احمد الملا
إن ما يحصل في العراق من صراع ظاهره ديني
طائفي هو عبارة عن اختزال لسنوات طويلة من التخطيط والتكتيك ألاستخباراتي الدولي –
الشرقي والغربي – وذلك لأهمية العراق ومكانته الجغرافية والدينية, فعلى المستوى
الجغرافي فموقع العراق يحتل مكانة مهمة جدا لا تخفى على الجميع فهو يربط بين ثلاث
قارات مما أعطاه مميزات كثيرة وكبيرة جعلته هدف لكل الأطماع العالمية الشرقية
والغربية, ويضاف لذلك كثرة ووفرة الخيرات والثروات اللامتناهية فيه.
أما على المستوى الديني العقائدي فكلنا يعرف
إن العراق تعرض لغزوات ثقافية وفكرية ودينية سابقة صليبية وفارسية ويهودية, لكن
بعد أن أصبح الدين الرسمي للعراق هو الدين الإسلامي طردت تلك الثقافات والأفكار من
العراق, فأصبح الشغل الشاغل لقادة ورموز تلك الديانات هو كيفية استعادة السيطرة
على العراق لكونه يمثل لهم تاريخ سابق فالفرس كانوا سابقا لهم سطوة ونفوذ في
العراق والصليبيين كذلك واليهود كان لهم وجود في العراق, ويضاف إلى الرغبة لدى
هؤلاء بإعادة السيطرة على العراق, أطماعهم بالثروات والخيرات والهيمنة على الموقع
الجغرافي الذي يستولي عليه يكون هو المتحكم في منطقة كبيرة في الشرق الأوسط.
فالفرس يسعون لإعادة أمجاد كسرى وإمبراطورية
فارس, والصليبيين يسعون لإعادة أمجاد حملاتهم الصليبية وأمجاد ريتشارد, واليهود
يمنون أنفسهم بإقامة دولتهم من النيل إلى الفرات, وقد جوبهت تلك الغزوات الثقافية
والفكرية والدينية والعقائدية وحتى العسكرية بصلابة الفكر العراقي ووحدة أبناء
شعبه, ولعل ثورة العشرين هي من أروع الصور التي سطرها الشعب العراقي ضد الاحتلال
الغربي الغاشم, مما جعل أعداء العراق من الشرق والغرب, يعيدون التفكير في كيفية احتلال
العراق, فوضعوا خطط ومنهجية وإستراتجية طويلة الأمد منذ عقود تمخض عنها ما يعيشه
العراقيين اليوم من قتل وقتال واحتلال ثقافي وفكري ومذهبي, من خلال طرح أحزاب
وسياسيين ورموز دين كل واحد منهم يميل ويدين بالولاء لجهة استخباراتية معينة,
شرقية أو غربية أو إقليمية, فهم المستفيدين الآن مما يجري في العراق, وخصوصا في
هذه الأيام الحرجة التي تدمي القلب.
يقول السيد الصرخي الحسني في محاضرته
العقائدية التاريخية الثلاثون التي ألقاها يوم السبت 22 / 11 / 2014م ...
{... الآن بدأت الانكسارات
في المناطق الغربية في الرمادي والأنبار وبدأت الانكسارات في محافظة صلاح الدين في
ديالى في مناطق حزام بغداد.
طبعاً نحن مما
نتوقع في المرحلة القادمة أنه سيحصل بعض الأمور بعض الأحداث التي يستفاد منها لصالح
هذا الطرف أو ذلك الطرف، ونحن شخصنا من كان معنا وسار معنا قبل أن يحصل الحدث والجريمة
القبيحة في سامراء ذكرنا أنه سيحصل وسيقع ما هو المحذور من أجل تصعيد الجانب الطائفي
وحشد المجتمع والناس والبسطاء والجهال والأغبياء نحو الطائفية والحشد الطائفي والتقاتل
الطائفي لحماية مصالح جهة معينة لحماية مصالح دولة معينة لحماية مصالح حزب معين والآن تداعيات
الأمور وانهزامية الناس وفشل الحشد والتحشيد لأن الإنسان الآن من أجل أي شيء يقاتل؟
ما هو المبرر للقتال والتقاتل؟ لا يوجد مبرر للإنسان سواء كان الإنسان من المحافظات
الوسطى والغربية أو من المحافظات الجنوبية لا يوجد مبرر لأن يقتل الإنسان أخاه الإنسان،
يقتل المواطن أخاه المواطن، يقتل العراقي أخاه العراقي، فحشدوا الناس دفعوا الناس للقتل
والقتال وهم بعيدون عن هذه النار، بعيدون عن هذا القتال والآن حصل الانكسار ...}.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق