الثلاثاء، 10 يونيو 2014

إحذروا المنافقين فإنهم شياطين مثيري للفتنة



الاسلام دين تسامح ومحبة ووئام ولا يدعو الى القتل والتقتيل والتكفير والسب الفاحش ولا التجرد من الاخلاق ولا يقبل بالنفاق, وهذا ما يحث عليه كنظرية لكن للاسف الشديد نجد ان بعض المنظرين الاسلاميين يعملون بمبدأ التكفير وهذا خلاف ماجاء به الاسلام ( فالمسلم من سلم الناس من يده ولسانه) لكن هؤلاء المنظرين خالفوا هذا المبدأ فلم يسلم المسلمون لا من أيديهم ولا من ألسنتهم فكفروا بقية الطوائف والمذاهب ومن أبرز هؤلاء المنظرين هو (( شيخ الاسلام ابن تيمية)) فهو من أكبر المنافقين وأشدهم حقدا على الاسلام وتفريقا له, فهو من زرع بذرة التفريق والشقاق والنفاق التي اوجدها معاوية بن ابي سفيان, فحقده على علي بن ابي طالب عليه السلام وعلى كل من تمسك بمولاته وأظهر حبه جعله يتخبط في كل ما صدر منه, حتى وصل به الامر ان يقدح بعلي عليه السلام ويبرر ويدافع عن معاوية بن ابي سفيان فيسوق التهم والافتراءات واحدة تلو اخرى على الشيعة الامامية الاثني عشرية ويخرجهم خارج الاسلام من جهة, ومن جهة اخرى يصف ان بني امية بانهم شيعة عثمان والاسلام بهم انتشر وانتصر ولكم الشواهد :
يقول ابن تيمية في كتاب منهاج السنة النبوية ( ج 8/ ص236) :
( قالوا: وشيعة عثمان المختصون به كانوا أفضل من شيعة علي المختصين به, وأكثر خيرا, وأقل شرا. فإن شيعة عثمان أكثر ما نقم عليهم من البدع انحرافهم عن علي, وسبهم له على المنابر, لما جرى بينهم وبينه من القتال ماجرى, ومع ذلك لم كفروه ولا كفروا من يحبه. وأما شيعة علي ففيهم من يكفر الصحابة والامة ويلعن أكابر الصحابة ما هو اعظم من ذلك بأضعاف مضاعفة.).
ويقول  في نفس المصدر ( ج8/ ص 237):
(فالشر والفساد الذي في شيعة علي أضعاف أضعاف الشر والفساد الذي في شيعة عثمان, والخير والصلاح الذي في شيعة عثمان, أضعاف أضعاف الخير الذي في شيعة علي. وبنو امية كانوا شيعة عثمان, فكان الاسلام في زمنهم اوسع وأظهر مما كان بعدهم.).
وهنا الحكم للقارئ المنصف الكريم الذي يجعل الله نصب علينه, الاسلام في زمن علي عليه السلام اسوأ من الاسلام في زمن معاوية (شيعة عثمان), ضرب الكعبة بالمنجنيق وحصارها واستباحة المدينة المنورة والتعرض للصاحبة والخلفاء وهتك حرمات المسلمين وتجريد السيف بوجه الخليفة الرابع واحد الصحابة وسبه على المنابر في زمن الامويين (شيعة عثمان), هذا هو الاسلام الصحيح عند ابن تيمية ؟؟!! بغض علي والحقد عليه هو الاسلام الصحيح عنده ؟؟!! النفاق والفساد الذي اشتهرت به الدولة الاموية وحكامها كان افضل من دولة علي بن ابي طالب ؟؟!!.
وهنا أورد سؤال لابن تيمية اذا كان الاسلام كذلك فكيف يكون اظهار حب علي والتمسك بموالاته هو ضروريات حصول المغفرة من الله سبحانه وتعالى ؟! الا يعني هذا ان شيعة علي التي كانت تظهر حب علي وتتمسك بموالاته وهذا شرط للتمسك بالسنة والشرط الاخر هو اقامة الصلاة في مواقيتها, هذه هي شيعة علي وهذا ماكان موجود في زمن الامام علي فكيف يكون الاسلام اصح وافضل في زمن حكومة ودولة وشيعة تظهر العداء لعلي ؟! أيهما اصح وافضل ؟!
 وهذا ما ذكره في كتابه منهاج السنة النبوية (6 / 201):
{وَقَدْ كَانَ مِنْ شِيعَةِ عُثْمَانَ مَنْ يَسُبُّ عَلِيًّا، وَيَجْهَرُ بِذَلِكَ عَلَى الْمَنَابِرِ وَغَيْرِهَا؛ لِأَجْلِ الْقِتَالِ الَّذِي كَانَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ. وَكَانَ أَهْلُ السُّنَّةِ مِنْ جَمِيعِ الطَّوَائِفِ تُنْكِرُ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ، وَكَانَ فِيهِمْ مَنْ يُؤَخِّرُ الصَّلَاةَ عَنْ وَقْتِهَا، فَكَانَ الْمُتَمَسِّكُ بِالسُّنَّةِ يُظْهِرُ مَحَبَّةَ عَلِيٍّ وَمُوَالَاتَهُ، وَيُحَافِظُ عَلَى الصَّلَاةِ فِي مَوَاقِيتِهَا. حَتَّى رُئِيَ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ الْجَمَلِيُّ، وَهُوَ مِنْ خِيَارِ أَهْلِ الْكُوفَةِ: شَيْخُ الثَّوْرِيِّ وَغَيْرِهِ، بَعْدَ مَوْتِهِ، فَقِيلَ لَهُ: مَا فَعَلَ اللَّهُ بِكَ؟ فَقَالَ: غَفَرَ لِي بِحُبِّ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَمُحَافَظَتِي عَلَى الصَّلَاةِ فِي مَوَاقِيتِهَا. أ.هـ .}.
كما نلاحظ هنا ان ابن تيمية وخصوصا في هذا المورد يؤيد ان شيعة عثمان كانت تسب علي عليه السلام وفي الموارد التي سبقت هذا الكلام يقول (فإن شيعة عثمان أكثر ما نقم عليهم من البدع انحرافهم عن علي) فماهو المقصود بالبدع ؟ اليس البدعة هي الكذب والافتراء وتزييف الحقائق؟ فكيف تأتي الان وتؤيد تلك البدع ؟! بل تؤكد عليها بان كل طوائف المسلمين الاخرى انكرت عليهم ذلك ورفضت هذا الاسلوب الذي اتبعته شيعة عثمان ( بنو امية)؟! وبنفس الوقت قد خرجتهم اي شيعة عثمان من الاسلام فقلت اهل السنة من جميع الطوائف تنكر ذلك عليهم؟! فاين هم من هذا الجمع ؟!.
مرة يكفر ابن تيمية شيعة علي عليه السلام ومرة يقول التمسك بموالاته واظهار محبته هو من السنة ؟ هو يغلق ابواب الرحمة في وجه الامامية الاثني عشرية ممن أظهر حب علي وتمسك بموالاته ويفتحها بوجه غيرهم, فما تفعله الشيعة حرام ولا يغفره الله بينما ما يفعله بنو امية يكون مغفور لا محال حسب وجهة نظر ابن تيمية وهذا الشاهد :
يقول في منهاج السنة النبوية ( ج6/ ص 203-204)
{ وَهَذَا مَعْلُومٌ عِنْدَنَا بِخَبَرِ الصَّادِقِ. وَهَذِهِ الْمَسْأَلَةُ لِبَسْطِهَا مَوْضِعٌ آخَرُ. وَالْكَلَامُ هُنَا فِيمَا يُذْكَرُ عَنْهُمْ مِنْ أُمُورٍ يُرَادُ بِهَا الطَّعْنُ عَلَيْهِمْ. فَطَائِفَةٌ تَغْلُو فِيهِمْ فَتُرِيدُ أَنْ تَجْعَلَهُمْ مَعْصُومِينَ [أَوْ كَالْمَعْصُومِينَ] . وَطَائِفَةٌ تُرِيدُ أَنْ تَسُبَّهُمْ وَتَذُمَّهُمْ بِأُمُورٍ، إِنْ كَانَتْ صِدْقًا فَهُمْ مَغْفُورٌ لَهُمْ، أَوْ هُمْ غَيْرُ مُؤَاخَذِينَ بِهَا، فَإِنَّهُ مَا ثَمَّ إِلَّا ذَنْبٌ أَوْ خَطَأٌ فِي الِاجْتِهَادِ. وَالْخَطَأُ قَدْ رَفَعَ اللَّهُ الْمُؤَاخَذَةَ بِهِ عَنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ. وَالذَّنْبُ لِمَغْفِرَتِهِ عِدَّةُ أَسْبَابٍ كَانَتْ مَوْجُودَةٌ فِيهِمْ. وَهُمَا أَصْلَانِ: عَامٌّ وَخَاصٌّ. أَمَّا الْعَامُّ فَإِنَّ الشَّخْصَ الْوَاحِدَ يَجْتَمِعُ فِيهِ أَسْبَابُ الثَّوَابِ وَالْعِقَابِ عِنْدَ عَامَّةِ الْمُسْلِمِينَ، مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ [لَهُمْ بِإِحْسَانٍ] وَأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ. وَالنِّزَاعُ فِي ذَلِكَ مَعَ الْخَوَارِجِ وَالْمُعْتَزِلَةِ الَّذِينَ يَقُولُونَ: مَا ثَمَّ إِلَّا مُثَابٌ فِي الْآخِرَةِ أَوْ مُعَاقَبٌ، وَمَنْ دَخَلَ النَّارَ لَمْ يَخْرُجْ مِنْهَا: لَا بِشَفَاعَةٍ وَلَا غَيْرِهَا، وَيَقُولُونَ: إِنَّ الْكَبِيرَةَ تُحْبِطُ جَمِيعَ الْحَسَنَاتِ، وَلَا يَبْقَى مَعَ صَاحِبِهَا مِنِ الْإِيمَانِ شَيْءٌ. وَقَدْ ثَبَتَ بِالنُّصُوصِ الْمُسْتَفِيضَةِ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِخْرَاجُ قَوْمٍ مِنَ النَّارِ بَعْدَ مَا امْتُحِشُوا. وَثَبَتَ أَيْضًا شَفَاعَةُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِأَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِهِ. وَالْآثَارُ بِذَلِكَ مُتَوَاتِرَةٌ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ، أَعْظَمُ مِنْ تَوَاتُرِ الْآثَارِ بِنِصَابِ السَّرِقَةِ، وَرَجْمِ الزَّانِي الْمُحْصَنِ، وَنُصُبِ الزَّكَاةِ، وَوُجُوبِ الشُّفْعَةِ، وَمِيرَاثِ الْجَدَّةِ، وَأَمْثَالِ ذَلِكَ.} .
بالله عليك أيها القارىء المنصف هل تجد نفاق اشد من هذا النفاق والكذب والتدليس ؟؟!! اصحاب الكبائر يغفر الله لهم بينما الشيعة ممن يظهر حب علي ويتمسك بموالاته يعتبر كافرا يهوديا ناصبيا ولا يغفر له ؟! من يسب علي عليه السلام يقول ابن تيمية يغفر له وياتي بهذه القاعدة {... وَطَائِفَةٌ تُرِيدُ أَنْ تَسُبَّهُمْ وَتَذُمَّهُمْ بِأُمُورٍ، إِنْ كَانَتْ صِدْقًا فَهُمْ مَغْفُورٌ لَهُمْ، أَوْ هُمْ غَيْرُ مُؤَاخَذِينَ بِهَا، فَإِنَّهُ مَا ثَمَّ إِلَّا ذَنْبٌ أَوْ خَطَأٌ فِي الِاجْتِهَادِ. وَالْخَطَأُ قَدْ رَفَعَ اللَّهُ الْمُؤَاخَذَةَ بِهِ عَنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ...} ويقول تريد ان تسبهم ؟؟!! تريد ان تسب علي !!! الم يثبت ان هذه الطائفة ( بنو امية شيعة عثمان ) سبت علي وانكر عليهم ذلك اهل السنة بجميع طوائفهم ؟!!.
ولماذا لم تطبق هذه القاعدة على من يقول بعصمة الامام علي عليه السلام, فتكون { إِنْ كَانَتْ صِدْقًا فَهُمْ مَغْفُورٌ لَهُمْ، أَوْ هُمْ غَيْرُ مُؤَاخَذِينَ بِهَا، فَإِنَّهُ مَا ثَمَّ إِلَّا ذَنْبٌ أَوْ خَطَأٌ فِي الِاجْتِهَادِ. وَالْخَطَأُ قَدْ رَفَعَ اللَّهُ الْمُؤَاخَذَةَ بِهِ عَنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ} ؟؟!!! لماذا تطبق هذه القاعدة على من يسب علي ويطعن به بينما لا تطبق على من يقول بعصمته ويظهر محبته ويتمسك بموالاته ؟؟!! لماذا لا تطبق هذه القاعدة – مع فرض التسليم – بمن يسب الخلفاء من شيعة علي ؟؟!!.
يا ابن تيمية أتؤمن ببعض وتكفر ببعض ؟ ألى اين تريد ان تصل ؟ أليس هذا نفاقا وكذبا وتدليسا ؟! والقارىء الذي يجعل العقل هو المحكم والمسيطر بعيدا عن العاطفة هو من يحكم.

المحاضرة العقائدية التاريخية العشرون للسيد الصرخي الحسني التي يناقش فيها و بموضوعية ووسطية كتابات ابن تيمية مفتي الجمهورية الأموية


الكاتب : احمد الملا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق