الخميس، 7 مايو 2015

لماذا النخيب الآن ؟!




احمد الملا
أثارت قضية اقتحام قوات من الحشد والمليشيات الموالية لإيران ناحية النخيب التابعة إداريا وجغرافيا - منذ اللحظة الأولى لتأسيس هذه المدينة - لمحافظة الانبار زوبعة سياسية هزت المشهد العراقي, ومن المؤكد إن هذه الحركة والفعالية التي قامت بها تلك المليشيات لم تأتي من فراغ وإنما جاءت وفق مخطط وإستراتيجية لها أهداف وأبعاد مستقبلية متلازمة مع الوضع السياسي الذي يمر به العراق.
فحسب تصورنا إن احتلال النخيب من قبل المليشيات الموالية لأيران وقيامها بعمليات تهجير لسكانها جاء وفق خطة إيرانية يراد منها : التغطية الإعلامية على خسارة مصفى بيجي والذي بفقدانه وإحكام قبضة داعش عليه, يتبخر النصر الإعلامي الذي تبجحت به إيران ومليشياتها في تكريت, فخلق بلبلة إعلامية أمر ضروري للتغطية على تلك الخسارة .
بالإضافة لمحاولة التسابق مع أمريكا في تحويل هذه المنطقة من سنية إلى شيعية - إداريا - لان في حال تم تسليح أهل السنة في الانبار سوف لن تستطيع إيران أن تشكل ذلك الممر الاستراتيجي المؤدي إلى السعودية والأردن, فاحتلال النخيب يأتي ضمن الإستراتيجية الإيرانية لقطع الصلة بين الأنبار وعشائرها والمملكة العربية السعودية والأردن وفرض طوق شيعي حول السعودية من جهة العراق من خلال إلحاق النخيب بمحافظة كربلاء وبشكل تصبح المحافظات العراقية ذات الأكثرية الشيعية على تماس مباشر مع الحدود السعودية والأردنية بحيث تملك إيران طريقاً آمناً عبر المحافظات الشيعية في جنوب العراق ووسطه للوصول إلى هناك, وان مشروع تسليح عشائر السنة والانبار بالتحديد فاجئ إيران لذلك سارعت إلى احتلال النخيب بعدما رأت أن أمريكا جادة في تسليح تلك العشائر وان محاولات الاعتراض لم تجدِ نفعا, وهذا في الوقت ذاته يكشف لنا سبب إصرار الحشد والمليشيات على دخول الانبار رغم عدم قبول سكانها وكذلك يميط اللثام عن سبب رفض بعض الساسة والرموز الدينية ومعهم المليشيات لمشروع التسليح.
وأيضا هي تأتي ضمن محاولة من إيران للضغط على أمريكا من أجل التراجع عن قرار لتسليح عشائر السنة وخصوصا عشائر الانبار وإدخال النخيب كنقطة يمكن التفاوض عليها.
ويكمن اعتبار هذه هي محاولة لترسيم جديد لخارطة العراق وخطة جديدة لأقلمة العراق وضمان المناطق المهمة ضمن إقليم شيعي موالي لإيران, فإيران تريد أن تجعل العراق مقسم إلى أقاليم وسيكون مشروع التسليح هو العذر والذريعة لمشروع الأقاليم, إي أنها تبعث  برسالة مفادها ( بما إنكم مصرون على  تسليح أهل السنة  فإننا سوف نشكل أقاليم ونبدأ بالنخيب ) ولأهمية هذه المدينة قامت إيران باحتلالها من خلال المليشيات, وهذا ما يكشفه سر الحملة الإعلامية الحكومية والإيرانية التي صورت من تسليح أهل السنة هو عبارة عن تقسيم ؟؟!! بينما لا توجد أي ملازمة بين التسليح والتقسيم.
 فهذه المحاولة وهذا الفعل الذي قامت به المليشيات الموالية لإيران مع صمت حكومي واضح يكشف لنا إن من يعترض على التقسيم وقلب مشروع التسليح إلى قضية تقسيم, نجده الآن يسعى إلى تقسيم العراق ورسم خارطة تتناسب مع مصلحته ورؤيته. فهؤلاء هم عرابي الطائفية والتقسيم كما وصفهم وحذر منهم المرجع العراقي السيد الصرخي الحسني في استفتاء " نعم نعم للتسليح ... لوحدة العراق " ... إذ قال سماحته ...
{... من هنا أدعو واُلزم الجميع عدم الانجرار وراء عرّابي الطائفية القذرة والتقسيم القاتل فلا تتحدثوا ابداً عن التقسيم ، بل ليكن كلامنا وتوجهاتنا كلها منصبّة على تسليح من يحتاج التسليح من أهلنا في الشمال او أهلنا في الرمادي او الموصل وصلاح الدين وغيرها من مناطق بلدنا الحبيب لدفع خطر وإجرام التكفير القاتل المنتحل للتسنن او التشيّع ...}.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق