الأربعاء، 6 مايو 2015

عن أي تقسيم تتحدثون ؟!


احمد الملا

إن مشروع قانون تسليح أمريكا للكرد والسنة في العراق الذي أثار حفيظة كثيرين ممن لا يريدون للحرب ضد تنظيم " داعش " أن تضع أوزارها في العراق, هو مشروع قائم على أساس بند تشريعي يسمح بتقديم الدعم مباشرة للسنة والكرد كأنهما حكومتين بمعزل عن الحكومة المركزية، وذلك إذا لم تلتزم الحكومة العراقية بمعايير المصالحة الوطنية في العراق, ولم ينص مشروع هذا القانون على منح صفة السيادة والاستقلالية للكرد أو السنة.
هكذا هي الصيغة القانونية لهذا المشروع, لكن أما غباء المعترضين وعدم فهمهم للسياسة دفعهم للتصور أن هذا القانون ينص على التقسيم, أو أنهم يعرفون ذلك جيدا, لكن اعتراضهم على ذلك المشروع نابعا من الخوف بالمساس بمصالحهم ومصالح الدول التي تقف خلفهم, فأخذوا يروجون لفكرة إن مشروع التسليح وضع لتقسيم العراق من أجل الحصول على دعم الرأي العام العراقي الذي رفض و يرفض التقسيم.
فإن مشروع التسليح لا توجد أي ملازمة بينه وبين التقسيم ولا ينص على ذلك نهائيا, فالعراقيون الاصلاء الشرفاء الوطنيين لا يقبلون بالتقسيم ولم يتخذوه خيارا مطلقا, وهذه حقيقة يؤكد عليها المرجع العراقي السيد الصرخي الحسني في جوابه على الاستفتاء الذي رفع له " نعم نعم للتسليح ... لوحدة العراق " ... إذ يقول سماحته ..
{... رابعاً : نحن ضد التقسيم وقلنا ونقول ونكرر ونؤكد قولنا :: كلا كلا للتقسيم ..كلا كلا للتقسيم ... لكن لابد من الإشارة والتأكيد على انه لا يوجد ملازمة بين تسليح من يريد الدفاع عن نفسه وعياله وشرفه وأرضه وماله ووطنه وبين التقسيم.
خامساً: من هنا أدعو واُلزم الجميع عدم الانجرار وراء عرّابي الطائفية القذرة والتقسيم القاتل فلا تتحدثوا ابداً عن التقسيم ، بل ليكن كلامنا وتوجهاتنا كلها منصبّة على تسليح من يحتاج التسليح من أهلنا في الشمال او أهلنا في الرمادي او الموصل وصلاح الدين وغيرها من مناطق بلدنا الحبيب لدفع خطر وإجرام التكفير القاتل المنتحل للتسنن او التشيّع ...}.
لكن أساس الاعتراض هو الخوف على المصالح والمكاسب والمنافع الشخصية الضيقة التي تخص أغلب الساسة والرموز الدينية " المعترضين " وتخص الدول والأجندات التي تدعمهم وتقف خلفهم, فلو كانوا بالفعل لا يريدون التقسيم ويسعون لوحدة العراق أرضا وشعبا لكان حريا بهم أن يحتضنوا النازحين أولا وثانيا أن لا يروجوا لمشروع الأقاليم والفيدراليات التي سعوا لها جاهدين كفيدرالية البصرة والجنوب وإقليم كربلاء وغيرها ؟؟!!.
لماذا امضوا حفر الخندق الممتد بين كربلاء وبابل وبغداد والانبار ؟! الذي يعتبر من الخطوات الأولى لترسيم حدود الأقاليم ؟ لماذا هذه المحاولات الأخيرة التي قامة بها المليشيات وتوجيه إيراني وصمت حكومي باحتلال ناحية النخيب التابعة لمحافظة الانبار والتي تأتي ضمن الإستراتيجية الإيرانية لقطع الصلة بين الأنبار وعشائرها والمملكة العربية السعودية والأردن وفرض طوق شيعي حول السعودية من جهة العراق من خلال إلحاق النخيب بمحافظة كربلاء وبشكل تصبح المحافظات العراقية ذات الأكثرية الشيعية على تماس مباشر مع الحدود السعودية والأردنية بحيث تملك إيران طريقاً آمناً عبر المحافظات الشيعية في جنوب العراق ووسطه للوصول إلى هناك؟؟؟ ألا يعتبر ذلك تقسيما ؟!
هذا هو التقسيم وليس التسليح يا ساسة العراق !! فالتسليح جاء من اجل أن يحصل العراقيين الشرفاء على سلاح يدافعون به عن أنفسهم وأرضهم ومدنهم وأموالهم التي استباحتها المليشيات وداعش, فما هي صلة الربط بين التقسيم والتسليح؟ لكن كما قلنا خوفكم من حصول الوطنيين العراقيين الشرفاء على السلاح جعلكم ترفضون التسليح بعنوان التقسيم الذي انتم بالأساس سعيتم وتسعون له, فعن أي تقسيم تتحدثون ؟! عن الفيدراليات التي تنشدونها أم الخوف من إيجاد قوة تقف بوجه تمدد إمبراطوريتكم المنهارة ؟!.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق