احمد الملا
بمراجعة بسيطة لتاريخ العراق وما تعرض له
من أحداث واحتلال وصراعات نجد إن هناك تداخل وتأثير بما تعرضت له الدول العربية, فبعد
أن يمر العراق بأي انعطافة وحادثة نرى أن الدول الأخرى واقصد الدول العربية المحيطة
به خصوصا وبقية الدول الأخرى, فمثلا بعد سقوط بغداد على يد المغول, تلا ذلك سقوط المناطق
الشرقية من الوطن العربي تحت سيطرة المغول .
بعد سيطرة العثمانيين على العراق, بعد ذلك
وقعت معظم دول وبلدان الوطن العربي تحت سيطرتهم - العثمانيين - ولأربعة قرون, وبعد
سقوط بغداد على يد الانكليز تعرضت البلدان العربية عرضة للاحتلال متعدد من الغرب ومن
دول أوربا بالتحديد, وبعد احتلال بغداد على يد الأمريكان, تبعها سقوط معظم الأنظمة
العربية و حلول الفوضى في معظم دول المنطقة .
بعد ظهور وسيطرة تنظيم القاعدة على مناطق
عراقية وقيامه بعمليات إرهابية تلاه انطلاق الإرهاب في سوريا و اليمن و هجمات في الأردن
و السعودية وبعض البلدان العربية الأخرى, و
بعد سيطرة داعش على الموصل و احتلال مناطق من العراق, تلاه سيطرة داعش على جزء من سوريا
و من ليبيا ومصر وبعض دول أفريقيا و تهديد لدول المنطقة الأخرى, نشوب الحروب والصراعات
الطائفية في العراق سببت الصراع ذاته في بلدان أخرى كاليمن وسوريا ولبنان ومصر والبحرين
وغيرها.
ومن المؤكد إن تأثير ما يحدث في العراق
على بقية البلدان العربية والإسلامية - بمعنى استقراره يسبب استقرار تلك البلدان والعكس
صحيح - لم يأت من فراغ أو يحدث بصورة عشوائية, بل هناك أسباب وعوامل جعلت العراق هو
المحور والمؤثر وفيه تكون بداية الأزمات ومنه تكون نهايتها, منها عوامل دينية - فهو أرض الانبياء وشعب الاوصياء - وأخرى
اقتصادية وغيرها جغرافية وسياسية وأخلاقية وغيرها, حتى أصبح هذا البلد هو المحور والمؤثر
في كل ما يحدث في العالم العربي والإسلامي.
فلو أخذنا على سبيل المثال السبب
والدافع الذي جعل أنصار المرجع الصرخي الحسني أن يقوموا بتنظيم مسيرات تدعوا للسلام
في العراق والعالم الذي نجده في جواب المرجع الصرخي الحسني على سؤال لصحيفة " بوابة
العاصمة " ...
{... المسيرات الداعية إلى السلام خرجت
تزامناً مع تصاعد الجرائم وهتك الحرمات والاعتداءات على الأنفس والممتلكات وكثرة الحروب
وسيادة لغة السلاح وانتشار الميليشيات وتسلطها في كل البلاد وعجز القوى المحلية والعالمية
من السيطرة على هذا التدهور والانحطاط في الأخلاق ، فخرجنا بتلك المسيرات للتأثير على
عقول الشرفاء في كافة أرجاء المعمورة من أجل التحرّك الجدّي وتسخير كل الأقلام والإمكانات
لوقف سفك الدماء ، وطبعاً العراق بلدنا وشعبنا وهو محور كل الصراعات وأصلها فلابدّ
من تسجيل موقف لتحميل الآخرين المسؤولية الشرعية والأخلاقية والإنسانية والقانونية
والمهنية والله المستعان ...}.
فهنا نجد إن المرجع الصرخي قد حدد أن العراق
هو بلد يمثل محور الصراعات الشرقية والغربية, ومثلما كان هذا البلد هو بلدا مؤثرا على
غيره من البلدان في الحروب والصراعات فيجب أن يكون هو المؤثر أيضا فيها من الناحية
السلمية والدعوة للسلام, فبعد إن اتخذ الجميع جانب الصمت والسكوت على ما يجري من حروب
بل لم نسمع أي صوت ينادي بالسلام وركن وترك لغة السلاح والقتل ويدعو إلى لغة السلام,
فنجد هذه المرجعية أخذت على عاتقها هذه الدعوة لكي تكون هي النسمة الباردة التي تطفئ نار الحروب والطائفية وسفك الدماء وتدعو
للسلام العالمي وانطلاقتها من العراق, فمثلما كانت بداية الإرهاب والقتل والخراب في
العراق فستكون نهاية تلك الأفعال, وفيه ستكون بداية السلام العالمي التي خطتها تلك
المرجعية الوطنية العراقية الداعية للسلام وحقن الدماء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق