وجماعي وليس بشكل فردي , بمعنى تصبح المعانات معانات مجتمع كامل , بلد , وطن , أمة
, والواقع يثبت ذلك فالمجتمع العراقي هو أكثر المجتمعات العربية والعالمية الذي
تعرض لمثل هذه المعانات , فقد تعاقبت على تولي زمام أموره
حكومات وسلطات لم ترسم البسمة والضحكة على وجوههم أبدا , ووضعوه في دوامة الحروب
والأزمات والتفرقة والتمزيق الطائفي والعرقي والقومي والديني , وهذا ما عشناه في
السنوات الأخيرة فقد كاد وباء الطائفية المقيتة أن يفتك بجسد المجتمع العراقي ,
وأصبحت بمثابة الجرح المؤلم الذي يعاني منه العراقيين كافة وذاقوا زعاف مرارته ,
وهنا أصبح المجتمع العراقي كافة بأمس الحاجة إلى العلاج والبلسم الذي يلطف الجروح
ويداويها ويخفف آلامها وبالفعل وجدوا هذا البلسم وهذا الدواء في مواقف وخطابات
وبيانات ونصائح وإرشادات مرجعية الرجل الوطني سماحة المرجع الديني آية الله العظمى
السيد الصرخي الحسني _ دام ظله _ والتي ملأت الدنيا , حيث وجد العراقيين فيها الحث
والتوجيه والدعوة للتماسك ووحدة الصف العراقي ونبذ الطائفية واستئصالها من جسد
العراق , ومن جملة هذه المواقف هو إصدار بيان رقم < 28 >( نحقن دماء , نعلن ولاء , لعراق سامراء
)
http://www.al-hasany.com/index.php?pid=74 {{...3- وعليه أقول
: لا يجوز مطلقا التعرض والاعتداء على أرواح وأجساد المسلمين الأبرياء والمستضعفين
من أهل السنة ولا على مساجدهم وأماكن عبادتهم وشعائرهم ومقدساتهم ولا على أعراضهم ولا
كراماتهم ولا ممتلكاتهم ..... كما لا يجوز ذلك على المسلمين الشيعة أتباع أهل البيت
الطاهرين الناقلين لسـُنـَّة جدهم المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم ) والعاملين بها صدقا وعدلا .....
4- الرزيــة
..... الرزيــة ..... وكل الرزية في الحرب الطائفية ..... والانقياد للتعصب الجاهلي
الأعمى والسير في مخططات أعداء الإسلام والإنسانية , والوقوع في شباكهم وفخاخهم ومكائدهم , والانزلاق في مأساة وكارثة الحرب الأهلية
الطائفية الدموية الآكلة والمدمرة للأخضر واليابس , والمميتة للقاصي والداني والتي
لا يـُعلم متى وكيف تنتهي لو اتسعت واستحكمت (لا سمح الله تعالى)..... والتي حذرنا
..... وحذرنا ..... العلماء والسياسيين وغيرهم من السنة والشيعة .....وحذرنا منها مرارا
وتكرارا ..... ولكن ..... قال الله تعالى : ((وَحَسِبُوا أَلاَّ تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا
وَصَمُّوا ثُمَّ تابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ
وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ)) المائدة /71.
5- وقال أمير المؤمنين في وصيته لولديه ((اللهَ اللهَ
في القُرآنِ ؛ لاَ يَسبِقَكُمْ بِالعَمَلِ بِهِ غَيرُكُمْ .) )
فالواجب علينا
جميعا الالتزام بالوصية الإلهية فنأخذ بالقرآن وأوامره ونواهيه وأحكامه ونعمل بها دائما
وأبدا , فنحذر أنفسنا من إبليس وأتباع الهوى والمنافع الشخصية الدنيوية , ومن الفتنة ..... الفتنة ..... الفتنة ..... التي
لا تبقي ولا تذر , فتنة التعصب الباطل والحمية
الجاهلية والحرب الطائفية الأهلية , التي يعم شرها وضررها الجميع من أبناء هذا البلد
الجريح , ولا يتوقع أي شخص انه سيكون في مأمن من ذلك , أيها العلماء , أيها السياسيون
,أيتها الرموز الدينية والاجتماعية والسياسية , كفانا متاجرة بمشاعر الناس وعواطفهم
, كفانا متاجرة ومقامرة بدماء وأرواح الأبرياء والبسطاء , فلنعمل جميعاً بصدق وإخلاص
من اجل العراق وشعبه المظلوم , من اجل الإسلام , من اجل الإنسانية , يجب علينا جميعاً
إيقاف سفك الدماء ونزفها , لنمنع زهق الأرواح , لنمنع الفتنة ..... فالحذر كل الحذر
من الفتنة ..... الفتنة ..... الفتنة .....
قال تعالى (( وَاتَّقُوا
فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ
شَدِيدُ الْعِقابِ )) الأنفال /25 .
وقال تعالى ((لِيَجْعَلَ
ما يُلْقِي الشَّيْطانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقاسِيَةِ
قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقاقٍ بَعِيدٍ )) الحج /53 .
وقال تعالى ((رَبَّنا
لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنا رَبَّنا إِنَّكَ أَنْتَ
الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )) الممتحنة /5 .
6- أوصيكم ونفسي
, أيها العراقيون من علماء وغيرهم , من زعماء ورموز وغيرهم , من السنة والشيعة , من
العرب والكرد والتركمان وغيرهم , من المسلمين والمسيحيين وغيرهم , من الرجال والنساء
,...}}.
فكان هذا الخطاب لسماحته _ دام ظله _ يعتبر بلسما وعلاجا لجرح العراق الذي سببته الطائفية
, وكان هو الكلمة الطيبة التي فيها الثمرة والصدقة التي احتاجها شعب العراق
المسكين الفقير الذي بأمس الحاجة لمثل
هكذا كلمات تداوي الجروح وتخفف الآلام وتهدئ الروع وتمحي الخوف من الفرقة والتمزيق
, فقد كان هذا الخطاب وسابقاته وما لحقه من خطابات وبيانات بالفعل تمثل بلسما حقيقيا
لجروح كل العراقيين .....
الكاتب :: احمد الملا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق