الاثنين، 17 نوفمبر 2014

المهدي والمهدوية ... من رمزية الأمل والتفاؤل إلى القتل والاستئكال




احمد الملا

إن اسم المهدي وعنوان المهدوية منذ القدم ومنذ أيام الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم كان هو قرينة التفاؤل والأمل الذي زرعه خير الأنام في نفوس المسلمين خصوصا بعد أن يتسلط حكام الجور والظلمة والقاتلين ممن يشوهون اسم الدين والإسلام وتسلط أئمة الجور والضلالة ممن يحرف المجتمع عن جادت الصواب, وبشر نبي الرحمة صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله اجمعين بهذا المنقذ الذي سيملأ الأرض عدلا وقسطا, ويهد عروش الظالمين ويحيي سنة سيد المرسلين التي عطلها القتلة والمستأكلين بالدين والمتاجرين بأرواح المسلمين وغير الملسمين أيضا تحت عنوان الإسلام.
لكن للأسف الشديد أن هذا التفاؤل وهذا الأمل الذي زُرع في نفوس المسلمين تحول إلى رهبة وخوف وخشية من هذا الاسم حتى أصبح اسما وفكرة ممقوتة ومُبغضة في المجتمع, تحولت قرينة التفاؤل والأمل لهذا الاسم إلى قرينة السرقة والقتل والتهجير والتطريد والترويع, وهذا بفعل ممن اتخذوا عنوان المهدي والمهدوية غطاءا لهم ولتحركاتهم المريضة لكي يكون وسيلة للوصول لأهدافهم وغاياتهم, استغلوا هذا الاسم واستغلوا أهميته في نفوس الناس وسخروه في خدمة مصالحهم ومنافعهم.
وهذا الاستغلال لم يكن وليد اللحظة وإنما هو قديم بقدم هذا الاسم وهذا العنوان, فكثيرة هي الشخصيات التي حملت عنوان المهدي والمهدوية, فكان محمد بن الحنفية أول من ادعى المهدوية من اجل السعي للسلطة والجاه وبعد ذلك ادعى بعض الخلفاء العباسيين وايضا جعفر الكذاب وهو ابن الإمام علي الهادي عليه السلام أيضا ادعى المهدوية ومن ثم ظهرت دول تدعي المهدوية والآن ظهرت حركات وشخصيات وتشكيلات وجيوش تدعي الانتساب إلى المهدي والمهدوية دون أي وجه حق وإنما لغرض من هذا الادعاء هو الوصول المكاسب والمنافع  الشخصية, فحصل ما حصل من قتل وتهجير وترويع تحت اسم المهدي وحصل ما حصل من انحراف فكري عقائدي تحت عنوان المهدي والمهدوية.
فكان اسم المهدي ولا زال هو عبارة عن وسيلة وصولية لضعاف النفوس والدين والعقيدة, حتى تشوه هذا الاسم وجعلوه يفقد عنوان التفاؤل والأمل الذي يحمله إلى الناس في تغير الواقع المرير الذي تعيشه البشرية فأصبح اسم يحمل عنوان السرقات والنهب والسلب والقتل والتهجير, يقول السيد الصرخي الحسني في محاضرته التاريخية العقائدية التاسعة والعشرون...  

{...أنا عندما اعتقلت في زمن النظام السابق المرة الأولى والمرة الثانية والمرة الثالثة, خلال الاعتقال التقيت ببعض المعتقلين, اطلعت على أحوال بعض المعتقلين, سمعت من المعتقلين, ممن اعتقل تحت عناوين المهدي والمهدوية, ليس دعاوي المهدي والمهدوية هي دعاوي حديثة, دعاوى المهدي والمهدوية قديمة سابقة,  دعاوى المهدي والمهدوية هي من مقدمات دعوة المغالاة, من مقدمات دعوة الإلوهية, من مقدمات دعوة مرجعيات السب الفاحش والفسق والفجور, استغل اسم الأمام المهدي سلام الله عليه وقضية الإمام المهدي سلام الله عليه لتحقيق المصالح والمنافع الشخصية والمفاسد على الأرض ...}.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق