بعد توالي العصور وتطور الحياة اختلف نمط التغير
في سياسة الثورات وقادتها وهذا بحكم القوانين الوضعية التي تفرضها الأنظمة الدولية
والتي جعلت العالم يخضع لها ( رغبة أو إكراه ) , فأصبح بمقدور الإنسان أن يغير من
الواقع الذي يعيشه من خلال حلول سلمية كالتظاهرات أو عملية الانتخابات "
الثورة البنفسجية " كما يحب أن يسميها البعض .
ولكن هذه الثورات التغيرية لم تحقق شيئا
خصوصا في المجتمعات الشرقية وبشكل أخص في العراق , فبعد زوال نظام دكتاتوري كان قد
عاث في الأرض الفساد وتنفس الشعب العراقي الصعداء وتحول إلى النظام التغيري السلمي
" الانتخابات " لكي يختار من يمثله ويحقق رغباته واحتياجاته وما يصبو إليه
, لكن واقع الحال وللأسف الشديد ارتطم بكثرة الفساد والمفسدين ممن غرروا بالشعب
واستخدموا أساليب المكر والخداع وأضلوا الشعب بهذه الأساليب وأعيد الطاغي من جديد
لكن تحت أسماء وأشكال تختلف عن السابق .
ومن اجل تصحيح مسار الثورات البنفسجية
العراقية ولكي لا يقع العراقيين في فخاخ المخادعين والمفسدين ومنذ عدة سنوات أخذت
المرجعية العليا في كربلاء المقدسة والمتمثلة بسماحة المرجع الديني الأعلى آية
الله العظمى السيد الصرخي الحسني " دام ظله " أخذت على عاتقها توجيه النصح
والإرشاد والتوجيه والتثقيف للشعب العراقي لكي تكون ثورته البنفسجية ناجحة وتأتي
بثمار يانعة ومفيدة وتحقق كل رغباته , فقد حذر سماحته " دام ظله " من
خطورة الانقياد خلف العناوين والمسميات والرموز الشكلية والخالية من أي مصاديق
النزاهة والشرف والوطنية .
ومن أبرز تلك التحذيرات التي قدمها سماحة
السيد الصرخي الحسني " دام ظله " هو بيان رقم <64> (فدرالية البصرة
... فدراليات آبار النفط .. فدراليات : تهريب النفط ...الآثار ...المخدرات... ) http://www.al-hasany1.com/index.php?pid=47
حيث قال سماحته " دام ظله " :{.. بعد كل هذا الابتعاد
والتخلي والخيانة للشعب لا أدري بأي صورة وأي جرأة وأي أخلاق يطلب هؤلاء السياسيون
من أبناء الشعب انتخابهم ؟!
فهل اعتمادهم النهج
الفرعوني في الاستخفاف بالناس فتحصل الإطاعة والانتخاب لهم ......... أو اعتمادهم على
تصوراتهم واعتقاداتهم جهل الناس وغفلتهم فالتغرير بهم ،
أو اعتمادهم أسلوب
الترغيب والعطاء والمال وجبل الثريد والرشا.........
أو اعتمادهم أسلوب
الترهيب والتهديد والعقوبة والاتهامات الكيدية والتلفيقات الحاضرة الجاهزة وحسب الحاجة
والمقاس.........
أو اعتماد أسلوب
وأساليب الرخص والدناءة في فرّق تسد، فتارة فرقة على أساس القومية ، وأخرى على أساس
الدين ، وثالثة المذهب، ورابعة المرجعية الدينية والتقليد، وخامسة على أساس المناطق
والمدن، وسادسة وهي الألعن والأخبث وهي الفرقة على أساس الانتماء العائلي والعشائري،
فنخوّف هذا البيت وهذه العشيرة بالأخرى، ونخوّف البيت الآخر والعشيرة الأخرى بهذه،
ونجعل أنفسنا الحامين والمدافعين عن هذه العوائل والعشائر والبيوتات فنجعلهم يصدّقون
أن وجودهم وبقاءهم هو بانتخابنا وبقائنا متسلطين على رقابهم ورقاب الآخرين، وهذا الأسلوب
الدنيء نجده يبرز ويتصاعد كلما اقترب موعد انتخابات، والتجربة التي مرّت وتمر علينا
أفضل وأوضح دليل وبرهان،.........
فإلى متى يا شعبي
العزيز الأبي نبقى في هذه المأساة وهذا الخطر والداء العضال الذي صنعناه وثبتناه بأيدينا
فأخذ ينخر جسدنا ويفرق جمعنا ويشتتنا إلى متى ... إلى متى ....؟!
أرجوكم أرجوكم
أرجوكم أيها الشرفاء أيها الأساتذة والطلاب في الجامعات والمدارس، أيها المثقفون، وأنتم
أيها الكرماء الأصلاء شيوخ العشائر وأبناءها الأخيار، انتبهوا التفتوا افهموا تعلّموا
تفقهوا أساسيات السياسة فتدبروا بما يجري علينا وعلى العراق ولنميّز الصالح والحسن
عن غيره الفاسد والقبيح، ومن هنا قلنا ونقول أرجوكم أرجوكم أتوسل إليكم اذهبوا إلى
صناديق الاقتراع وانتخبوا الوطنيين الشرفاء الصادقين الصالحين، كي يزول البلاء أو التقليل
منه وإيقاف عجلة التدهور والانحطاط والدمار ...}.
فكانت هذه صيحة وطنية من ضمن جملة عديدة
طرحها سماحة السيد الصرخي الحسني " دام ظله " والتي كان الهدف منها أن
تنجح الثورة العراقية السلمية التغيرية , من أجل أن ينعم العراقيين بالخير
والرفاهية والسلام والوئام .
الكاتب :: احمد الملا