الخميس، 12 ديسمبر 2013

المرجعية العليا في كربلاء المقدسة رعاية وعطف أبوي يحتضن طلبة المدارس


 تعتبر التربية التي قدمها لنا الإسلام من أروع مصاديق الإنسانية بحيث لم يأتي دين بمثل هكذا تربية تحمل في طياتها رعاية وعطف  يقدمها الرئيس ( الرسول الكريم وأهل بيته الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ) ومن سار على خطاهم , وعل حادثة الإطعام التي نزلت فيها الآية الكريمة {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً } الإنسان8 , من الشواهد الحية لذلك الأمر .
فقد كان الرسول الطاهر وال بيته عليهم سلام الله أجمعين يحتضنون جميع شرائح الإسلامي ويشملونها بالعطف والرعاية الأبوية وقد جسد الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وآله ذلك الأمر بقوله للإمام علي عليه السلام { يا علي أنا وآنت أبوا هذه الأمة } , فكان هذا الحديث الشريف درسا أخر يعطيه لنا الإسلام ومن خلال  قادته العظام في احتضان المجتمع الإسلامي وبشكل عام دون تمييز طبقي أو طائفي أو مذهبي .
ونجد المرجعية الدينية العليا في كربلاء المقدسة والمتمثلة بسماحة المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد الصرخي الحسني " دام ظله " قد سارت وطبقت هذا المنهج الرسالي بكل ما تحمله كلمة " الرعاية والعطف الأبوي " من معنى , فنرى إن سماحته " دام ظله " قد اهتم اهتماما بالغا بالعوائل العراقية المتعففة والفقيرة فنجده تارة يوزع ومن خلال لجنة الخدمات الخاصة بالبراني المساعدات الغذائية على تلك العوائل وتارة أخرى مساعدات مالية , وكان لطلبة المدارس حصة كبيرة من هذه الرعاية والعطف الأبوي , فقد قامت لجنة الخدمات بتوزيع ملابس وقرطاسية وتجهيزات مدرسية لطلبة المدارس سبقت بداية العام الدراسي .
وتستمر الرعاية والعطف الأبوي لسماحة السيد الصرخي الحسني " دام ظله "  بطلبة المدارس حيث قامت لجنة خدمات هيئة الشعائر الدينية التابعة لبراني المرجعية العليا في كربلاء المقدسة اليوم الخميس الموافق 8 صفر 1435 هـ ، بتوزيع الطعام لتلاميذ المدارس في أكثر من مدرسة في كربلاء المقدسة .
وذلك لما للغذاء من فائدة معنوية وجسدية لها دور فعال في تنمية عقل الطالب خصوصا أثناء الدراسة حيث انه يبذل جهدا عقليا بسبب عمليات التفكير والتركيز , وكذلك يساهم الغذاء على تنمية البنية الجسمية للطالب , وبهذا يكون لتقديم وجبات الغذاء والطعام للطلبة أثناء الدراسة ذو فائدة لها أبعاد كثير , وأهل الاختصاص على علم ودراية بذلك الأمر , وكذلك لهذا الأمر دور واضح في تحفيز الطلبة وتشجيعهم على حب الدراسة إذ تعتبر مسألة تقديم الطعام لهم من المحفزات ( تعزيز ايجابي ) لهم , مما يفتح لهم الأفق في الإبداع والتطور العلمي , وانبثاق روح الأمل فيهم .   

الكاتب :: احمد الملا    


الثلاثاء، 10 ديسمبر 2013

صلح الامام الحسن في منظور المرجعية العليا في كربلاء المقدسة



نعيش هذه الأيام ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى عليه السلام  في السابع من صفر , وهو ثاني إمام معصوم وقد تولى الخلافة والإمامة بعد استشهاد أبيه الإمام علي عليه السلام , الأمر الذي دفع معاوية بن أبي سفيان أن يشن حرباً على الإمام الحسن من أجل أن ينال منصب الخلافة , ويكمل سلسلة الحروب التي كان قد خاضها ولأجل الهدف نفسه مع الإمام علي عليه السلام .
وقد مر الإمام الحسن عليه السلام بظروف قاهرة اضطرته لقبول الصلح مع معاوية الذي نجح في التغلغل في معسكر الإمام الحسن من خلال بذخ الأموال ودس العملاء في المعسكر وإثارة الفتنة بين الجنود وقلبهم ضد قائدهم الإمام الحسن , وهذا ما بينه سماحة المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد الصرخي الحسني " دام ظله " في بحثه التاريخي ( صلح الإمام  الحسن عليه السلام ) www.al-hasany.net/Library/L.alhasany/m.alakaed/sulh%20alemam%20alhasan.rar  ( رابط تحميل الكتاب ) فقد وضح سماحته " دام ظله " دواعي الصلح وبالصورة التالية : { ... ... هناك أسباب كثيرة دعت إلى ذلك نذكر منها : ١- انحلال الجيش وانشقاقه حيث كان جيش الإمام فئات متعددة:
 أ- فئة بني أمية: وهم أبناء الأسر البارزة الذين لا يهمهم غير الزعامة الدنيوية منهم عبيد الله بن العباس حيث نصبه الإمام قائداً للجيش الإسلامي فأتصل به معاوية واخبره أن الحسن راسله وانه سيسلم له الأمر ومّناه بـ(ألف ألف) من الدراهم فالتحق بجيش معاوية ومعه ثمانية آلاف من الجند ،فأصبح الجيش بلا إمام جماعة وبلا قائد .
ومنهم زياد بن أبيه حيث حدثت بينه وبين معاوية مراسلات انتهت بادعاء معاوية أن زياداً أخوه ابن أبي سفيان علماً أن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: { الولد للفراش وللعاهر الحجر } ، ولذلك أعلن زياد ولاءه لمعاوية وكان زياد والياً على قطع من فارس من قبل الإمام علي(عليه السلام)
ب- فئة الخوارج (الحرورية ) : يقول المغيرة بن شعبة عنهم إنهم لم يقيموا ببلد إلا افسدوا كل من خالطهم وقد استولوا على عقول السذج والبسطاء من الجيش بشعارهم الذي هتفوا به ( لا حكم إلا لله ) وهؤلاء يكّفرون كل من لم ينتم إِليهم فيستحيون نساء المسلمين وأموالهم ونفوسهم ولم يتورعوا عن القتل حتى ولو كان المقتول علي بن أبي طالب (عليه السلام ) أو كان المقتول الحسن بن علي (عليه السلام ) وقد فشلت محاولاتهم .
 ت- فئة المشككين : وهم الهمج الرعاع الذين ينعقون ويتبعون رؤساءهم حيث خان منهم ثمانية آلف والتحقوا بجيش معاوية كما خان رئيس ربيعة فبايع معاوية وبايعته عشيرته .
٢- السأم من الحرب وعدم حصولهم على الغنائم في تلك الحروب وهذا متتالية ، يفقد ولاء أهل الدنيا حيث يميلون على الأموال والمنافع الدنيوية .
٣- عامل الرشوة الذي اتبعه معاوية ووجد تقبلاً في معسكر الحسن ( عليه السلام ) حيث اشترى الذمم والضمائر والولاءات .
 ٤- عامل المناصب والوظائف المهمة والمواعدة للتزويج من بنات معاوية فوجدت هذه العوامل تقبلاً عند الكوفيين .
 ٥- الكتب والاتفاقيات التي أرسل معاوية منها للإمام الحسن( عليه السلام ) وكانت متضمنة لأسماء شخصيات بارزة ورؤساء عشائر مضمونها أنهم يواعدون معاوية متى ما طلب منهم ذلك ،وكان مضمون هذه الكتب : ١- مبايعة معاوية . ٢- خلع الحسن ( عليه السلام ) سرا أو جهرا . ٣ - تسليم الحسن ( عليه السلام ) لمعاوية .4- اغتياله وقتله متى ما طلب منهم معاوية ذلك .
 ٦- نهب أمتعة الإمام( سلام الله عليه ) وكان ذلك في عدة مناسبات : أ- حينما دس معاوية عيونه بين جيش الإمام ليذيعوا أن الزعيم قيس بن سعد بن عبادة قد قُتل فأنهم حينما سمعوا ذلك نهب بعضهم بعضا حتى إنتهبوا سرادق الإمام الحسن ( عليه السلام ) حتى إنهم نزعوا بساطاً كان للإمام جالساً عليه واستلبوا منه رداءه . ب- لما أرسل معاوية المغيرة بن شعبة وعبد الله بن عامر وعبد الرحمن بن الحكم إلى الإمام ليفاوضوه في أمر الصلح فلما خرجوا من عنده اخذوا يبثون بين صفوف الجيش لإيقاع الفتنة فيه قائلين ( إن الله حقن الدماء بإبن بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) وقد أجابنا على الصلح ولما سمعوا مقالتهم اضطربوا اضطراباً شديداً ووثبوا على الإمام( عليه السلام) فأنتهبوا مضاربه وأمتعته .
 ٧- تعرض الإمام(عليه السلام ) إلى ثلاث محاولات اغتيال : ١- كان يصلي فرماه شخص بسهم فلم يؤثر شيئاً لأنه كان مرتدياً درعاً ولأول مرة يرتديه . ٢- خطب فيهم بعد أن قالوا كفر الرجل وشدوا على فسطاطه فانتهبوه حتى اخذوا مصلاه من تحته وشد عليه الأثيم عبد الرحمن بن عبد الله بن جعال الأزدي فنزع مطرفه من عاتقه فبقي الإمام جالساً متقلداً سيفه بغير رداء ودعا ( عليه السلام ) بفرسه فركبه وأحدقت به طوائف من خاصته وشيعته محافظين عليه وطلب الإمام( عليه السلام ) إن تدعى له ربيعة وهمدان فدعيتا له فطافوا به ودفعوا الناس عنه وسار موكبه ولكن به خليط من غير شيعته فلما انتهى( عليه السلام ) الى مظلم ساباط بَدَر إليه رجل من أسد يقال له الجراح بن سنان فأخذ بلجام بغلته وبيده معول (سيف) فقال : (الله اكبر يا حسن أشركت كما أشرك أبوك من قبل) ثم طعن الإمام في فخذه . ٣- طُعن الإمام بخنجر في إثناء الصلاة .
 ٨- فقدان القوى الواعية التي تثقف الناس وتخرجهم من الضلالات والظلمات وتحصنهم من الشبهات وكيد المنافقين والملحدين والمارقين . وفي مقابل ذلك نذكر الأسباب الخاصة بمعسكر معاوية :- ١- كان جيش معاوية قوياً ذا ضخامة وقوة عسكرية . ٢- لم يشترك جيش معاوية بحروب إلا حرب صفين أما جانب الروم فقد عقد اتفاق صلح مع الروم . ٣- كان يبيح لجيشه كل شيء من سلب ونهب وكان يكثر لهم العطايا . ٤- كانت تحيط به حاشية من أهل الدنيا كان يغريهم ويغدق عليهم العطاء فكانوا يخلصون له ويشيرون عليه وينصحون بما يثبت كيانه . ٥- همجية وجهل جيشه حيث كان أحدهم لا يعلم أي طرفيه أطول ولا يفرق بين الجمل والناقة. ٦- استعانة معاوية بالخبرات الرومية بإدارة الأعمال الجاسوسية وإدارة الوسائل الإعلامية والدعائية له . ٧- اتفاق كلمتهم بالرغم من اتفاقهم على باطل كما مثل لذلك أمير المؤمنين وقال لأهل الكوفة : (( ما لكم تفترقوا على الحق ويتحد أهل الشام على الباطل )) .
 كل هذه الظروف اضطرت الإمام الحسن(عليه السلام) على الصلح حيث حفظ به بيضة الإسلام وما تبقى من الثلة المؤمنة من بقايا العترة الطاهرة والصحابة البررة وكذلك كشف الزيف الإعلامي الذي كان يستتر به الحاكم الأموي ...} .
ومن خلال هذا التوضيح لسماحة المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد الصرخي الحسني " دام ظله " يتبين لنا إن الإمام الحسن عليه السلام قد اضطر أن يقبل الصلح مع معاوية بن أبي سفيان , وكذلك يتضح لنا انه لم يبايعه كما يدعي البعض فالصلح شيء والبيعة شيء أخر , فالصلح هو هدنة أو اتفاقية توقع بين طرفين متخاصمين دون إتباع احدهما للأخر ومن أمثلتها صلح الحديبية , بينما البيعة هي الإقرار والاعتراف من قبل طرف بالطرف الأخر ومن أمثلتها بيعة قبائل الأوس والخزرج للرسول الكريم محمد صلى الله عليه واله وسلم  ودخولهم الإسلام .
فكان هذا البحث لسماحة المرجع الديني الأعلى آي الله العظمى السيد الصرخي الحسني " دام ظله " من أروع البحوث وأفضلها التي كشفت الظلم والحيف الذي وقع على الإمام الحسن عليه السلام , وكشف حقائق ودوافع الصلح .

الكاتب :: احمد الملا  

الاثنين، 9 ديسمبر 2013

دعوة الوحدة والتسامح في فكر المرجعية العليا في كربلاء المقدسة



من أهم التعاليم السماوية التي جاء بها خير البشر محمد صلى الله عليه واله وسلم هي الوحدة والتآلف والمودة وهذا بنص قرآني صريح  { وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } آل عمران103 .
فهذا الأمر والتكليف الشرعي عمل على تطبيقه الرسول الكريم وال بيته الطاهرين عليه وعليهم صلوات الله وسلامه , والغاية منه لها أبعاد كثيرة لكن الهدف الأسمى هو جعل الإسلام والمسلمين قوة عظمى وجبل شامخ يصد كل مخطط شيطاني يراد منه إذلال البشرية وجرفها إلى مهاوي الانحراف الأخلاقي , فعملت الأيادي الخبيثة التي تريد النيل من هذه القوة الإسلامية العظيمة  ومن أجل تنفيذ مشاريعها ومخططاتها الشيطانية على التأسيس لما يسمى بسياسة " فرق تسد " .
فأصبح الإسلام بمختلف مذاهبه عرضة لهذه المخططات الخبيثة فزرعت الفتنة الطائفية وهي المشروع الأكثر رواجا و تأثيرا  ويلبي رغبات وطموحات قوى الكفر والطغيان , وخصوصا في وقتنا الحالي فالعراق الآن ومنذ مدة ليست بقليلة أصبح ساحة للحرب والاقتتال الطائفي , وهذا الأمر سبق وحذر منه سماحة المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد الصرخي الحسني " دام ظله " وفي الكثير من المواقف والمناسبات .
ولم يكتفي سماحته بالتحذير والنصح فقط بل عمل على بث روح الإخوة والألفة والود والوئام بين جميع أطياف ومكونات ومذاهب الشعب العراقي وفي مواقف كثيرة أيضا ولعل بيان ( وحدة المسلمين في نصرة الدين ) http://www.al-hasany.com/index.php?pid=59  هو من أبرز تلك الدعوات التي أطلقتها المرجعية العليا في كربلاء المقدسة والمتمثلة بسماحة آية الله العظمى السيد الصرخي الحسني " دام ظله " , وأكتفي بذكر فقرة واحدة مما جاء في هذا البيان , إذ قال سماحته " دام ظله " :
 { ... الثامن عشر :: أبناءنا أعزاءنا أهلنا السنة والشيعة لو تنازلنا عن كل ما ذكرناه أعلاه ..ولو سلمنا بحقيقة ما موجود في كتبكم السنية تجاه الشيعة .. وكذا العكس أي لو سلمنا بحقيقة ما موجود في كتب الشيعة تجاه السنة ........  فما هو الحل حسب رأيكم نبقى نتصارع ونتقاتل ونكفر بعضنا بعضا وتسفك الدماء وتنتهك الأعراض وتسلب الأموال ويبقى يتفرج علينا الأعداء بل يزداد الأعداء بنا فتكاً وانتهاكاً وسلبا وغصبا ..........
إذن ما هو دور العلماء والمجتهدين من الطرفين فهل يرضون بهذا التناحر والشقاق وسفك الدماء المتأصل لقرون عديدة والذي زاد ويزيد فيه أعداء الإسلام ... إذن ليعمل المجتهد باجتهاده لمليء الفراغ وحل المتزاحمات وتقديم الأهم على المهمات وليراعي ويلاحظ العالم المجتهد المصالح والمفاسد ويعمل بالاستحسان أو أي دليل يعتقده ... فالمهم والمهم والاهم الدماء والأعراض والأموال ......
وفي الختام أقول :: الذي نعتقده ونتيقنه إن كلامنا ومعتقدنا أعلاه يمثل الخط العام والسواد الأعظم من المسلمين الشيعة والسنة ......... وها نحن وبأمر الله والقران والإسلام والإنسانية والأخلاق .. ونيابة عن كل الشيعة والسنة ممن يوافق على ما قلناه ... نمد إليكم يد الإخاء والمحبة والسلام والوئام يد الرحمة والعطاء يد الصدق  والأخلاق الإسلامية الرسالية الإنسانية السمحاء .... فهل ترضون بهذه اليد أو تقطعونها ... والله والله والله حتى لو قطعتموها سنمد لكم الأخرى والأخرى والأخرى ...} .
فكانت هذه صيحة وطنية إسلامية تمثل المنهج الإسلامي الحقيقي  وتجسيد لمنهج رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في دعوته للوحدة وتطبيقا لأوامر الله سبحانه وهي دعوة وطنية للوقوف بوجه المشروع الشيطاني الذي يريد النيل من الإسلام والمسلمين .

الكاتب :: احمد الملا

الخميس، 5 ديسمبر 2013

المرجعية العليا في كربلاء المقدسة والتحذير من الفتنة الطائفية



يمر العراق بأيام عجاف , تمطر فيها السماء بدل الماء دما , وتنبت الأرض فقط أشواك من المفخخات والألغام والعبوات , التحية بين الناس هي عبارة عن تبادل لإطلاق للنار بينهم , وضع لم يعيشه العراق أو مر به سابقا أبدا , وكأن الجحيم فتحت أبوابها في العراق , وكأن تلك الأرض التي تطفوا على بحر من النفط أصبحت صفيحة ساخنة ملتهبة من النار المستعرة جراء ذلك البحر وتحرق كل من فوقها , ولا نعلم أشر أريد بأهل العراق ؟ أم هي نتيجة عدم استماع النصح والإرشاد والتحذير ؟ .
فكل ما يعيشه العراق اليوم كان قد حُذر منه سابقا مرات ومرات ومرات , فقد تصدت المرجعية العليا في كربلاء المقدسة والمتمثلة بسماحة المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد الصرخي الحسني " دام ظله " لتحذير العراقيين من مغبة الوقوع في شِراك الظالمين المفسدين الفاسدين السراق المنتفعين , وبأكثر من مناسبة وموقف فكانت ومازالت المرجعية العليا لسماحة السيد الصرخي الحسني " دام ظله " تصدر البيان تلو البيان والموقف تلو الأخر تفضح المفسيدن من جانب وتحذر العراقيين من الانجرار خلف مشاريعهم الطائفية الدموية الكاذبة المزيفة من جهة أخرى, فأرض الواقع غصت بتلك المواقف الخالدة والإعلام امتلأ بها وحتى " دنيا النت " فلم يبقى ركن أو زاوية لم تدخلها تلك التحذيرات والتنبيهات .
ومن بين أبرز تلك الصيحات الوطنية التحذيرية التي أطلقها سماحته " دام ظله " هو بيان رقم <28>  http://www.al-hasany.com/index.php?pid=74
والذي أمعن فيه " دام ظله " في التحذير من مغبة الانزلاق في هاوية ما نحن نعيشه اليوم إذ قال سماحته " دام ظله " : {... الرزيــة ..... الرزيــة ..... وكل الرزية في الحرب الطائفية ..... والانقياد للتعصب الجاهلي الأعمى والسير في مخططات أعداء الإسلام والإنسانية , والوقوع في شباكهم وفخاخهم  ومكائدهم , والانزلاق في مأساة وكارثة الحرب الأهلية الطائفية الدموية الآكلة والمدمرة للأخضر واليابس , والمميتة للقاصي والداني والتي لا يـُعلم متى وكيف تنتهي لو اتسعت واستحكمت (لا سمح الله تعالى)..... والتي حذرنا ..... وحذرنا ..... العلماء والسياسيين وغيرهم من السنة والشيعة ..... وحذرنا منها مرارا وتكرارا ..... ولكن .....
قال الله تعالى : ((وَحَسِبُوا أَلاَّ تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَصَمُّوا ثُمَّ تابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ)) المائدة /71.
5- وقال أمير المؤمنين في وصيته لولديه ((اللهَ اللهَ في القُرآنِ ؛ لاَ يَسبِقَكُمْ بِالعَمَلِ بِهِ غَيرُكُمْ .) ) فالواجب علينا جميعا الالتزام بالوصية الإلهية فنأخذ بالقرآن وأوامره ونواهيه وأحكامه ونعمل بها دائما وأبدا , فنحذر أنفسنا من إبليس وإتباع الهوى والمنافع الشخصية الدنيوية  , ومن الفتنة ..... الفتنة ..... الفتنة ..... التي لا تبقي ولا تذر , فتنة التعصب الباطل  والحمية الجاهلية والحرب الطائفية الأهلية , التي يعم شرها وضررها الجميع من أبناء هذا البلد الجريح , ولا يتوقع أي شخص انه سيكون في مأمن من ذلك , أيها العلماء , أيها السياسيون ,أيتها الرموز الدينية والاجتماعية والسياسية , كفانا متاجرة بمشاعر الناس وعواطفهم , كفانا متاجرة ومقامرة بدماء وأرواح الأبرياء والبسطاء , فلنعمل جميعاً بصدق وإخلاص من اجل العراق وشعبه المظلوم , من اجل الإسلام , من اجل الإنسانية , يجب علينا جميعاً إيقاف سفك الدماء ونزفها , لنمنع زهق الأرواح , لنمنع الفتنة ..... فالحذر كل الحذر من الفتنة ..... الفتنة ..... الفتنة .....} .
فيا أيها العراقيين كونوا كما قال الله تعالى { الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ } الزمر18 , ولنأخذ النصيحة والتحذير ونطبق ما جاء فيه لكي تكتب لنا النجاة مما نحن فيه اليوم ولا نعيد الكرة مرة أخرى ونصبح على ما فعلنا نادمين , لنأخذ مما نعيشه اليوم العضة والعبرة ونجعلها درسا لنا في المستقبل لكي لا تعاد المأساة والمعاناة والويلات , ولنسمع ونطبق ما جاء به الناصح والمحذر والمرشد والمرجع الأعلى آية الله العظمى السيد الصرخي الحسني " دام ظله " لكي نكون من الناجين .

الكاتب :: احمد الملا