يمر العراق بأيام عجاف , تمطر فيها السماء
بدل الماء دما , وتنبت الأرض فقط أشواك من المفخخات والألغام والعبوات , التحية
بين الناس هي عبارة عن تبادل لإطلاق للنار بينهم , وضع لم يعيشه العراق أو مر به
سابقا أبدا , وكأن الجحيم فتحت أبوابها في العراق , وكأن تلك الأرض التي تطفوا على
بحر من النفط أصبحت صفيحة ساخنة ملتهبة من النار المستعرة جراء ذلك البحر وتحرق كل
من فوقها , ولا نعلم أشر أريد بأهل العراق ؟ أم هي نتيجة عدم استماع النصح
والإرشاد والتحذير ؟ .
فكل ما يعيشه العراق اليوم كان قد حُذر منه
سابقا مرات ومرات ومرات , فقد تصدت المرجعية العليا في كربلاء المقدسة والمتمثلة
بسماحة المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد الصرخي الحسني " دام ظله
" لتحذير العراقيين من مغبة الوقوع في شِراك الظالمين المفسدين الفاسدين
السراق المنتفعين , وبأكثر من مناسبة وموقف فكانت ومازالت المرجعية العليا لسماحة
السيد الصرخي الحسني " دام ظله " تصدر البيان تلو البيان والموقف تلو
الأخر تفضح المفسيدن من جانب وتحذر العراقيين من الانجرار خلف مشاريعهم الطائفية
الدموية الكاذبة المزيفة من جهة أخرى, فأرض الواقع غصت بتلك المواقف الخالدة والإعلام امتلأ
بها وحتى " دنيا النت " فلم يبقى ركن أو زاوية لم تدخلها تلك التحذيرات
والتنبيهات .
ومن بين أبرز تلك الصيحات الوطنية التحذيرية
التي أطلقها سماحته " دام ظله " هو بيان رقم <28> http://www.al-hasany.com/index.php?pid=74
والذي أمعن
فيه " دام ظله " في التحذير من مغبة الانزلاق في هاوية ما نحن نعيشه
اليوم إذ قال سماحته " دام ظله " : {... الرزيــة
..... الرزيــة ..... وكل الرزية في الحرب الطائفية ..... والانقياد للتعصب الجاهلي
الأعمى والسير في مخططات أعداء الإسلام والإنسانية , والوقوع في شباكهم وفخاخهم ومكائدهم , والانزلاق في مأساة وكارثة الحرب الأهلية
الطائفية الدموية الآكلة والمدمرة للأخضر واليابس , والمميتة للقاصي والداني والتي
لا يـُعلم متى وكيف تنتهي لو اتسعت واستحكمت (لا سمح الله تعالى)..... والتي حذرنا
..... وحذرنا ..... العلماء والسياسيين وغيرهم من السنة والشيعة ..... وحذرنا منها
مرارا وتكرارا ..... ولكن .....
قال الله تعالى
: ((وَحَسِبُوا أَلاَّ تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَصَمُّوا ثُمَّ تابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ
ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ)) المائدة
/71.
5- وقال أمير المؤمنين
في وصيته لولديه ((اللهَ اللهَ في القُرآنِ ؛ لاَ يَسبِقَكُمْ بِالعَمَلِ بِهِ غَيرُكُمْ
.) ) فالواجب علينا جميعا الالتزام بالوصية الإلهية فنأخذ بالقرآن وأوامره ونواهيه
وأحكامه ونعمل بها دائما وأبدا , فنحذر أنفسنا من إبليس وإتباع الهوى والمنافع الشخصية
الدنيوية , ومن الفتنة ..... الفتنة .....
الفتنة ..... التي لا تبقي ولا تذر , فتنة التعصب الباطل والحمية الجاهلية والحرب الطائفية الأهلية , التي
يعم شرها وضررها الجميع من أبناء هذا البلد الجريح , ولا يتوقع أي شخص انه سيكون في
مأمن من ذلك , أيها العلماء , أيها السياسيون ,أيتها الرموز الدينية والاجتماعية والسياسية
, كفانا متاجرة بمشاعر الناس وعواطفهم , كفانا متاجرة ومقامرة بدماء وأرواح الأبرياء
والبسطاء , فلنعمل جميعاً بصدق وإخلاص من اجل العراق وشعبه المظلوم , من اجل الإسلام
, من اجل الإنسانية , يجب علينا جميعاً إيقاف سفك الدماء ونزفها , لنمنع زهق الأرواح
, لنمنع الفتنة ..... فالحذر كل الحذر من الفتنة ..... الفتنة ..... الفتنة .....} .
فيا أيها العراقيين كونوا كما قال الله تعالى
{ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ
أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ
} الزمر18 , ولنأخذ النصيحة والتحذير ونطبق ما جاء فيه لكي تكتب لنا النجاة مما نحن
فيه اليوم ولا نعيد الكرة مرة أخرى ونصبح على ما فعلنا نادمين , لنأخذ مما نعيشه
اليوم العضة والعبرة ونجعلها درسا لنا في المستقبل لكي لا تعاد المأساة والمعاناة
والويلات , ولنسمع ونطبق ما جاء به الناصح والمحذر والمرشد والمرجع الأعلى آية
الله العظمى السيد الصرخي الحسني " دام ظله " لكي نكون من الناجين .
الكاتب :: احمد الملا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق