الاثنين، 11 يناير 2016

إيران وحرب المقدسات ... خدعة راح ضحيتها الكثير !!

احمد الملا


باتت أُضحوكة " حرب المقدسات " المقدسات التي تخوضها إيران في الدول العربية واضحة المعالم عند العالم العربي والإسلامي, حيث فهم العالم الإسلامي والعربي مدى هذه الكذبة الكبرى التي خدع بها الكثير, وفقدوا الأموال والأرواح من أجل شيء اسمه حلم فارسي وليس من أجل أي مقدسات كما صورته لهم إيران, بل إن المقدسات تعرضت للتفجير والعمليات التخريبية من قبل إيران وليت الأمر وقف عند ذلك الحد بل انه تعداه إلى التعدي بالسب الفاحش والطعن والشتم والتجرؤ على المقدسات وعلى رموز الإسلام بصورة عامة.
فلم تسلم من أي مقدسات إسلامية – شيعية وسنية – من الخبث الفارسي, وما حادثة تفجير قبتي الإمامين العسكريين " عليهما السلام " في سامراء عام 2006 علينا ببعيدة, حيث عمدت لإثارة الفتنة الطائفية في العراق من أجل أن تكون لها مشروعية في تدخلها بحجة " حماية المقدسات " حيث قامت بإثارة الفتن ونشر عمليات الإرهاب والقتل على الهوية والتفجيرات والطائفية, فجندت مخابراتها ومرجعيتها الفارسية في النجف, فقام عملاء مخابراتها بعملية تفجير ضريح الإمامين العسكريين في سامراء, وفي وقتها قام مرجع إيران الأبكم – السيستاني - بإصدار فتوى تحريضية في باطنها, وظاهرها دعوة لضبط النفس !!!.
حيث أمر بترك الناس تعبر عن رأيها, وكان التعبير عن الرأي هو حمل السلاح والاعتداء على أهل السنة ومقدساتهم فكانت بداية الحرب الطائفية التي أدت لإشاعة روح الحقد والبغضاء وإشعال نار الفتنة بين أبناء الشعب العراقي, كما أكد وزير الدفاع الأمريكي السابق علناً بأن مخابرات إيران هي التي فجرت مرقدي الإمامين العسكريين في سامراء, وهذا قبل سنوات من بث برنامج الجزيرة ( الصندوق الأسود ), فضربت مقدسات المذهب الذي تدعي وتظاهر بالانتماء له, وكذا الحال بالنسبة للعمليات الإرهابية التي طالت المحافظات الشيعية التي فيها مراقد مقدسة.
وهذه سوريا حاضرة وبقوة في الأذهان, فقد جندت إيران غالبية الشباب الشيعي في العراق وسوريا ولبنان لخدمة مشروعها في سوريا, إذ زجت بهم في حرب من أجل الدفاع عن مصالحها بحجة حماية المقدسات, فقامت بضرب مقام السيدة رقية, وأخذت تدفع بالشباب من خلال إعلامها الزائف الكاذب الخداع بدعوى الدفاع عن مقام السيدة زينب " عليها السلام ", فباتت الحرب على حدود لبنان في القلمون وفي حلب وكأن مقام السيدة زينب " عليها السلام " في تلك المناطق وليس في دمشق ؟!!.
أما رموز الإسلام من صحابة وزوجات النبي الخاتم محمد " صلى الله عليه وآله وسلم " والخلفاء " رضي الله عنهم " فإيران هي التي تعدت وتجاوزت عليهم من خلال التأسيس والترويج للسب الفاحش والطعن بحقهم جميعاً, فجعلت من السذج أدوات لها في خدمة مشروعها الطائفي في المنطقة, فجعلت من المسلمين ممن خدع بخبث فارس وحقدها على الإسلام الذي أطاح بإمبراطوريتها يطعنون ويسبون رموزهم وينتهكون قدسية مقدساتهم, وجعلتهم يعرضون عن قوله تعالى { النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُوْلُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ ...} الأحزاب الآية 6 .. ولا نعرف كيف شخص يدعي ويتظاهر بالإيمان يتطاول ويتجاوز على أمه ؟؟!! فمن كان يعتقد بأنه مؤمن عليه أن يُسلم بأن زوجات النبي الكريم هن أمهاته وهذا بنص القرآن الكريم, وهل يوجد أقدس من الأم ؟ وبنص قرآني كريم ؟؟!! فمن الذي انتهك قدسية الإسلام ورموزه ؟! وكيف تخوض حرب لحمايتها بينما هي تنتهكها ؟؟!!.
وهاهي إيران تكشر عن أنيابها بشكل واضح وصريح وعلى وسائل الإعلام لتهدد بتهديم الكعبة الشريفة, وهي من مقدسات الإسلام والمسلمين عموماً, حيث صرح المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني رمضان شريف على خلفية التوترات التي حصلت بين إيران والسعودية بسبب حادثة إعدام النمر, حيث قال (( إن السعودية لم تَر إلى الآن قوة إيران الحقيقية بعد ومازالت إيران تتبع الأعراف الدبلوماسية معها ففي حال تهور حكام السعودية سنريهم قوة إيران العظمى وسنمحو صندوقها الأسود " الكعبة " من الوجود في حال اعتدوا على حرمة سفارة إيران في العالم ))... في إشارة منه إلى الكعبة الشريفة ؟؟!!, وكأن الكعبة هي تمثل السعودية أو ملك للسعودية أو تمثل طائفة دون أخرى, وليس للمسلمين جميعاً ؟؟!! إذا كانت هذه رؤية إيران لمقدسات المسلمين إذ لماذا تتدخل في الشؤون العربية خصوصاً العراقية والسورية أليس بحجة حماية المقدسات الإسلامية ؟؟!!.
لكن هذا التصريح يفضح ويعري مدى النفاق الإيراني وبغضه وحقده على العرب والإسلام والمسلمين ومقدساتهم, وما حرب المقدسات إلا أكذوبة وخدعة وغطاء لخدمة مشروعها الفارسي, والتي راح ضحيتها الكثير من المسلمين ومن كل المذاهب, فبسببها أخذ السني يقتل الشيعي والشيعي يقتل السني وأحدهما يستبيح عرض ومال ودم الآخر.
بل جعلت إيران قدسية الإنسان التي هي اشد حرمة عند الله من الكعبة تهان وتنتهك وتمرغ بالتراب, فهاهي مخيمات النزوح في العراق تعاني وتصارع الموت بسبب إيران ومليشياتها الإجرامية, وها هي المدن السورية تعاني الحصار الغذائي وبراميل الموت, ولم يتحرك أي شخص من قبل المغرر بهم من قبل إيران بما يسمى بــ " حرب المقدسات " بل أخرست ألسنتهم وصُمت أسماعهم وعُميت أعينهم عن موت الملايين في العراق وسوريا, بينما ينتفضون لشخص, وهذا ما يثير الاستغراب والدهشة فكيف من يتحدث عن المقدسات لا يعطي أي أهمية لمن وجدت هذه المقدسات لأجله وهو الإنسان, يقول المرجع العراقي الصرخي مستغرباً في جواب له على استفتاء حول قضية إعدام النمر {{... تحصل المفاجأة والاستغراب الشديد عند عموم العراقيين من ردود الفعل الكبيرة المتشنِّجة العنيفة من سياسيي العراق وحكومته وقادة الحرب فيه والمراجع والرموز الدينية حتى الأعجمية، في الوقت الذي لم نجد منهم أي رد فعل لما وقع ويقع على الشعب العراقي من حيف وظلم وقبح وفساد وما حصل على الملايين منهم من مهجرين ونازحين ومسجونين ومغيّبين ومفقودين وأرامل ويتامى ومرضى وفقراء، كما أننا لم نجد منهم أي ردّ فعل لما وقع ويقع على شعبنا السوري العزيز من تمزيق وتشريد وتهجير وقتل وتدمير...}}.
فهل فهم السذج والأغبياء لعبة إيران ؟ إيران لا تحترم أي مقدس إسلامي سني أو شيعي, وما ترفعه من شعارات من حروب الدفاع عن المقدسات هي أكذوبة انطلت على الكثير وغرر بها حتى دفع دمه ونفسه قرباناً لمشروع فارس التوسعي, فلا شيء مقدس عند إيران سوى الحلم الذي يراودها منذ مئات السنين من أجل استعادة حدود إمبراطوريتها التي أطاح بها الإسلام ورموزه ومقدساته.










الأحد، 10 يناير 2016

بزيبز العراقي و مضايا السورية بين فكي الموت ... وتتباكون على النمر ؟!

احمد الملا



في العراق ينتظر آلاف النازحين الفارين من معارك الأنبار الأخيرة فتح معبر بزيبز للمرور إلى بغداد، لكنهم أصبحوا في العراء بعد رفض الحكومة العراقية والمليشيات فتح المعبر الوحيد الذي يربط الأنبار بالعاصمة بغداد, حيث كشفت تقارير ميدانية أن مئات النازحين فروا من معارك الرمادي ومدن الأنبار، وعمليات القصف الجوي والبري، توجهوا نحو معبر بزيبز، لكنهم فوجئوا برفض عبورهم إلى بغداد !!.
وبهذا يرتفع عدد النازحين العراقيين الذين احتجزوا في المنطقة المحصورة بين بغداد والرمادي حيث ترتفع نسبة الفقر والجوع وغياب الخدمات الصحية التي تسببت بتفشي الأوبئة و الأمراض, مع غياب أي تحرك ليخفف عن تلك المعاناة التي يعيشها النازحون العراقيون, لكي يبقوا يصارعون الموت البطيء بسبب الجوع والبرد القارس والأمراض المتفشية أو الاعتداءات المتكررة من قبل المليشيات الموالية لإيران في عمليات أشبه بعمليات ثأر أو تصفية لكل أبناء محافظة الأنبار بشكل خاص ولكل أهل السنة بشكل عام, حيث تمت تصفية أغلب العوائل النازحة التي دخلت إلى بغداد أو المحافظات الأخرى لأنها عوائل سنية!!.
هذا بشكل مختصر جدا ما يتعرض له النازحون العراقيون في العراق من قبل المليشيات حيث التجويع والملاحقة والحجز والمنع والتصفية, أما في سوريا فمليشيا حزب الله الموالية لإيران منذ أكثر من سبعة أشهر تحاصر مدينة "مضايا " إحدى مدن ريف دمشق والتي تقع بالقرب من الحدود السورية – اللبنانية , حيث قامت مليشيا حزب الله بمحاصرة هذه المدينة ومنعت دخول الأغذية والأدوية لها حتى بات سكانها يقتاتون على النفايات والحشائش والأدغال, والشخص الذي يحاول أن يخرج من هذه المدينة فيموت بنيران قناص النظام السوري المدعوم من إيران أو من قبل عناصر مليشيا حزب الله, حتى أصبح سكان هذه المدينة " أطفال ونساء وشيوخ " عبارة عن هياكل عظمية يغطيها الجلد فقط وفقط.
هذه هي ممارسة المليشيات الإيرانية والأنظمة الموالية لها بحق الشعوب العربية وبدون أي وجه حق وبدون أي مسوغ قانوني أو إنساني أو شرعي أو أخلاقي, شعوب تباد بالكامل من قبل إيران وأذنابها ولم نسمع ممن بُح صوته من أجل إعدام " نمر النمر "  أي كلمة تخص النازحين في العراق أو مواطني سوريا في مدينة مضايا وغيرها من المدن التي تباد بشكل يومي من خلال البراميل المتفجرة والحصار الغذائي ؟؟!! فأين الإنسانية ونصرة الشعوب المظلومة التي تتبجحون بها على وسائل الإعلام ؟! فلماذا لم تهتز الضمائر وتبكي العيون عليهم كما إهتزت وتباكت على النمر ؟!, لماذا هذه الضجة والجعجعة الإعلامية والتشنجات السياسية والتهديد والوعيد من أجل شخص واحد, بينما نلاحظ الصمت الذي هو كصمت القبور أمام تلك الإبادة الجماعية للشعوب العربية ؟ فلماذا لم تكن لكم ردة فعل إزاءهم كالتي  أبديتموها من أجل النمر ؟!.
لكن الطائفية والصنمية والتبعية لإيران وخدمة لمشاريعها جعل أذنابها يمضون قتل العراقيين والسوريين ويتباكون على شخص ليس بعراقي ولا سوري ولا إيراني ولا لبناني وإنما مواطن سعودي طبق بحقه قانون دولته, وهذا التناقض يثير الاستغراب عند الجميع, خصوصاً ذلك التناقض في المواقف عند العراقيين الذين انتفضوا للنمر السعودي الموالي لإيران ولم ينتفضوا لشعبهم النازح والمهجر, وهذا ما يدفعنا لاستذكار  قول المرجع العراقي الصرخي في جواب له على استفتاء حول قضية إعدام النمر {{ … أن النمر ليس من مواطني العراق، ولا من مواطني إيران، وثبُت أنه لم يصدر منه أي موقف لصالح العراق وشعبه المظلوم، وهنا تحصل المفاجأة والاستغراب الشديد عند عموم العراقيين من ردود الفعل الكبيرة المتشنِّجة العنيفة من سياسيي العراق وحكومته وقادة الحرب فيه والمراجع والرموز الدينية حتى الأعجمية، في الوقت الذي لم نجد منهم أي رد فعل لما وقع ويقع على الشعب العراقي من حيف وظلم وقبح وفساد وما حصل على الملايين منهم من مهجرين ونازحين ومسجونين ومغيّبين ومفقودين وأرامل ويتامى ومرضى وفقراء، كما أننا لم نجد منهم أي ردّ فعل لما وقع ويقع على شعبنا السوري العزيز من تمزيق وتشريد وتهجير وقتل وتدمير؟  …}}.
فإن كان من انتفض للنمر بداعي الإنسانية وحرية الرأي والفكر والعقيدة وحقوق الإنسان عليه أن ينظر لشعبه وشعب سوريا واليمن الذي يتعرض للإبادة الجماعية اليومية وينتفض لها بالطريقة ذاتها, لكن الدافع والمحرك ليس الإنسانية بل هي مجرد شعارات لخداع السذج بل الدافع الحقيقي هو التبعية الفارسية والطائفية المقيتة.






السبت، 9 يناير 2016

المجازر في سوريا والعراق والأحواز العربية ... تكشف التناقضات الإيرانية !!

احمد الملا


أثارت عملية إعدام السلطات السعودية لمواطنها " نمر النمر " حفيظة إيران وكل أذنابها في العراق وسوريا ولبنان وباقي الدول التي توجد فيها اذرع لهذا الإخطبوط الفارسي البغيض, وأخذ الجميع يتكلم بأسم الحرية وحرية الرأي والفكر والعقيدة والمعارضة, والأمر المضحك جداً هو تصريح رأس الفتنة والشيطان المارد " علي خامنئي " الذي قال فيه ( إن العقاب الإلهي سيحل على السعودية ) !!  في إشارة منه على إن السعودية انتهكت حقوق الإنسان !! وهذا ما يدفعنا بالتوجه لكل الأطراف المعترضة على إعدام النمر بهذه الإسئلة :
ألم يقل الله تعالى في محكم كتابه العزيز { والفِتنةُ أشدُّ من القتلِ }  سورة البقرة/191 .... وهنا نرجع بالزمن قليلاً, من الذي أثار الفتنة في كل من العراق وسوريا والبحرين واليمن وفي السعودية – الإحساء والقطيف – وفي لبنان ؟! أليست هي إيران نفسها وهي من دفعت بالنمر إلى أن يكون معارضاً ويستخدم لغة السلاح ضد السلطات السعودية من أجل المصلحة الإيرانية, الأمر الذي دفع بالسعودية أن تلقي القبض عليه وتحكم عليه بالإعدام لأنه موالِ لإيران, ومن يوالِ دولة أخرى ويعمل لصالحها على حساب دولته يكون في نظرها خائناً, وعقوبة الخيانة هي الإعدام, فإيران هي من تسبب بإعدامه.
أما الجانب الإنساني وحرية الرأي والفكر والعقيدة وحرية معارضة الدولة, فهذه سوريا وبسبب التدخل السافر من قبل إيران ودعمها لنظام بشار الأسد الدموي, تسببت في قتل وتهجير وتجويع الملايين, لا لشيء سوى إن الشعب السوري المظلوم خرج في تظاهرات سلمية طالب فيها بتغير النظام, لكن ما إن أدخلت إيران انفها في الشأن السوري حتى تحولت هذه التظاهرات إلى صراع مسلح أودى بحيات مئات الآلاف من البشر, فإن كانت حرية الرأي والتعبير تعني لإيران شيئاً فلماذا لم تقف لجانب الشعب ضد سياسة بشار الدموية ؟! بالأمس القريب قاسم سليماني قائد الحرس الثوري في إيران يصرح قائلاً ( انه على استعداد أن يضحي بمائة ألف شيعي مقابل استعادة حلب ) فهل هؤلاء المائة ألف شيعي لا يرتقون إلى مكانة النمر حتى تضج إيران وأذنابها من أجله ؟؟!! بينما لم يعترض أي شخص على تصريح المجرم سليماني !!.
أما بالنسبة للعراق, فحدث وبلا حرج عن السياسة الإيرانية الإجرامية في التعامل مع أبناء العراق الرافضين لإحتلالها بلدهم من السنة والشيعة, حيث المجازر اليومية والقتل والترويع والتشريد والتطريد لأهل المناطق السنية وملاحقتهم في المناطق والمحافظات الشيعية, أما الشيعة المناهضين لتواجدها وخصوصاً المرجع العراقي الصرخي  وأتباعه فالكل شاهد وسمع ما تعرض له ومقلديه من عمليات إبادة وقتل وترويع واعتقال وإعدامات ميدانية دون أي محاكمة عادلة نزيهة, فلماذا لم تنتفض تلك الحناجر التي انتفضت للنمر ؟؟!! وهذه مخيمات النازحين والمهجرين من السنة والشيعة في العراق وسوريا - الذين فروا من بطش المليشيات الإيرانية وإجرام داعش - تفتقر لأبسط مقومات الحياة وانعدام الخدمات الذي تسبب بموت الآلاف, فلماذا لم تهتز الضمائر وتبكي العيون عليهم كما اهتزت وتباكت على النمر ؟!.
يقول المرجع العراقي الصرخي في جواب على استفتاء رفع له حول قضية إعدام النمر {{ ...  أن النمر ليس من مواطني العراق، ولا من مواطني إيران، وثبُت أنه لم يصدر منه أي موقف لصالح العراق وشعبه المظلوم، وهنا تحصل المفاجأة والاستغراب الشديد عند عموم العراقيين من ردود الفعل الكبيرة المتشنِّجة العنيفة من سياسيي العراق وحكومته وقادة الحرب فيه والمراجع والرموز الدينية حتى الأعجمية، في الوقت الذي لم نجد منهم أي رد فعل لما وقع ويقع على الشعب العراقي من حيف وظلم وقبح وفساد وما حصل على الملايين منهم من مهجرين ونازحين ومسجونين ومغيّبين ومفقودين وأرامل ويتامى ومرضى وفقراء، كما أننا لم نجد منهم أي ردّ فعل لما وقع ويقع على شعبنا السوري العزيز من تمزيق وتشريد وتهجير وقتل وتدمير؟ "...}}.
هذه شواهد بسيطة على إخلاقية وإنسانية إيران في خارج حدودها, والتي تسببت بموت وقتل الملايين من البشر سنة وشيعة, أما فداخل إيران فحدث وبلا حرج, إذ تنصب دكات الإعدام في الشوارع وأمام الإعلام ليعلق عليها الشباب العربي الأحوازي الرافض لسلطة إيران الوحشية, فلماذا تعدم إيران الشعب العربي الأحوازي إن كانت هي مع حرية التعبير عن الرأي وحرية الفكر والمعتقد ومعارضة الدولة ؟! علماً إن الشعب الأحوازي لا يعد إيراني وإنما شعب عربي محتل من قبل إيران ومع ذلك لا يتكلم بمظلوميتهم أحد, أما النمر فهو مواطن سعودي ويطبق عليه القانون السعودي كما يطبق على غيره, فلماذا هذه الإزدواجية, والنظر بعين واحدة يا من ارتميت بأحضان إيران ؟!, إن كان إعدام النمر جريمة لاتغتفر, فماذا تسمون الإعدامات الميدانية واليومية للآلاف من الشيعة والسنة على يد السلطات الإيرانية ومليشياتها وأجهزتها القمعية في داخل إيران وخارجها ؟!, فما دفاعكم وتباكيكم على النمر ما هو إلا من أجل إثارة الفتنة بين الشعوب العربية المسلمة من أجل خدمة المشروع الفارسي التوسعي, وهو في الوقت ذاته يكشف التناقضات الإيرانية في التعامل مع المجتمعات والشعوب العربية.






الجمعة، 8 يناير 2016

القيادات العراقية الوطنية ... بين إحتلالين !!

احمد الملا


موقعه الجغرافي الذي يربط بين ثلاثة قارات " أسيا, أوربا وأفريقيا " وخيراته الوفيرة والتي لا يمكن لها أن تنفذ النفطية منها والزراعية والصناعية والسياحية, جعلت من العراق أن يكون من أكثر الدول عرضة للإحتلال الذي تقوده الدول الاستكبارية والإمبراطوريات الفاشية الشرقية والغربية, ولعل أكثر الاحتلالات شراسة وبغضاً وإجراماً التي تعرض لها العراق هما الاحتلال الأمريكي والاحتلال الإيراني, حيث انتقل العراق في ظل هذين الاحتلالين من سيء إلى أسوأ, ومن فساد إلى فساد ومن أفسد إلى أفسد, ومن طائفية إلى طائفية أبشع, ومن قتل ودمار إلى تهجير وترويع وتقسيم واقعي على أساس طائفي.
على الرغم من إختلاف النهج والفكر والايدولوجية لهذين الاحتلالين والصراع الخفي والمعلن بينهما على الهيمنة والسيطرة على العراق وثرواته, إلا إنهما اجتمعا والتقيا بأمر واحد وهو تصفية كل الجهات والرموز الوطنية العراقية, وذلك لإحساسهم وشعورهم بخطورة هذه الرموز على مشاريع هذا الاحتلال وذاك, وان وجود هكذا شخصيات عراقية أصيلة على أقل تقدير سيؤخر عجلة تقدم أمريكا أو إيران في مشروعيهما الاستعماريين في العراق, فإقتضت الضرورة بتصفية كل صوت عراقي مناهض ومعارض ورافض للتواجد الأمريكي أو الإيراني وبأي شكل من الأشكال.
فبعد عام 2003 م وبعد انتفاض المدن العراقية ضد الاحتلال الأمريكي خصوصاً في المناطق الغربية والجنوبية وبالتحديد في الفلوجة و الرمادي وصلاح الدين وبغداد وكربلاء والنجف أحست قوى الاحتلال بالخطر المحدق بها لذلك قررت على تصفية كل الجهات الوطنية العراقية الأصيلة والتي لا يمكن شراءها بحفنة من الدولارات أو شراءها من خلال إشراكها بالعملية السياسية المدارة من قبل حكومة الاحتلال, قررت تلك القوات الغاشمة المحتلة أن تسكت تلك الجهات من خلال شن حملات عسكرية عليها.
وهذا ما حصل في كربلاء المقدسة في منتصف شهر تشرين الأول لعام 2003 م بعدما اعتدت تلك القوات على منزل المرجع العراقي الصرخي الحسني مستخدمة أعتى وأحدث الأسلحة من طائرات ودبابات ومدفعية راح ضحيتها العشرات من أبناء هذه المرجعية, وبعد ذلك أصدرت قيادة تلك القوات منشوراً تتهم فيه المرجع العراقي الصرخي بأنه إرهابي ومن أبرز المطلوبين لقيادة الاحتلال ووضعت مكافئة مالية كبيرة لكل من يدلي بمعلومات عنه!!, بينما في الوقت ذاته غضت الطرف عن بعض الجهات الأخرى – ممن تدعي المقاومة – وأشركتهم بالعملية السياسية !!.
وعلى الرغم من ذلك الاعتداء البربري, إلا إن المرجع الصرخي استمر على نهجه في رفض الاحتلال وكل ما ترشح منه من دستور وعملية سياسية وفساد ومفسدين, ونفس هذا الفعل الجبان أقدمت عليه قوات الاحتلال الفارسي الإيراني على المرجع الصرخي في تموز 2014م من خلال مرتزقتها في الحكومة كالسفاح المالكي وأعوانه عقيل الطريحي محافظ كربلاء  وعثمان الغانمي الذي كان يشغل منصب قائد عمليات الفرات الأوسط والمليشيات الإيرانية بقيادة وتوجيه معاون قاسم سليماني وعبد المهدي الكربلائي وكيل السيستاني في كربلاء, مستخدمين في هجمتهم الوحشية تلك مختلف أصناف الأسلحة العسكرية من طائرات ومدفعية ودبابات, حيث راح ضحية تلك العملية البربرية المئات من أبناء هذه المرجعية الوطنية سقطوا قتلى على يد تلك المليشيات الإيرانية, وكذلك اعتقال الآلاف منهم, ورافق تلك العملية الهمجية حملة إعلامية تشويهية ضد المرجع الصرخي وتم إلصاق تهمه الإرهاب بحقه وأنصاره ومقلديه, وهي خطوات مشابهة وبشكل كبير للخطوات التي قامت بها قوات الاحتلال الأمريكي في عام 2003م, وتفاصيل أخرى كثيرة لا يسعنا ذكرها الآن.
وكان هذا الاعتداء الإيراني على المرجع العراقي الصرخي بعدما أحست إمبراطورية فارس بخطر هذا الصوت العراقي على مشروعها التوسعي في العراق, والذي رفض كل التدخلات الإيرانية في الشأن العراقي الداخلي والخارجي, ورفضه لمشاريع الطائفية والتقسيم التي جاءت بها عمائم الزيف والخداع الإيرانية والموالية لها في داخل العراق, وكذلك سياسيو الصدفة ممن جاء تحت العباءة الإيرانية وعلى الدبابة الأمريكية.
وهذا ما بينه المرجع العراقي الصرخي خلال اللقاء الصحفي المتلفز الذي أجرته معه قناة التغيير الفضائية, حيث بين فيه المرجع العراقي الصرخي أسباب استهدافه بصورة مستمرة من عدة جهات سواء كانت دينية أو حكومية أو قوى خارجية تسيطر على العراق، فاستهدافه كان رد فعل طبيعي لمواقفه التي لا تتماشى مع مشاريع كل هذه الجهات الفاسدة المتسلطة، فمن هذه الأسباب أنه طرح الدليل العلمي الذي كشف جهل المقابل في المؤسسة الدينية وحطم صنمية كهنة الحوزة وفراعنتها وعمالتها لإيران، ولأنه رفض المحتل الأمريكي وجرائمه ومنها جرائم أبي غريب وإفرازاته من حاكم مدني ومجلس الحكم وقانون برايمر ودستور فاشل وانتخابات فاسدة، ولأنه رفض المحتل الإيراني وإمبراطوريته التسلطية وجرائمه وميليشياته ودمجها في الجيش والشرطة العراقيين، ولأنه رفض حل الجيش العراقي والقوات الأمنية، ولأنه رفض التقسيم والأقاليم وفدراليات آبار النفط، ولأنه حرم انتخاب الفاسدين والقوائم الطائفية وأوجب انتخاب الشرفاء مهما كان انتماؤهم الديني والعرقي والمذهبي، ولأنه طالب بالإفراج الفوري عن المعتقلين الأبرياء، ولأنه رفض الاستخفاف بالعراق والعراقيين والعرب والعروبة ورفض فارسية المرجعية والحوزة ورجال الدين والتشيع الصفوي الفحّاش السبئي الذي يتعرض للخلفاء وأمهات المؤمنين، فقال بالمرجعية العربية وبالصرخي العربي وبالحسني العربي وبالتشيع الجعفري، أما المرجع المقابل، فسيكون مقبولاً وغير مستهدف لأنه يسير في ركب الاحتلال الأمريكي والإيراني والفاسدين المتسلطين .
وهذا ديدن كل صوت عراقي وطني رفض الاحتلالين – الأمريكي والإيراني – إذ يتعرض للقتل والتشريد والتطريد والحملات الإعلامية الكاذبة والملاحقات اللاقانونية والاتهام بالإرهاب, وخلاصة القول؛ إن كل قيادة عراقية وطنية لم تهادن أو تجامل أمريكا أو إيران تعرضت لما تعرض له المرجع العراقي الصرخي, على خلاف القيادات التي ارتمت بأحضان هذا الاحتلال وذاك وزجت العراق وشعبه في بؤر الفساد وبحور الدم والطائفية والتقسيم.


بقلم :: احمد الملا   

الخميس، 7 يناير 2016

أمريكا تمضي التدخلات الإيرانية ... فهل فهم العرب وحكامهم اللعبة ؟!

احمد الملا


لم يعد خافياً على الجميع مدى التقارب المصلحي بين إيران وأمريكا خصوصاً في المنطقة العربية, ويمكن أن نسمي هذا التقارب بالتقارب السلبي, فمن المعروف إن لكل إحتلال " الأمريكي والإيراني " أطماع في المنطقة العربية بشكل عام وبشكل اخص المنطقة الخليجية وذلك لما تحتويه من ثروات نفطية هائلة وكذلك الموقع الجغرافي والإستراتيجي حيث يمثل نقطة التقاء القارات الكبرى ويعد معبر تجاري وعسكري ومن يسيطر عليه يصبح شبه مسيطر على التجارة العالمية الاقتصادية و العسكرية وغيرها.
فهل يعقل إن قوى الغرب وخصوصاً أمريكا تسمح لإيران بالهيمنة والسيطرة على هذه الرقعة الجغرافية المهمة ؟ بالتأكيد الجواب يكون بالنفي, وهذا ما يجعلنا نتساءل مرة أخرى, والسؤال هو؛ إن كانت أمريكا تعي أهمية تلك المنطقة إذن لماذا إلى الآن لم تتخذ موقفاً جدياً إزاء التدخلات الإيرانية على الرغم من إنها تستطيع أن تدين إيران دوليا وكذلك تستطيع أن توجه لها ضربة عسكرية قاصمة تعيد إيران إلى ما قبل عصر القرون الوسطى.
 كما إن الدول العربية وبالتحديد الخليجية دائماً ما تشتكي إيران وتدخلاتها السافرة عند منظمة الأمم المتحدة والمحكمة الدولية ولنا في ما حصل لمقر السفارة السعودية في إيران خير شاهد, خصوصاً وإن أمريكا تتظاهر بأن علاقتها مع دول الخليج قوية ووثيقة, بالإضافة إلى ما تملكه أمريكا نفسها من إدانات ضد إيران, كتفجيرات الخبر عام 1996 في السعودية ضد المجمع العسكري الأمريكي والتي ثبت إن منفذي هذه العملية تلقوا تدريباتهم في إيران, وكذلك قضية احتجاز موظفي السفارة الأمريكية في طهران في بداية ثورة الخميني, مع امتلاك أمريكا تقارير والتي نشرت في الآونة الأخيرة التي تكشف عن مدى التقارب الوثيق والعلاقات المتينة والتعاون العسكري المشترك بين تنظيم القاعدة الإرهابي وإيران, وغير تلك الأمور الكثير من القضايا التي من الممكن أن تدفع بأمريكا والمجتمع الدولي أن يطيحوا بنظام الملالي في إيران.
لكن ما يحصل هو قيام أمريكا وحلفائها بغض الطرف عن تلك الأمور بل والأدهى من ذلك إنها سمحت لإيران بأن تصبح كشرطي في المنطقة, وأخذت تتدخل في كل صغيرة وكبيرة وشاردة وواردة تحصل في الدول العربية, حيث أصبح واضحاً لدى الجميع إن الإدارة الأميركية تقصدت صم آذانها حيال عشرات التحذيرات التي أطلقتها الدول الخليجية، على مدى سنوات، من التدخلات الإيرانية المتمادية، لأنها كانت تسعى في سبيل الاتفاق النووي، وحصلت عليه، وكذلك تسعى إلى إنهاك إيران وتركها تخوض حروب استنزاف, وأيضا تريد أن تتشكل جبهات وتحالفات عالمية جديدة " كالتحالف الإسلامي " تخوض حروب مع إيران والمحور الذي تنتمي إليه بالوكالة, وهي لا – أي أمريكا – لا تخسر شيء بل ستكون هي الرابح الأكبر, حيث ستقوي اقتصادها من تلك الحروب إذ ستكون أكبر مورد أسلحة ولا تخسر جندي واحد في تلك الحرب ومهما ستكون النتيجة فهي لم تخسر شيء بل ستكون كل النتائج لصالحها.
وهذا ما استغلته إيران – عن معرفة أو لا – فأخذت الإنتقال من مرحلة استخدام الطائفة الشيعية في الدول العربية لزعزعة استقرار هذه الدول، إلى مرحلة نزع السيادة الوطنية عن هذه الأقليات وإلحاقها بالسيادة الإيرانية ووضع مصيرها بيدها، مثلما حصل في السنوات الثلاثة عشرة الأخيرة في العراق حيث جعلت تلك الطائفة أداة لتنفيذ مشروعها الإمبراطوري التوسعي حتى صرحت قيادات إيران بذلك علانية بالقول ( إن العراق جزء من الإمبراطورية الفارسية وعاصمتها بغداد ) وهذا جاء كنتيجة لتسخير الشيعة في العراق لخدمة مشروعها مستخدمة في ذلك الضرب على الوتر الطائفي والمذهبي الذي خدرت به الكثير من الشيعة حتى أصبحوا يقدسون إيران ويدافعون عنها وعن مشروعها ويقدمون أنفسهم وأموالهم وأبناءهم فداءاً لها !!!, وهذا يجعلني استحضر كلام المرجع العراقي الصرخي الذي قاله في حوار صحفي أجرته معه صحيفة الشرق بتاريخ 17 / 3 / 2015 م , عندما سؤل عما إذا كان قد التقى بالمجرم سليماني قائد الحرس الثوري الإيراني .. حيث أجاب قائلاً..
{{... ما تذكر من أسماء وعناوين ورموز هي مرتزقة وقادة مليشيات قاتلة متعطشة للدماء ولكل شرٍّ وفساد، وهم وسائل وأدوات تنفذ مشروع احتلال تخريبي مدمّر قبيح، خاصة وأنها تَعُد العراق جزءاً من إمبراطوريتها المزعومة المتهالكة المنتفية عبر التاريخ، فلا تتوقع التقاء أو لقاء مع محتل مستكبرٍ وأدواته التخريبية المهلكة المدمّرة، ونسأل الله تعالى أن يكفينا شرورهم ومكرهم وكيدهم ويرد كل ذلك في نحورهم، أما مورد السؤال عن الحاكم الفعلي في العراق فقد اتضحت معالم الإجابة عليه وفشل كل من انتقدنا وأخذ علينا مما قلناه في مناسبات عديدة، فها هي التصريحات الواضحة الجلية تأتي لتخرس الجميع في إشارتها إلى أن العراق جزء وعاصمة لإمبراطورية إيران المزعومة، هل فهم الأغبياء اللعبة ؟! وهل فهم العرب اللعبة؟! وهل فهم حكام العرب اللعبة.؟! ..وهل فهم العراقيون اللعبة؟؟!!! ...}}.
وهذا هو التقارب المصلحي السلبي الذي تحدثت عنه في مطلع المقال, فهي مصلحة أمريكية إيرانية, لكن سلبيته تكمن في إن أمريكا تريد إن تحصل على مكاسب على حساب الشعوب العربية وهدفها هو إسقاط إيران والسيطرة على المنطقة العربية الخليجية, وكذا الحال بالنسبة لإيران, فهو مصلحة مبنية على أذية الطرف الآخر, وهذا يتطلب من العرب جميعاً أن يفهموا ذلك الأمر جيداً ولا يعلقوا آمالهم على أمريكا من أجل الخلاص من إيران, لأن السياسة الأمريكية قائمة على خدمة مصالحها فحسب ولا يوجد شيء في قاموسها اسمه حليف, بل حليفها المصلحة, وما يؤكد ذلك هو انتقاد أمريكا عملية إعدام الشيخ النمر التي نفذتها السلطات السعودية, وهذا دليل واضح على إن إيران وتحركاتها في المنطقة تمت وتتم وفق إمضاء وقبول أمريكي, وعلى جميع العرب أن يفهموا هذه اللعبة.




الأحد، 3 يناير 2016

إعدام الشيخ النمر يكشف نفاق إيران و منتحلي التشيع

احمد الملا



بعدما أقدمت السلطات السعودية على إعدام الشيخ النمر يوم السبت 2/ 1/ 2016 ضج ضجيج الكثيرين خصوصاً ممن ارتبط بإيران حيث أخذوا يسوقون التهم تلو التهم على السلطات السعودية مع السب والشتم والقذف وما إلى نهاية من الكلام الذي لا يمكن أن يعيد الشيخ النمر إلى الحياة من جهة ومن جهة أخرى أصبح مورد مالي للفضائيات التي طبلت لهذه الحادثة حيث أعدت البرامج وهيئت الاتصالات والسذج يتصلون ويصرفون الأموال ( الأرصدة ) من اجل السب والشتم دون أي فائدة أو حتى نقد عقلي !!.
طبعا ليس دفعاً عن حكام آل سعود وليس قبولاً بإعدام الشيخ النمر لكن هذه الحادثة كشفت لكل منصف مدى النفاق والازدواجية التي تميز بها المجتمع العراقي من منتحلي التشيع, حيث اعترضوا على إعدام النمر بحجة (( إنه رمز من رموز الشيعة حتى وإن كان معارضاً للحكومة السعودية فلا يجوز المساس به ... فكيف يعدمونه ؟ أليس هناك حرية الرأي ؟! وإن خالف السلطة فما الضرر في ذلك ؟! )) وبما أن السلطة الحاكمة أعدمته فهي أصبحت حكومة "حكومة فاجرة وداعرة " وإرتكبت جرماً لن يغتفر وإنتهكت القيم والأعراف الإنسانية!!.
ولا نعرف لماذا كل هذا الضجيج وهذه الإزدواجبة, فعندما تقوم إيران بإعدام المئات من الشباب العربي الاحوازي والشباب الكردي في إقليم مهاباد والشباب الأذري والبلوشي وتقمع الشعب الإيراني ذاته الذي رفض سياستها الدكتاتورية,  يكون الأمر في نظر ساسة إيران ومن تملقهم ومن دار في فلكهم العفن هو شأن داخلي وهؤلاء خارجين عن القانون ويجب إعدامهم شنقاً حتى الموت !!! ولا أحد يتدخل أو يناقش أو يفاوض أو يعترض على إيران في هذا الشأن!! وعندما تقوم الحكومة السعودية بإعدام أشخاص ترى إنهم خارجين على القانون ومثيري للفتن ومروجي للإرهاب, تضج إيران وأذنابها وتعترض وترفض وتشجب وتستنكر وتهدد وتتوعد حتى أنها أحرقت القنصلية السعودية في طهران .
فمثلما تتعامل إيران مع الشعب الإيراني بكل قومياته  تتعامل السعودية مع الشعب السعودي, هذا يعدم وهذا يعدم لا فرق بينهما فلماذا هذه الضجة الإيرانية ؟؟!! فهل جاءت الحكومة السعودية بشيء مخالف عما تقوم به السلطات الإيرانية؟! هذه تعدم معارضيها وتلك تقوم بالفعل نفسه, فهل الإعدام والقتل في إيران حلال بينما في السعودية حرام؟!,
بل ما يحدث من ضجيج إيراني ما هو إلا سعياً منها لإشعال فتيل فتنة طائفية أخرى في السعودية وفي العالم العربي من اجل أن تمد اذرعها وتتغلغل بصورة اكبر وأعمق في دول لم تستطع أن تصل لها سابقاً ولم يهمها التشيع ولا رموز التشيع ولا الشيعة بل إنهم وقود لنار فتنتها التي اتخذت من التشيع غطاءاً لها.
وهنا لابد من طرح تساؤل أثير على ضوء هذه الضجة الإيرانية وكل من اتبعها, وهذا التساؤول هو ؛ أليس بالأمس القريب اتهمت الحكومة العراقية وبتوجيه من إيران ومليشياتها ومرجعيتها الفارسية الموجودة في النجف, إتهمت مرجعية السيد الصرخي الحسني بالإرهاب لأنه وحسب اعتباراتهم  معارضاً للحكومة العراقية ؟! ولم ينطق أي أحد ببنت شفة ولم يحرك ساكناً إزاء ما تعرضت له هذه المرجعية في كربلاء صيف 2014م حيث تم الإعتداء عليها من قبل الحكومة والمليشيات المرتبطة بإيران حيث القتل والتمثيل بالجثث وسحلها في الشوارع ؟؟!!.
 فُعل ما فُعل بهذا المرجعية ومازالت إيران وأذنابها يتهمون هذه المرجعية الشيعية العراقية العربية بالإرهاب وبالعمالة لا لشيء وإنما لأنها صرحت بفكر وأراء تعتقد بها ورفضت فساد السياسيين والمتسترين بالدين, ومع ذلك أمضى الكثير من " منتحلي التشيع " تلك الاعتداءات على هذه المرجعية العراقية العربية الأصيلة, ولم يطبل الإعلام لهذه الفاجعة كما طبل لإعدام الشيخ النمر, بل ما حدث هو العكس نجد إن الأعلام الذي يطبل الآن للنمر قد تم تسخيره لتشويه صورة المرجع العراقي الصرخي على الرغم من أنه مرجع شيعي إمامي اثني عشري ؟؟!!.
 ألم تكن مرجعية السيد الصرخي الحسني مرجعية شيعية ؟ أليست هي المرجعية الشيعية الوحيدة التي رفضت الاحتلال الأمريكي " عدوكم الآن – ظاهراً - و الولي الحميم سابقاً " أليست هي المرجعية الشيعية الوحيدة التي رفضت الاحتلال بكل أشكاله ورفضت إنتخاب المفسدين ورفضت الطائفية والتقسيم وطالبت بحقوق العراقيين جميعاً, أما على المستوى العقائدي فهي المرجعية الوحيدة التي وقفت بوجه الفتن العقائدية المنحرفة التي عصفت بالمذهب الشيعي ومن بينها فتنة المدعي احمد إسماعيل كاطع الذي وقف جميع المتصدين عاجزين أمام فتنته إلا المرجع الصرخي... والمواقف الكثيرة تشهد بذلك ... فهذا موقف المرجع الصرخي الذي أيدتم الاعتداء عليه بينما لا يوجد موقف واحد مشابه للشيخ النمر ... فلماذا تثور ثائرتكم من أجل النمر وتساق التهم والافتراءات على المرجع الشيعي العراقي الصرخي ؟؟!!.
فإن كان عمل الحكومة العراقية مع مرجعية السيد الصرخي الحسني مرضياً عند منتحلي التشيع فالمفروض أن يكون فعل السلطات السعودية مع الشيخ النمر مرضياً أيضاً عندهم ويجب أن لا يعترضوا, لكن ..... إذا كان الاعتداء على أي شخصية مهما كان عنوانها وإن كان مرجعاً دينياً " كالسيد الصرخي " عُرف عنه رفض العمالة والخيانة والركون إلى إيران وغيرها من الدول فانه يكون مرضياً عند هؤلاء منتحلي التشيع ... أما إذا كان الاعتداء ولو بكلمة على أي شخصية وإن كانت غير مؤثرة ولا يوجد لها ثقل في المجتمع الإسلامي فإن ثائرة أتباع " فارس " من منتحلي التشيع ستثور ويصبح عنوان المذهب والتشيع هو الأسمى والطاغي ويكون المساس بأي شخص عنوانه شيعي ولو بالإسم محظوراً وتعديا على المذهب!! وفي حقيقة الأمر هكذا فوران ما هو إلا من اجل العملاء والتابعين لإيران وزبانيتها.
فإيران التي أحرقت جثث أتباع المرجع العراقي الشيعي السيد الصرخي الحسني وجرتها بالسيارات وهدمت داره بالطائرات واعتقلت المئات وعذبتهم في المعتقلات السرية والعلنية وفي شهر الصيام في كربلاء المقدسة, هي نفسها اليوم تستنكر إعدام الشيخ النمر, وهذا دليل على سياسية الكيل بمكيالين عند إيران ويكشف مدى النفاق الذي يتمتع به منتحلي التشيع من عبيد إيران, وحقيقة الأمر إن إيران سعيدة الآن بمقتل النمر لأنها سوف تجعل من إعدامه ذريعة لإختلاق فتنة تخدم مشروعها الإمبراطوري التوسعي, وتجعل منه سبباً لتحقيق مصالحها مستغلة دمه في إرباك المنطقة,هذا إن لم تكن إيران هي من نسجت أكفان النمر.






السبت، 2 يناير 2016

موت خامنئي هل يعني تشظي إيران ؟!

احمد الملا



قبل عدة أيام تناقلت وسائل الإعلام ومنها إيرانية رسمية كوكالة فارس خبرا حول نية النظام الإيراني إجراء انتخابات في شهر شباط 2016 لاختيار شخص بديل عن خامنئي ليشغل منصب المرشد الأعلى,  وتلى هذا الخبر " المؤكد " تصريح خطيب جمعة طهران " نائب رئيس مجلس خبراء القيادة الإيرانية، محمد علي موحدي كرماني " الذي قال فيه ( يجب التفكير في ملحة ما بعد خامنئي ),  وهذا التصريح مع خبر الانتخابات إن دل على شيء فانه يدل على :
الاحتمال الأول؛ هو إن خامنئي قد مات خصوصاً وانه يعاني من مرض " سرطان البروستاتة " وان الأطباء المشرفين على علاجه أعطوه أملاً بالحياة لمدة عامين كأقصى حد ويبدو إن تقديراتهم لم تكن في محلها.
الاحتمال الثاني؛ الوضع الصحي لخامنئي متدهور جداً بحيث أصبح غير قادر على إصدار القرارات وهذا ما يؤثر بالسياسة الخارجية والداخلية لإيران خصوصا وإنها تخضع لسلطة جهتين احدهما المتشددين والأخرى المعتدلين وبالتالي تكون القرارات متضاربة وتؤدي إلى نزاع وصراع داخلي, وهذا ما دفع بخطيب جمعة طهران أن يصرح بكهذا تصريح.
الاحتمال الأخير هو؛ إن خامنئي أصبح ورقة محروقة بالنسبة للمتشددين وقرروا إزاحته خصوصا وانه وافق على الاتفاق النووي الذي يعارضه المتشددون, لذلك قرروا تنحيته بطريقة الانتخابات ووضع شخص أخر مكانه يكون عند حسن ظنهم وما يرجح هذا الأمر هو قيام القوات البحرية الإيرانية بإطلاق صواريخ بالستية بالقرب من بوارج حربية أمريكية اعتبرتها الأخيرة عملية استفزازية لها, مادفعهم بذلك هو الغياب الواضح لخامنئي عن المشهد السياسي في الأيام الأخيرة, أي غياب الخامنئي جعل المتشددين يتصرفون وفق ما يحلو لهم بعيداً عن القرارات الموحدة واستفردوا بالقيادة.
النتيجة والمحصلة النهائية هي إن بكل الأحوال قد طوت إيران صفحة خامنئي وستبدأ مرحلة جديدة لعلها - وهذا متوقع جدا - ستكون مرحلة صراع داخلي كبير بين المتشددين وبين المعتدلين الأمر الذي سينعكس على الوضع الأمني الداخلي في إيران.
وهذا الأمر إن وقع بالفعل فهو سيؤكد ما توقعه المرجع العراقي الصرخي الذي أدلى به في إحدى محاضراته التاريخية العقائدية, والذي بين فيه إن الرهان على إيران من قبل الساسة في العراق وغيرهم من رموز دينية هو رهان خاسر, حيث قال...
{{ ... من يراهن على إيران فهو أغبى الأغبياء، لأن إيران حصان خاسر… وأي خلل أو مواجهة مع إيران ستنهار إيران وتهزم أسرع من انهيار الموصل, يا أيها السياسيون افصلوا بين الشعب الإيراني وبين الحكومة... فخذوها أي مواجهة ستنهار بأسرع من سوريا والموصل فالرهان على إيران خاسر وستشهد الأيام, لنكن واضحين الخاسر الأول والأكبر هي إيران فلا يغركم هذا الاستكبار وهذا العناد وهذه العزة الفارغة كانت تملك كل الشام وكانت تملك كل العراق، ماذا بقي لها فقدت أكثر من ثلثي لبنان وأكثر من ثلثي سوريا وأكثر من ثلثي العراق وهذه الخسارة الكبرى، إيران دخلت بحروب استنزافية سريعة التأثير إيران منهارة اقتصاديا الشعب الإيراني مغلوب على أمره وبعض السياسيين التفتوا إلى هذه القضية واتخذوا خطوات سريعة...}}.