الاثنين، 9 ديسمبر 2013

دعوة الوحدة والتسامح في فكر المرجعية العليا في كربلاء المقدسة



من أهم التعاليم السماوية التي جاء بها خير البشر محمد صلى الله عليه واله وسلم هي الوحدة والتآلف والمودة وهذا بنص قرآني صريح  { وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } آل عمران103 .
فهذا الأمر والتكليف الشرعي عمل على تطبيقه الرسول الكريم وال بيته الطاهرين عليه وعليهم صلوات الله وسلامه , والغاية منه لها أبعاد كثيرة لكن الهدف الأسمى هو جعل الإسلام والمسلمين قوة عظمى وجبل شامخ يصد كل مخطط شيطاني يراد منه إذلال البشرية وجرفها إلى مهاوي الانحراف الأخلاقي , فعملت الأيادي الخبيثة التي تريد النيل من هذه القوة الإسلامية العظيمة  ومن أجل تنفيذ مشاريعها ومخططاتها الشيطانية على التأسيس لما يسمى بسياسة " فرق تسد " .
فأصبح الإسلام بمختلف مذاهبه عرضة لهذه المخططات الخبيثة فزرعت الفتنة الطائفية وهي المشروع الأكثر رواجا و تأثيرا  ويلبي رغبات وطموحات قوى الكفر والطغيان , وخصوصا في وقتنا الحالي فالعراق الآن ومنذ مدة ليست بقليلة أصبح ساحة للحرب والاقتتال الطائفي , وهذا الأمر سبق وحذر منه سماحة المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد الصرخي الحسني " دام ظله " وفي الكثير من المواقف والمناسبات .
ولم يكتفي سماحته بالتحذير والنصح فقط بل عمل على بث روح الإخوة والألفة والود والوئام بين جميع أطياف ومكونات ومذاهب الشعب العراقي وفي مواقف كثيرة أيضا ولعل بيان ( وحدة المسلمين في نصرة الدين ) http://www.al-hasany.com/index.php?pid=59  هو من أبرز تلك الدعوات التي أطلقتها المرجعية العليا في كربلاء المقدسة والمتمثلة بسماحة آية الله العظمى السيد الصرخي الحسني " دام ظله " , وأكتفي بذكر فقرة واحدة مما جاء في هذا البيان , إذ قال سماحته " دام ظله " :
 { ... الثامن عشر :: أبناءنا أعزاءنا أهلنا السنة والشيعة لو تنازلنا عن كل ما ذكرناه أعلاه ..ولو سلمنا بحقيقة ما موجود في كتبكم السنية تجاه الشيعة .. وكذا العكس أي لو سلمنا بحقيقة ما موجود في كتب الشيعة تجاه السنة ........  فما هو الحل حسب رأيكم نبقى نتصارع ونتقاتل ونكفر بعضنا بعضا وتسفك الدماء وتنتهك الأعراض وتسلب الأموال ويبقى يتفرج علينا الأعداء بل يزداد الأعداء بنا فتكاً وانتهاكاً وسلبا وغصبا ..........
إذن ما هو دور العلماء والمجتهدين من الطرفين فهل يرضون بهذا التناحر والشقاق وسفك الدماء المتأصل لقرون عديدة والذي زاد ويزيد فيه أعداء الإسلام ... إذن ليعمل المجتهد باجتهاده لمليء الفراغ وحل المتزاحمات وتقديم الأهم على المهمات وليراعي ويلاحظ العالم المجتهد المصالح والمفاسد ويعمل بالاستحسان أو أي دليل يعتقده ... فالمهم والمهم والاهم الدماء والأعراض والأموال ......
وفي الختام أقول :: الذي نعتقده ونتيقنه إن كلامنا ومعتقدنا أعلاه يمثل الخط العام والسواد الأعظم من المسلمين الشيعة والسنة ......... وها نحن وبأمر الله والقران والإسلام والإنسانية والأخلاق .. ونيابة عن كل الشيعة والسنة ممن يوافق على ما قلناه ... نمد إليكم يد الإخاء والمحبة والسلام والوئام يد الرحمة والعطاء يد الصدق  والأخلاق الإسلامية الرسالية الإنسانية السمحاء .... فهل ترضون بهذه اليد أو تقطعونها ... والله والله والله حتى لو قطعتموها سنمد لكم الأخرى والأخرى والأخرى ...} .
فكانت هذه صيحة وطنية إسلامية تمثل المنهج الإسلامي الحقيقي  وتجسيد لمنهج رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في دعوته للوحدة وتطبيقا لأوامر الله سبحانه وهي دعوة وطنية للوقوف بوجه المشروع الشيطاني الذي يريد النيل من الإسلام والمسلمين .

الكاتب :: احمد الملا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق