الثلاثاء، 29 أكتوبر 2013

السيد الصرخي الحسني باب نجاة وسفينة خلاص للعراقيين

 
إن ما يمر به العراق من أزمات سياسية ودينية واقتصادية واجتماعية تجعل من الفرد العراقي عرضة للهلاك بل في بؤرة الهلاك , حيث التناحر السياسي والخلافات المذهبية التي ولدت الطائفية والسرقات والفساد المالي والإداري وضياع الحقوق  وفقدان السيادة , كلها عوامل تجعل الإنسان العراقي يعيش في دوامات الفقر ومستنقعات الدم , وكل هذا ناتج من عدم التشخيص الصحيح وبسبب الانقياد لأشخاص لا يمتلكون مقومات القيادة الصحيحة .
لذا يكون الشعب في أحوج ما يكون لقيادة تكون لهم حصنا وملاذا وباب خلاص وسفينة نجاة تخلصهم من كل ما يعيشون به من خلال التشخيص الدقيق لكل أزمة ووضع الحلول الناجعة والتدخلات المناسبة في الوقت المناسب , وتدعوا إلى لم الشمل وجمع الشتات , قيادة تستلهم عملها من السيرة العطرة للرسول الكريم وال بيته الطاهرين عليهم سلام الله أجمعين ,وتسير على النهج الإلهي الرسالي وتحقق إرادة الله سبحانه وتعالى في الأرض .
فعلى سبيل المثال ما يمر به العراق اليوم هو نتيجة لعدم التشخيص الحقيقي لمن انتخبهم الشعب , أو بسبب التغيب على القيادة الحقيقية والتضليل والتعتيم عليها من قبل أصحاب النفوس الضعيفة ممن يملكون الواجهات والنفوذ الإعلامي , حيث سخروا كل مجهوداتهم من اجل أن يوصلوا من يردونه إلى دفة الحكم بعيدا عن أي معيار إنساني أو إسلامي بل  استخدموا في ذلك المعيار الدنيوي والمصلحة الشخصية والمنافع الحزبية والفئوية , ولم يعطوا الشعب العراقي الخطوط العامة باختيار المصلح والأمين والوطني والنزيه والشريف بعيدا عن المذهبية والفئوية .
لذا وجب علينا كعراقيين إن نبحث عن الجهات الوطنية التي تمثل حبل نجاة لنا وتتمتع بالتشخيص الصحيح وتعطي الرأي الصائب الذي يصب في مصلحة المواطن العراقي لكي يخرج من دوامات الفقر ومستنقعات الدم , وهذه الجهات أو الجهة الوطنية موجودة ولا تحتاج إلى البحث المطول , بل كل ما على العراقي المنصف فعله هو أن يقارن بين كل ما يصدر في الساحة العراقية ويرى ما هو الأرجح والأكثر صواب ويأخذ بما يحكم به عقله ويرضي ضميره , فهذا سماحة السيد الصرخي الحسني " دام ظله " مرجع ديني وشخص وطني عرف بحبه وولائه للعراق وشعب وامتاز بالتشخيص الدقيق , حيث أعطى العراقيين الرأي السديد والتوجيه الرشيد في كيفية اختيار من يمثلهم أثناء إجراء  الانتخابات      http://www.youtube.com/watch?v=AslPh-Qnn-g     
حيث قال سماحته " دام ظله " بخصوص الدعوة للانتخابات { ... نحن لا نوجب الذهاب إلى الانتخابات ولا نحرّم الذهاب ، ولا نوجب عدم الذهاب ولا نحرّم عدم الذهاب ، كل إنسان هو يقدّر القضية وهي قضية موضوعية خارجية ، له الحق أن يختار الذهاب أو عدم الذهاب ، لكن ننصح من يذهب إلى الانتخابات بل نقول له : يجب عليك أن تنتخب الإنسان الذي فيه الخير ، الذي فيه الصلاح ، الذي فيه الأمانة والصدق ، وأيضاً ننصح إذا كنّا على نحو الحيادية نتحدث ، نقول : لا فرق بين المتدين وغير المتدين ، بل في التجربة التي مرت علينا خلال هذه السنين الصعبة يمكن إلى حد ما نقول : إنه مَن يدّعي الدين والتدين يمكن هذا يكون خارج القوس وخارج عنوان الانتخاب والاختيار لأننا تعلّمنا بأن من يرتدي الزي ومن يسلك طريق الدين عادةً يستغل الدين ويوظف الدين لما يريد من منافع شخصية ليبرر السرقة ويبرر الجريمة ويبرر الفساد فنحن نقول : انتخب الإنسان الذي فيه الخير والصلاح ويكفي أن نكون في خانة المغرر بهم ، يكفي أن نُخدع بإسم الطائفية ، يكفي أن نُخدع بإسم أهل البيت وإمام أهل البيت أمير المؤمنين (سلام الله عليه) ، لا يعقل و لا يمكن ولا نصدق ولا نكون من المغفّلين ونصدّق بأن علياً (سلام الله عليه) يكون مع الباطل ، مع الفاسد ، مع السارق ، لا يعقل أن المجتمع الشيعي ليس فيه الإنسان الذي فيه الخير والصلاح حتى يتصدى لأمور هذه الأمة ، لا يعقل أن المجتمع السني ليس فيه الإنسان الذي فيه الخير والصلاح حتى يتصدى لهذه الأمة ، اعزلوا جميع المفسدين انتخبوا الأُناس الذين فيهم الخير والصلاح ، وسنكون مع علي لأن علياً مع الحق ، وإذا انتخبنا من فيه الخير والصلاح نكون على الحق ونكون مع علي (سلام الله عليه) وسننتصر لعلي وسننتصر لمذهب الحق ومذهب أهل البيت (سلام الله عليهم) وننتصر للإسلام بهذا. فننصح الجميع بانتخاب الصالح الذي فيه الأمانة والصدق سواء كان سنياً أو شيعياً سواء كان مسلماً أو مسيحياً سواء كان متديناً أو غير متدين ...} .
 فكان هذا التوجيه نابع من روح  وطنية عراقية أصيلة , ونهج رسالي حقيقي , بعيد عن أي منفعة شخصية أو مصلحة حزبية , بل كان الهدف والغاية منه هو خدمة العراق والعراقيين وإنقاذهم مما هم فيه من بؤس وفقر وفاقة وفرقة وشتات وضياع للحقوق ...
الكاتب :: احمد الملا    

الأربعاء، 23 أكتوبر 2013

الغاية والهدف من اختيار علي عليه السلام ومبايعته في يوم غدير خم




{ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ } المائدة67 ....

يوم الغدير هو من الأيام العظيمة الشأن عند المسلمين , والذي تصادف ذكراه يوم الثامن عشر من شهر ذي الحجة من كل سنة هجرية , ويذكر إن في هذا اليوم قام رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بجمع كل المسلمين من الحجاج في مكان يسمى بـ" غدير خم " ليخطب فيهم , وهذا المكان يمتاز بكونه يمثل نقطة الإنطاق في طريق عودة المسلمين إلى ديارهم إذ يقع على مفترق أربعة طرق تمثل وجهات السفر كل المسلمين , وكان هذا اليوم شديد الحرارة حيث كان كل من وقف مستمعا لخطبة الرسول صلى الله عليه واله وسلم قد وضع شيئا من القماش على رأسه وتحت قدميه ليقي نفسه لهيب الأرض وحرارة الشمس .

 وخطب صلى الله عليه واله وسلم بالمسلمين وأمرهم بمبايعة الإمام علي عليه السلام بالولاية والخلافة من بعده , وبقية القصة معروفة عند الجميع , ورب سائل يسأل لماذا أوقف الرسول صلى الله عليه واله وسلم جميع المسلمين في ذلك اليوم اللاهب وهم متعبين من أداء مناسك الحج وأمرهم بمبايعة علي عليه السلام فما الهدف من ذلك وما هي الغاية ؟ هل لان عليا كان له مبغضين وأراد الرسول الكريم أن يبين فضائله ؟  أم لان عليا ابن عم الرسول الطاهر وأراد أن يفضله على الناس ؟ أم هناك أمر أخر ؟ ولماذا خص علي عليه السلام بهذه القضية ؟ .

فللإجابة على هذه التساؤلات أقول : من المستحيل أن الرسول صلى الله عليه واله وسلم يعرض المسلمين وخصوصا لمثل هذه الأجواء اللاهبة الحرارة والتعب ويقطع عليهم سفرهم لأجل أمر معروف مسبقا عندهم , ففضائل الإمام علي عليه السلام معروفة عند الجميع , والكل يعرف إن الرسول صلى الله عليه واله وسلم  لا يجامل ولا يهادن على حساب الحق وقوله ولا ينطق بشيء لم يأمر به الله سبحانه وتعالى وخصوصا في مثل تلك الظروف التي وقف المسلمون فيها  {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى َ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى } النجم 3_4 ,  فيكون المبتغى والهدف من إبلاغ الناس وأمرهم بالبيعة لعلي عليه السلام وتخصيصه لها الأمر هو لهدف يختلف تماما عن ما طرح من تساؤلات .

فالسيرة العطرة لحياة أمير المؤمنين عليه السلام حافلة بالشجاعة والعلم والزهد والعبادة , ولكن التفضيل له سلام الله عليه جاء لأنه اعلم الناس بعد الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام بكل شيء , فكان الرسول الكريم يقول { أنا مدينة العلم وعلي بابها, فمن أراد العلم فليأتها من بابها } , إضافة إلى قول الخليفة الثاني { لا أبقاني الله لمعضلة ليس لها أبا الحسن } , فكانت الميزة العظمى له عليه السلام هي الأعلمية والعلم وكل من اطلع على تاريخه سلام الله عليه يعرف هذا الشيء , وبما إن الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم والإسلام بوجهه العام يحثون على العلم , فمن الطبيعي يكون اختيار قائد الأمة وخليفتها هو على هذا الأساس فاعلمها يجب إن يكون هو القائد والرئيس الخليفة .

لان الأعلم هو يمثل الخط الإلهي الرسالي ويمثل باب النجاة للأمة وحصنها من الفتن والشبهات والانحرافات الفكرية والعقائدية , وان الله سبحانه وتعالى أمر رسوله صلى الله عليه واله وسلم باختيار علي عليه السلام خليفة للمسلمين من بعده هو لهذا السبب وبلغ رسوله بأنه في حالة عدم التبليغ بذلك الأمر فان الرسول" حاشاه الله" سوف يكون بمقام الغير مبلغ بالرسالة السماوية , لان الله سبحانه يريد أن يتم الحجة على الناس من خلال جعل أعلمهم هو قائدهم حتى لا يكون لهم العذر أو الحجة والذريعة موجودة بداعي إن من يتولى المسلمين غير عالما بأمور دينه وغيرها من الأمور , وإضافة إلى ذلك إن الله سبحانه يريد أن يجعل المسلمين بابا يمكنهم من خلاله فهم أمور دينهم وتطبيقها بصورة صحيحة وهذا يقيهم الهلاك , فالأعلم هو من يعطي الحكم الشرعي الصحيح لكل واقعة , وهذا خلاف الغير أعلم الذي يسبب الهلاك ونقصان في أداء واجبات الدين وتمامها .

فهذا هو السبب والجوهر الرئيسي الظاهري لكل متفهم ومتعقل لاختيار علي عليه السلام خليفة ووليا على المسلمين من بعد الرسول الكريم , ومما تجدر الإشارة إليه نحن كمسلمين يجب علينا إتباع الأعلم الذي فيه خلاص رقابنا من نار جهنم وفيه تمام ديننا وتصح عباداتنا ومعاملاتنا , فبأتباعنا  للمجتهد الأعلم الجامع للشرائط نكون قد حققنا البيعة والولاء للإمام علي عليه السلام ومن قبله الرسول الكريم محمد صلى الله عليه واله وسلم , لان هذه هي الإرادة الإلهية ولان الأعلم يمثل النهج والخط الرسالي العلمي الحقيقي ....


الكاتب :: احمد الملا      

الثلاثاء، 22 أكتوبر 2013

بيعة الغدير وبيان مفهوم الإخوة في الدين



{... الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً ... } المائدة3 ...
بيعة الغدير بمفهومها العام هي الولاية للإمام علي عليه السلام والإقرار بالخلافة له , حتى أصبحت هذه البيعة وهذه الحادثة التاريخية حدثا مهما في حياة المسلمين ولها تأثيرا كبيرا عليهم , وهي قد قرنت بتمام النعمة واكتمال الدين من خلال التبليغ بها , وهذا ما تؤكده الآية الكريمة المذكورة في بداية المقال , والمطلع على أحداث هذه الواقعة أو المناسبة يستنهل منها الكثير من العبر والمواعظ والحكم والتعاليم الإسلامية الوضاءة , ولعل من أهم ما جسدته لنا هذه البيعة هو مبدأ الإخوة والمؤاخاة في الله وفي الإسلام .
فقد بدأ الرسول الكريم صلى الله عليه واله وسلم كلامه بالوصية للإمام علي عليه السلام بقوله {.. معاشر الناس ما قصرت عن تبليغ ما انزله .... واعلم كل ابيض واحمر وأسود أن علي بن أبي طالب أخي ووصيي وخليفتي والإمام من بعدي...} فنلاحظ قول الرسول عليه وعلى اله الصلاة والسلام فأول ما بلغ به هو أن علي عليه السلام أخ له , وهذا يعكس لنا ما تحمله هذه الواقعة من معنا حقيقي للإخوة في الإسلام , وهو تطبيقا لقوله تعالى  { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ..} الحجرات10 , فبيعة الغدير تعطينا درس أخلاقي وشرعي وتربوي وتعلمنا كيف أن التعامل بين المسلمين هو على قائم على أساس الإخوة , وأول من طبق هذا المبدأ هو الرسول الكريم صلى الله عليه واله وسلم ووصيه الإمام علي عليه السلام .
 ونحن كعراقيين ومسلمين وخصوصا في هذه الأيام العصيبة التي نعيشها بروح من الفرقة والتمزيق وعدم العمل بهذا المبدأ الإسلامي , وبنفس الوقت خالفنا سنة من سنن الرسول الكريم صلى الله عليه واله وسلم من خلال الإنجرار خلف مخططات أعداء الإسلام والوقوع بفخاخ الطائفية وشراكها , لذا يجب علينا العودة إلى رشدنا ونتعلم من سيرة رسولنا الكريم ومناسبات الإسلام التي تحث على مبدأ التآخي والتعايش بسلم ووئام وتراحم بين المسلمين , ولنستغل هذه المناسبة العزيزة والعظيمة عند المسلمين ولنطبق ما أراده رسولنا العظيم ونعلن وبكل صدق عن مؤاخاتنا في ما بيننا كمسلمين عموما ولا نجعل للفرقة والطائفية من سبيل في ما بيننا .
بل يجب علينا أن نسمع كل صوت وطني إسلامي عمل ويعمل على التأسيس لهذا المبدأ العظيم ونلتف حوله , ونسير خلف كل من سار على نهج الرسالة والولاية ممن يطبق ما جاءت به هذه البيعة من تعاليم , فلنعمل بمثل ما عمل به  سماحة المرجع الديني السيد الصرخي الحسني " دام ظله " الذي أمر كل المسلمين بان يضعوا أيدهم بأيدي بعض ويرددوا { آخيتك في الله وصافيتك في الله وصافحتك في الله ، وعاهدت الله وملائكته وكتبه ورسله وأنبياءه والأئمة المعصومين عليهم السلام على أني إن كنت من أهل الجنة والشفاعة وأذن لي بأن أدخل الجنة ، لا أدخلها إلا وأنت معي ..
فيقول الأخ المؤمن: قبلت ...
فيقول : أسقطت عنك جميع حقوق الأخوة ما خلا}.
ونعمل بكل روح أخوية إسلامية ونمد يدنا لمن اختلف معنا ونبادر له بالسلام والسلم والرحمة والمودة كما فعل سماحة السيد الصرخي الحسني " دام ظله " من خلال إطلاقه لمبادرة السلام والوحدة الإسلامية في العراق خصوصا والعالم الإسلامي عموما من خلال في بيان ( وحدة المسلمين في نصرة الدين )  حيث ذكر سماحته " دام ظله " فقرة تعطي التجسيد الحقيقي لمبدأ الإخوة والتسامح  إذ قال { ... ها نحن وبأمر الله والقران والإسلام والإنسانية والأخلاق .. ونيابة عن كل الشيعة والسنة ممن يوافق على ما قلناه ... نمد إليكم يد الإخاء والمحبة والسلام والوئام يد الرحمة والعطاء يد الصدق والأخلاق الإسلامية الرسالية الإنسانية السمحاء .... فهل ترضون بهذه اليد أو تقطعونها ... والله و الله والله حتى لو قطعتموها سنمد لكم الأخرى و الاخرى و الاخرى ...} .
فلنستغل هذه المناسبة ونطبق ما يريده الله ورسوله وأهل بيته عليهم السلام أجمعين ومن سار على خطاهم من أولياء وصالحين ومراجع الدين العاملين , فلنستغل مناسبة عيد الغدير الأغر ونمد يد الإخاء للجميع حتى وان قطعوها نمدها مرة أخرى وأخرى كما قال سماحة السيد الصرخي الحسني " دام ظله " , ولنجعل من يوم الغدير هو يوم الإخاء والرحمة والتسامح في ما بيننا كمسلمين وعراقيين ....

الكاتب :: احمد الملا 

الاثنين، 21 أكتوبر 2013

السيد الصرخي الحسني نبراس الوحدة الوطنية في أيام الفرقة الطائفية



منذ سنوات طوال والعراق يعيش أحلك الظروف وأقساها حيث الفرقة والتمزيق المبني على أساس الطائفي والعرقي والقومي والحزبي , وما صاحب هذه الأمور سفك للدماء وهتك للحرمات والأعراض وسرقة للأموال العامة والخاصة , بحجج واهية لا تمت للإسلام والإنسانية بأي صلة , هذا كله حدث على ضوء سياسة التكفير " أي تكفير المسلم للمسلم الأخر بسبب انتماء احدهم لمذهب أو طائفة أو قومية تختلف عن ما يعتقد به المسلم الأخر " وهذا الأمر قد روج له أعداء العراق والإسلام من المنتفعين والانتهازيين وأصحاب المصالح الدنيئة ممن اتبع سياسة (فرق تسد) .
فكل ما جرى ويجري في العراق كان ومازال بحاجة إلى من يبينه ويكشفه للناس , ويضع النقاط على الحروف ويظهر للشعب إن الإسلام بكل طوائفه هو دين محبة وإخاء وسلم وسلام , والقتل والهتك والتكفير أفعال ومسميات ومصطلحات لا يقرها الإسلام مطلقا بل انه يمقتها ويمقت كل من يروج لها لأنها أفكار تثير الفتنة و { وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ } , بالإضافة إلى إن هذا الأمور تخالف سنة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ومنهجه الرسالي , الذي كان يقابل الإساءة بالإحسان , ولعل ما فعله مع المشركين ممن جاء له ويريد حفظ دمه وقال لهم " اذهبوا فانتم الطلقاء " هي خير شاهد ودليل على مبدأ الإسلام الحقيقي الذي لا يبيح ولا يحل دم الإنسان مهما كان دينه , فكيف إذا كان الإنسان الأخر من المسلمين ؟!
فالعراقيين بأشد الحاجة إلى من يبين لهم حقيقة المبدأ الإسلامي ومنهجه وكل ما يحتويه من أمور التي من شأنها أن تجعل العراقيين يعيشون في سلام بمختلف أطيافهم ومذاهبهم وقومياتهم , وهذا الأمر يكون مطلوب بصورة كبيرة من المتصدين لقيادة الشعب والإسلام من سياسيين ورجال دين , لكننا لم نشاهد أو نسمع أي من هذه العناوين قد بين هذه الأمور للعراقيين ودعاهم إلى الوحدة والتماسك وتفويت الفرصة على أعداء الإسلام والعراق , باستثناء سماحة السيد الصرخي الحسني " دام ظله " الذي وقف بكل روح وطنية إسلامية إزاء ما يجري في العراق وفي مواطن عدة .
وما صدر من سماحته " دام ظله " مؤخرا من بيان والذي يحمل عنوان ( وحدة المسلمين في نصرة الدين ) ما هو إلا دليل حي على إن السيد الصرخي الحسني " دام ظله " يمثل المنهج والمبدأ والأساس الحقيقي لروحية الإسلام , فقد طرح سماحته " دام ظله " في هذا البيان جملة من الأمور التي تجعل من الفرد المسلم يقف على حقيقة دينه ولعل ما ذكره في الفقرة الأخيرة يمثل ذلك التجسيد .
إذ قال سماحته " دام ظله" في تلك الفقرة { ... الثامن عشر :: أبناءنا أعزاءنا أهلنا السنة والشيعة لو تنازلنا عن كل ما ذكرناه أعلاه ..ولو سلمنا بحقيقة ما موجود في كتبكم السنية تجاه الشيعة .. وكذا العكس أي لو سلمنا بحقيقة ما موجود في كتب الشيعة تجاه السنة ........
فما هو الحل حسب رأيكم نبقى نتصارع ونتقاتل ونكفر بعضنا بعضا وتسفك الدماء وتنتهك الأعراض وتسلب الأموال ويبقى يتفرج علينا الأعداء بل يزداد الأعداء بنا فتكاً وانتهاكاً وسلبا وغصبا ..........
إذن ما هو دور العلماء والمجتهدين من الطرفين فهل يرضون بهذا التناحر والشقاق وسفك الدماء المتأصل لقرون عديدة والذي زاد ويزيد فيه أعداء الإسلام ... إذن ليعمل المجتهد باجتهاده لمليء الفراغ وحل المتزاحمات وتقديم الاهم على المهمات وليراعي ويلاحظ العالم المجتهد المصالح والمفاسد ويعمل بالاستحسان أو أي دليل يعتقده ... فالمهم والمهم والاهم الدماء والأعراض والأموال ......
وفي الختام أقول :: الذي نعتقده ونتيقنه إن كلامنا ومعتقدنا أعلاه يمثل الخط العام والسواد الأعظم من المسلمين الشيعة والسنة ......... وها نحن وبأمر الله والقران والإسلام والإنسانية والأخلاق .. ونيابة عن كل الشيعة والسنة ممن يوافق على ما قلناه ... نمد إليكم يد الإخاء والمحبة والسلام والوئام يد الرحمة والعطاء يد الصدق والأخلاق الإسلامية الرسالية الإنسانية السمحاء .... فهل ترضون بهذه اليد أو تقطعونها ... والله و الله  والله حتى لو قطعتموها سنمد لكم الأخرى والأخرى و الأخرى ....} .
فما أروعها من كلمات وما أجمله من تعبير إسلامي , إذ يمثل الروح الإسلامية الحقيقية , كلام قائم على أساس حرية الفكر والمعتقد ولا يعترض عليه لكن الاعتراض في استخدام  وتسخير هذا المعتقد أو ذاك في سفك دماء المسلمين , فهذا ما يحتاج العراقيين جميعا سماعه وفهمه وإدراكه , فلا منجى ولا خلاص ولا حياة حرة كريمة يعمها السلام والوئام إلا بالإتباع والتطبيق والعمل بهذا الكلام الذي صدر من سماحة السيد الصرخي الحسني " دام ظله " , والذي يعتبر نبراسا وحدويا إسلاميا لكل العراقيين من اجل القضاء على فتن الظالمين وأعداء الدين والإنسانية ....

الكاتب :: احمد الملا